فرضت أحكاما مشددة وعقوبات رادعة لا مثيل لها في العالم .. مسؤولون لـ«الجزيرة»:

المملكة في طليعة مكافحي الإرهاب انطلاقا من التزامها الكامل بأحكام الشريعة الإسلامية

الدمام - عبير الزهراني:

أكد لـ«الجزيرة» مسؤولون على الدور الرائد للمملكة في التصدي للإرهاب ومكافحته، ودرئها تهمة إلصاق الإرهاب بالإسلام ودفاعها عن الحق بشتى الوسائل.

وقال عضو مجلس الشورى خليفة الدوسري: استطاعت المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز اتخاذ موقف حازم وصارم ضد الإرهاب بكل أشكاله وصوره على الصعيدين المحلي والدولي. وأضاف: كما قامت الدولة ممثلة في وزارة الداخلية بجهود متكاملة لرفع معنويات رجال الأمن في الدفاع عن بلدهم ومحاربة أصحاب الفكر المنحرف فقدمت لهم الدعم المادي والمعنوي وتم منح أسر الشهداء منهم والمصابين والمتضررين كل ما يعينهم على مواجهة أعباء الحياة، فضلا عن أنها كانت بلسما لحياة الأسر التي فقدت أحد رجالاتها في عمليات أمنية ضد الإرهابيين واستضافت وزارة الداخلية أسر شهداء الواجب لأداء مناسك الحج عرفانا منها بما قدمه أولئك الشهداء وأسرهم من خدمات جليلة للوطن.

وقال رجل الأعمال عبدالسلام التميمي إن للمملكة دورا رائدا في التصدي للإرهاب، فقد جاءت المملكة في طليعة دول العالم التي تكافح الإرهاب وتتصدى له، انطلاقا من التزامها الكامل بثوابتها، وقيمها، وأحكام الشريعة الإسلامية، فالإسلام هو نقيض الإرهاب، وقد فرض في حق الإرهابيين أحكاما مشددة، وعقوبات رادعة لا مثيل لها في نظام العقوبات لأي دولة من دول العالم، وفي القرآن الكريم والسنة النبوية ما يؤكد صحة ما ذكر، وقد سبق ذكر بعضها. والمملكة تحكم شرع الله وتجعل الكتاب والسنة دستور البلاد فتأخذ منهما قيمها ومبادئها كما جاء في النظام الأساسي للحكم ما نصه: «المملكة العربية السعودية دولة عربية إسلامية ذات سيادة تامة؛ دينها الإسلام ودستورها».

وأضاف: أدركت المملكة في وقت مبكر أهمية تثقيف المجتمع أمنيا وفكريا تجاه ظاهرة الإرهاب وخطورتها لذلك عمدت إلى تقديم برامج توعية عبر وسائل الإعلام المختلفة وتدريس مادة مكافحة الإرهاب في بعض المناهج الدراسية في الجامعات والكليات في المملكة كما قامت- وانطلاقا من هذه الأهمية للتبصير بهذه الآفة المقلقة بدعوة الجهات الحكومية الأخرى بمختلف مؤسساتها وأجهزتها التربوية والإعلامية للتعريف بالرسالة الأمنية وإيضاح ما يمليه الواجب الوطني لكل مواطن ومقيم للإسهام بفاعلية في حفظ الأمن والنظام باعتبار الأمن الفكري هو مطلب وطني شامل والمسؤولية عنه تضامنية لحماية المجتمع.

وقال مشرف البرامج والأنشطة في دار الملاحظة الأستاذ عبدالعزيز المحسن مما لا شك فيه أن الإرهاب في السنوات الماضية أصبح هو الشغل الشاغل لكثير من الدول وهو ظاهرة خطيرة تُفسد المجتمعات وتُشغل الكثير، ولا يمكن أن ندير لها ظهورنا أو أن نتجاهلها والدور الكبير على الدولة لمكافحته وبتعاون مباشر مع الأسر والمؤسسات التربوية.

ومن جهود المملكة في مكافحة الإرهاب وهذا لا بد أن يكون هاجسا لكل أبناء الوطن المخلصين في كل مكان والاجتماع والتعاون لمواجهة الحركات والتنظيمات الإرهابية بكل صوره وأشكاله لتُخلّص المجتمع الإنساني من الترويع والفزع، ولكن يجب أن يكون بتخطيط سليم مدروس وتعاون أجهزة الدولة ومؤسساتها التربوية والإعلامية كافة على ذلك بطرق سليمة وتوعية صادقة واضحة بعيدا عن القوة والسيطرة، فالقوة والجبروت والقسوة ستزيد الإرهاب انتشارا واتساعا، فلا بد أن نواجه الفكر بالفكر والحوار المنطقي المقنع، والفكر انتشاره أقوى وانفجاره أشد وأقسى ومن جهود المملكة في ذلك إيضاح الدين الصحيح والمنهج الإسلامي من خلال الكتاب والسنة وكذلك حصر التبرعات والتمويل من خلال مؤسسات رسمية معروفة بإشراف من الدولة وأيضا تصحيح المفاهيم الخاطئة للشباب الذين غرر بهم وإعادة تأهيل من انجرف منهم في هذا النفق المظلم عبر لجان المناصحة من علماء الدين الوسطيين وعدم استغلال الدين في ذلك، وكذلك جلسات حوارية مع مجموعة من الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين لتحرير عقولهم من الأفكار المنحرفة وإتاحة الفرصة من جديد للعودة للمجتمع ومزاولة أعمالهم ومن الجهود أيضا توجيه المنابر في خطب الجمعه إلى معرفة الدين الصحيح وعدم إلصاق الإرهاب وربطها بالإسلام وتبيين ديننا بصورته الحقيقة الناصعة البياض بعيدا عن التشنج والتشدد.

ومن الحلول لمواجهة هذا الخطر هو تفعيل دور الأسرة والمؤسسات التربوية لتأكيد دورها في تنشئة الأبناء وتقويم سلوكهم وتحقيق الضبط الاجتماعي في المجتمعات وتعزيز الانتماء الوطني لدى الناشئة والتوعية المستمرة عن طريق الإعلام بتوضيح خطر هذه التنظيمات على الفرد والمجتمع ومن الحلول أيضا توفير متطلبات ومستلزمات الحياة الكريمة والمستقرة التي تعزز من إسهام كل فرد في دفع مسيرة التنمية الحضارية التي تشهدها الدولة سعيا لتحقيق أعلى درجات الاستقرار الأسري للمواطنين.

وقال عضو اللجنة المالية في مجلس الشورى عبدالله السعدون: المملكة العربية السعودية لها دور ريادي في مكافحة الإرهاب لأسباب كثيرة من أهمها موقعها وثقلها في العالم العربي والإسلامي ولها دور كبير جدا خاصة في الجانب الاقتصادي والروحاني المتمثل في مكة والمدينة.

وتابع: المملكة العربية السعودية عانت من الإرهاب وتحملت الشيء الكثير في سبيل مكافحته وأيضا الحلول المطلوبة منذ ذلك الوقت مرورا في 2001 جميع تلك الأمور جعلت المملكة تعاني من الإرهاب ومن نتائجه السيئة أيضا دور المملكة متمثل في اهتمام خاص للملك عبدالله في مكافحة الإرهاب، وذلك لأن خادم الحرمين الشريفين يعلم جيدا ما هي النتائج السيئة من الإرهاب سواء على مستوى الدول أو الإسلام بشكل عام لأنهم شوهوا صورة الإسلام واستخدموا الاسلام كذريعة وبحثوا عن فتاوى في التراث وأمور كثيرة من أجل أن يبرروا أعمالهم ولذلك المملكة معنية بشكل خاص لتكذيب هذه الادعاءات ومحاربة الإرهاب وإيضاح الحقائق.

وقال القاضي الشرعي وعضو مجلس الشورى فضيلة الشيخ الدكتور عيسى الغيث: قامت السعودية بدور كبير في مكافحة الإرهاب على الصعيد الداخلي والخارجي، حيث تبنت فكرة إنشاء المركز العالمي لمكافحة الإرهاب في هيئة الأمم المتحدة ودفعت قبل أيام الدفعة الثانية من تبرعها للمركز بمبلغ مائة مليون دولار، فضلا تبنيها المركز العالمي لحوار الأديان كعلاج وقائي للتطرف والإرهاب، إضافة لمقاومة الإرهاب داخليا عبر التشريعات والقوانين، وإقامة محكمة جزائية خاصة بذلك، والجهود الكبيرة العسكرية والفكرية داخليا ومن ذلك مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة والتأهيل الذي شهد العالم بنجاح فكرته وتعميمها عالميا كقوة ناعمة لمقاومة التطرف، ولكن مع جميع هذه الجهود السعودية إلا هناك تخاذل دولي تجاه الإرهاب لأن هناك دولا تستفيد منه مثل إسرائيل لأجل أن ينشغل المسلمون بالإرهاب لاسيما فيما بينهم عن العدو الصهيوني، إضافة لتشويه سمعة المسلمين عالميا ومن ثم تبرير النيل منهم صهيونيا وصليبيا، وكذلك إيران لتشويه سمعة السنة وتبرير تدخلها في البلاد العربية. وقال المحامي والمستشار القانوني على فراج العقلاء: لقد أكدت المملكة العربية السعودية في الكثير من المناسبات استنكارها وشجبها للإرهاب بأشكاله وصوره كافة، حيث قامت بدور مؤثر وفعال في حفظ الأمن والتصدي لظاهرة الإرهاب وكذلك قامت باتخاذ الكثير من التدابير والإجراءات اللازمة لمحاربة ظاهرة الإرهاب على جميع المستويات المحلية والإقليمية والدولية وبشتى الصور، وذلك من خلال المواجهة الأمنية والفكرية كما تؤكد المملكة دائما استعدادها التام للتعاون مع جميع الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب وتدين المملكة وتستنكر الإرهاب أيا كان مصدره وأهدافه في المحافل الدولية كافة، وقد أعلنت المملكة أنها دائما على استعداد تام للانضمام إلى الجهود الدولية والإقليمية المبذولة لمواجهة الإرهاب مع الإسهام بفعالية في إطار جهد دولي جماعي تحت مظلة الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب بمختلف أشكاله وصوره وأهدافه، لاسيما أن المملكة عانت من هجمات إرهابية في الماضي وعملت منذ زمن طويل على مقاومة هذه الآفة الخطيرة وكانت المملكة وما زالت دائما سبّاقة في حث المجتمع الدولي على التصدي للإرهاب ووقفت مع جميع الدول في محاربته والعمل على القضاء عليه واستئصاله من جذوره ودعت المجتمع الدولي إلى تبني عمل شامل في إطار الشرعية الدولية يكفل الضاء على الإرهاب ويصون حياة الأبرياء ويحفظ للدول سيادتها وأمنها واستقرارها، واستطاعت المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظهما الله- من اتخاذ موقف حازم وصارم ضد الإرهاب بكل أشكاله وصوره على الصعيدين المحلي والدولي كما قامت الدولة ممثلة في وزارة الداخلية بجهود متكاملة لرفع معنويات رجال الأمن في الدفاع عن بلدهم ومحاربة أصحاب الفكر المنحرف فقدمت لهم الدعم المادي والمعنوي وتم منح أسر الشهداء منهم والمصابين والمتضررين كل ما يعينهم على مواجهة أعباء الحياة، وفيما يتصل بالمعالجة الوقائية فقد قامت المملكة بالكثير من المبادرات والجهود للقضاء على الفكر المنحرف والأعمال الإرهابية، أهمها المبادرة التي أعلنها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في الخامس من شهر جمادى الأولى 1425هـ الموافق 23-6- 2004م، وتضمنت عفوا عن كل من يسلم نفسه لمن ينتمي إلى تلك الفئة الضالة ممن لم يقبض عليه في عمليات الإرهاب طائعا مختارا في مدة أقصاها شهر من تاريخ ذلك الخطاب، وسيعامل وفق شرع الله فيما يتعلق بحقوق الغير واستفاد من ذلك القرار عدد كبير من الأشخاص الذي اعتنقوا الفكر الضال وسلموا أنفسهم للجهات الأمنية واستفادوا من العفو الملكي من بينهم أشخاص كانوا موجودين في الخارج، ويمكن إبراز أهم الملامح والإجراءات التي اتخذتها المملكة في مكافحة الإرهاب في (اتخاذ المملكة سياسة إعلامية شفافة فيما يتعلق بالإرهاب وتحصين فكري للمجتمع وملاحقة خلايا الإرهاب وتطوير الأنظمة واللوائح ذات العلاقة بمكافحة الإرهاب والجرائم الإرهابية والمناصحة وإعادة التأهيل) بالنهاية تجب الإشارة إلى أن ما صنعته المملكة في مجال محاربة آفة العصر الإرهاب هو مدعاة للفخر لدى كل السعوديين بمختلف مستوياتهم الاجتماعية والفكرية..

حمى الله مملكتنا وجميع البلدان العربية والأجنبية من تلك الآفة.