الإرهاب يدخل البيوت ويهدد العائلات

صراعات تهدد الأحزاب السياسية التونسية قبل أشهر من الانتخابات التشريعية

تونس - فرح التومي - الجزيرة:

عادت أخبار الحرب المعلنة على الخلايا الإرهابية لتغطي على أخبار حرب أخرى أقل خطراً وإن كانت تشابهها في درجة الحرارة، حيث وكما كان متوقعاً، استفاقت إحدى الخلايا الإرهابية النائمة تحت وقع الجوع بإحدى المناطق التابعة لمحافظة القصرين (250 كلم وسط شرق العاصمة تونس) حيث هاجمت مجموعة مسلحة متكونة من 6 أشخاص منزلاً كان أصحابه نائمون واختطفت رب البيت وطالبت زوجته بتوفير الطعام لعناصرها مهددين الجميع من خلال إطلاق الرصاص الحي في الهواء، ثم وحال الاستجابة لطلبهم تم تسريح الزوج ولاذ الإرهابيون بالفرار. ولم تفلح وحدات مكافحة الإرهاب في إلقاء القبض على المجموعة المسلحة بالرغم من حملات التمشيط الواسعة التي نفذتها في محيط المنزل وفي كافة أرجاء المنطقة السكنية. وحال انتشار الخبر أصاب الشارع التونسي المزيد من الذعر جراء التغير التكتيكي المفاجئ للعناصر المسلحة التي تجاسرت لأول مرة وتجاوزت الطوق الأمني والعسكري المفروض حولها واستهدفت منزلاً خاصاً مما اعتبره المحللون السياسيون تحركاً متوقعاً بالنظر إلى احتياج الجماعات الإرهابية للغذاء خاصة بعد قطع صلتها مع مزوديها بالمؤونة في مختلف مناطق البلاد وتحديداً في الجهات الريفية المتاخمة للجبال التي يتخذها الإرهابيون ملجأ لهم. أما مزودو العناصر الإجرامية بالسلاح، فلم تفلح جهود الأمنيين ولا العسكريين في الإطاحة بهم لارتباطهم الوثيق ببارونات التهريب العارفين بأدق المسالك الجبلية التي لا تطالها أعين الرقابة.

وفي الشأن السياسي قالت مصادر حسنة الاطلاع، إن الباجي قائد السبسي رئيس حركة نداء تونس، وأمام سيل الانتقادات اللاذعة وعلى وقع صراعات داخلية بين أجنحة الحركة، قرر التراجع عن ترشيح نجله حافظ قائد السبسي للانتخابات التشريعية المقبلة فيما أشارت المصادر ذاتها إلى أن النية تتجه إلى تعويضه على رأس قائمة دائرة العاصمة تونس بفائزة الكافي أحد الوجوه التجمعية البارزة في النظام السابق. وتشهد بقية الأحزاب السياسية الكبرى منها والصغرى خلافات استفحلت ولم تجد لها القيادات حلاً شافياً على خلفية أنها نابعة من مصالح شخصية لا تقضى إلا بالدوس على مصالح الآخر. وبين هذا وذاك، يزداد يقين التونسيين بأن النخبة السياسية التي فقد فيها ثقته الكاملة، خيبت ظنه ورجحت كفة مآربها الشخصية مضحية بذلك بمصالح الشعب الذي تضاعف أنينه تحت وقع الغلاء الفاحش وغير المسبوق للأسعار المرتفعة كل يوم غير مبالية بدخل التونسي وتراجع مقدرته الشرائية وتعدد مناسبات إنفاقه.

موضوعات أخرى