27-08-2014

لا تقلق!

حين يجافيك الشعر.. تطلبه فلا تجده.. تناديه فلا يجيب النداء.. تدعوه فلا يجيب الدعوة.. تتوافر له المحرضات وتتهيأ له الأسباب.. لكنه يغيب.. حين يحدث ذلك أيها الشاعر برغم إخلاصك للشعر وعشقك له فلا تقلق ولا يدب القنوط في موهبتك ولا يتسرب اليأس لنفسك فهذه طبيعة الشعر وإحدى سماته السلبية الناتجة عن غروره وكبريائه.. وهو يفعل ذلك من أجل اختبار الشاعر وإطلاق خيول القلق وأسراب الأسئلة في أعماقه لحثه على بذل المزيد من الجهد والعناء وهو يريد كذلك أن يختبر أدوات صبرك ويستفزك للغوص عميقاً لمعرفة ماهية الشعر وتركيبته المعقدة وكبريائه من حيث الحضور والغياب.

أيها الشاعر حين يجافيك الشعر ويغيب عنك كن دائماً على اتصال معه ولا تبتعد كثيراً عن دروبه لأن حضوره مفاجئ مثل غيابه وقد يبهرك حين يعود بمفاجأت لا تخطر على بالك.. لأنه إن غاب وحضر سينقلك على فضاءات أعلى وأجمل وتضاريس أبهى وأعمق.. فقط لا تظن به سوءا ولا تتوقع أن انقطاعه عنك نهائي ورحيله بلا رجعة لأنك إن فعلت ذلك سيجافيك حتماً ويكلك إلى ظنك فيه!

الشاعر الحقيقي ينقطع عنه الشعر لفترات محدودة لكنه يعود إليه بحميمية متى ما أحسن الظن فيه.

خطوة أخيرة: لـ(مشعل الفوازي)

افتح شبابيك الرضا للمقاسيم

يا بابلي الحسن والدل والتية

ورتب نهارات الفرح للترانيم

دام الفرح في كل الأحول تغريه

alahmad9090@hotmail.com

تويتر AhmedALNasser99

مقالات أخرى للكاتب