استقبل أصحاب الفضيلة ومسؤولي التربية والتعليم .. وعبّر عن تفاؤله ببداية العام الدراسي الجديد

أمير منطقة الرياض: منهجنا الوسطي ينطلق من بلاد الحرمين ولابدّ من تقدير المعلم

الجزيرة - عبدالرحمن المصيبيح - واس / تصوير - فتحي كالي:

استقبل صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض في قصر الحكم أمس، أصحاب الفضيلة والمعالي وعدداً من المسؤولين في وزارة التربية والتعليم بمنطقة الرياض يتقدمهم مدير عام التربية والتعليم بالرياض المكلف محمد بن عبدالله المرشد. وفي بداية الاستقبال رحب سمو أمير منطقة الرياض بالجميع، منوهاً بواجبات وأدوار التعليم المهمة، مؤكداً أن الاستعدادات التي تعمل عليها وزارة التربية والتعليم في بداية العام الدراسي تحت إشراف صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل وزير التربية والتعليم ووفق خطط إستراتيجية، تسهم بنهوض التعليم بشكل كامل وشامل في المملكة ليضاهي الدول العظمى.

وأكد سموه أن الجميع متفائل بالخطى الملموسة والمقدمة والطموح العالي والكبير للتعليم بما يحتويه من مخططات إستراتيجية تبرز منهجنا الوسطي الذي ينطلق من بلاد الحرمين الشريفين، معرباً عن سعادته بالكثير من البرامج العلمية والأدبية واللغوية لأنها لبنة أساسية تُكوّن النشئ على التوجه الصحيح النقي. وقال سموه: « لابد أن يكون للمعلم قدر كبير فكثير منا لا ينسى كلمة أو موقف من معلم أدب فيه وهذب فيه أشياء كثيرة من حياته، ومازال يذكرها لأنها بصمة «.. وفي الختام شكر سموه الجميع على جهودهم الطيبة والتحضيرات الأساسية لهذا الموسم الدراسي، سائلاً الله سبحانه وتعالى أن يوفق الجميع ويسددهم على طريق الصواب.

بعد ذلك ألقى مدير عام التربية والتعليم بمنطقة الرياض المكلف كلمة عبر فيها عن سعادته بهذا اللقاء، مبيناً أن العمل على الاستعدادات للعام الدراسي كان قائما منذ حوالي شهرين لـ 4000 مدرسة تقريباً بمنطقة الرياض تضم ما يقارب مليون طالب وطالبة، وهيئة تعليمية تضم 90 ألف مدرس ومدرسة.

بعدها استعرض مديرو الإدارات بفرع وزارة التربية والتعليم بالرياض المشاريع والمنجزات لفرع الوزارة حيث كشفوا عن المشاريع التي تنفذها الوزارة البالغ عددها (166 مشروعاً) وتحتوي على (194) مبنى مدرسياً بتكلفة إجمالية بلغت (2.095.945.896) ريالاً وبطاقة استيعابية تبلغ (200.000) طالب وطالبة، كما بلغ عدد المشاريع التي تمت ترسيتها عن طريق وزارة التربية والتعليم والإدارة العامة للتربية والتعليم (154) مشروعاً يحتوي على (172) مبنى مدرسياً بتكلفة إجمالية بلغت (1.068.750.120) ريالاً وبطاقة استيعابية تصل لـ (175.000) طالب وطالبة. وبلغ عدد المشاريع التي تم استلامها وتشغيلها لهذا العام والاستفادة منها (22) مشروعاً تحتوي على (45) مبنى مدرسياً وبتكلفة إجمالية بلغت (172.000.000) ريال وبطاقة استيعابية تبلغ (46.800) طالب وطالبة.

كما تم إسناد مشاريع مدرسية لشركة تطوير المباني إحدى شركات مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير التعليم العام على دفعتين الدفعة الأولى وعددها (41) مشروعاً تحتوي على (64) مبنى مدرسياً بتكلفة إجمالية بلغت (1.012.000.000) ريال وبطاقة استيعابية تبلغ (75.000) طالب وطالبة وتنفذ حالياً ومتوقع الاستفادة منها خلال عام ونصف، أما الدفعة الثانية فتشتمل على (111) مشروعاً يحتوي على (116) مبنى مدرسياً بتكلفة إجمالية بلغت (2.180.800.000) ريال وبطاقة استيعابية بلغت (104.000) طالب وطالبة. وعملت وزارة التربية والتعليم بمتابعة من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل جاهدة خلال الفترة الماضية لوضع الحلول النهائية لمعالجة تعثر مشاريع الشركة الصينية البالغ عددها (78) مشروعاً تحتوي على (120) مبنى مدرسياً بتكلفة إجمالية بلغت (1.514.134.255) ريالاً وبطاقة استيعابية تبلغ (110.000) طالب وطالبة وستسلم للإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة الرياض على مراحل خلال السنة والنصف القادمة، وبذلك يكون عدد المشاريع في المنطقة (550) مشروعاً بتكلفة إجمالية وقدرها (7.871.630.271) ريالاً وبطاقة استيعابية تبلغ (646.000) طالب وطالبة تكون جاهزة خلال الثلاث السنوات القادمة.

وفيما يخص تجهيز المدارس لهذا العام فقد تم العمل على عدد (182) مدرسة باختلاف الاحتياج لكل مدرسة من ترميم شامل وجزئي وتأهيل وإضافة مظلات داخلية وخارجية ودورات مياه وملاعب عشبية وسكن حراس. إثر ذلك ألقى إمام وخطيب مسجد قباء الشيخ صالح المغامسي كلمة قدم فيها شكره لسمو أمير منطقة الرياض على هذا اللقاء الأسبوعي الذي يلتقي فيه المشائخ بالمسؤولين ويتناقشون فيما ينفع دينهم ودنياهم.

وقال الشيخ المغامسي: في البداية أوصي نفسي والحاضرين بتقوى الله والقرآن، فأوصى رب العزة بالتقوى أشرف الخلق حين قال الله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ) ومن تقوى الله كمال النصح للمسلمين وإن كمال النصح للمسلمين في زمننا هذا خاصة الذي يعلم الجميع أن الفتن اشرأبت به سواءً فتن الشهوات أو فتن الشبهات وظهر فيه بجلاء مكر أعداء الأمة بأهلها حتى أضحت كثيراً من بلاد المسلمين أحزاباً وفرقاً وأشتاتاً وهذا مما نهى الله عز وجل عنه.

وأضاف: «مما هو معلوم من دين الله عز وجل بالضرورة من كمال النصح لإخواننا القائمين على العملية التعليمية على وجه الخصوص أن نتقي الله جميعاً في النشء الذين بين أيدينا في أن يربوا أولاً على محبة الله وإجلاله وإعظامه وأن لا أحداً أعظم منه تبارك اسمه وجل ثنائه وأن ينشأ أبناؤنا وبناتنا على محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم والشهادة له بأن أتم الرسالة وأكمل الأمانة وأنه عليه الصلاة والسلام تعبدنا الله بحبه من غير غلو ولا جفاء».

وتابع في كلمته: «كما ينشأ أبناؤنا على البر بوالديهم وإن هذه وصية قرآنية جاء القرآن بها وعظمتها السنة فأمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك، وأن ينشأ أبناؤنا على أن يعلموا أن الله عز وجل أوجب علينا في قرآنه العظيم وفي خبر نبيه صلى الله عليه وسلم الصادق أن تجتمع قلوبنا وأن تتآلف وأن تتوحد كلمتنا وذلك لا يمكن أن يكون قدراً أو شرعاً إلا بالاجتماع على إمام له بيعة في الأعناق.. الله عز وجل كتب لنا بحمد الله وفضله أن جعل ملوك هذه الدولة المباركة منذ أن أسسها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه- يتخذون طريق البيعة الشرعية طريقاً في إثبات السمع والطاعة في غير معصية الله في رعاياهم».

وأردف الشيخ المغامسي في كلمته: «فينشأ أبناؤنا على المحبة الصادقة والولاء للأرض التي كتب الله لهم قدراً أن يحذوا عليها، الله عز وجل قدّم الديار على الأبناء في كتابه، قال الله تبارك وتعالى: (وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا) والصديق رضي الله عنه وأرضاه وبلال بن رباح وغيرهم من الصحابة لما هاجروا إلى المدينة كان كل منهم يحن إلى مكة لأن هذا مقتضى الفطرة قال صلى الله عليه وسلم (اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد) ولم يكن ينقل لهم ذلك إلا دعوة نبوية ترفع إلى السماء فيستجيبها الله عز وجل».

وتابع قائلاً: «فحق الأوطان على كل ذي مروءة حق عظيم فإن كان الإنسان لا يُعرف كرمه إلا إذا حل به ضيف ولا تُعرف شجاعته إلا إذا نزل ميدان المعارك فإن حب الإنسان لوطنه وقيامه بالواجب الديني الشرعي نحو وطنه لا يعرف حقاً إلا إذا اشرأبت الفتن وأطل الأعداء بسهامهم، فنحن مؤتمنون على أبنائنا ومؤتمنون على بناتنا ومؤتمنون على مواطنينا جميعاً.

وأردف قائلاً: «لابد أن نتقي الله في هذه الأرض، الذي قدرها أن تكون بلاد الحرمين وأن تكون سياج الملة، قدرها أن تكون حصن التوحيد وقدرها أن تطبق شرع الله في زمن أعرضت فيها الدول والأمم وكثير من الأفراد عن شرع الله وجعلوا وراءهم ظهريا».

وقال الشيخ المغامسي «إن بقاء هذه البلاد يعني بالضرورة بقاء الإسلام عزيزاً. الله - عز وجل - تعبّد المسلمين كل عام بأن يأتوا إلى صعيد عرفة، والله تبارك اسمه يباهي بأهل الموقف ملائكته. ومعلوم قطعاً لكل أحد أنه لو - لا قدر الله - خف الأمن وبعُد الناس عن التوحيد واضطرب الأمر في هذه البلاد سيقل قدوم الناس إلى الحج والعمرة كثيراً. فالإنسان لا بد أن يعرف قدر هذه البلاد وعظيم مآثرها. فلينظر إلى هذا الموقف العظيم في صعيد عرفة كل عام أكثر من الذي قبله. والبيت الحرام جعله الله - عز وجل - مثابة للناس وأمناً، وجعل أول بيت يوضع في الأرض حتى يعبد الله عنده. فهؤلاء الوفود الذين نراهم يأتون مطمئنين آمنين لا يجوز بعد ذلك لأحد كائناً من كان أن يلقي بكلمة يضطرب بها موقف، أو ما ينجم عنه من اختلاف الرأي وفساد الناس وعدم اجتماعهم على ولي أمرهم».

وفي ختام كلمته، سأل الشيخ المغامسي الله - عز وجل - أن يديم على بلادنا أمنها واستقرارها، وأن يجعلنا متحابين فيه ومتعاونين على التقوى. بعد ذلك تناول الجميع طعام الغداء على مائدة سمو أمير منطقة الرياض.

حضر الاستقبال معالي رئيس محكمة الاستئناف الشيخ عبدالعزيز بن صالح الحميد, ووكيل إمارة منطقة الرياض عبدالله بن مجدوع القرني, والمستشار الخاص المشرف العام بالنيابة على مكتب سمو أمير منطقة الرياض عبدالكريم العيدان, ورئيس المحكمة العامة بالرياض الشيخ عبدالله الحسني.