الرئيس يشترط والحوثي يتوعد وابن عمر يحذر

اليمن .. وساطة جديدة لحل الأزمة وحزب المؤتمر يقدم مبادرة للحل السياسي

صنعاء - الجزيرة - عبدالمنعم الجابري:

قالت مصادر سياسية في صنعاء إن زعيم جماعة «الحوثيين» عبدالملك الحوثي تسلم يوم أمس رسالة من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، رداً على رسالة كان «الحوثي» قد وجهها إلى الرئيس هادي، تتضمن رؤية «الحوثيين» لحل الأزمة الراهنة التي تعيشها اليمن.

وتضمنت رسالة الرد التي وجهها الرئيس اليمني إلى «الحوثي» ثلاثة شروط أساسية، قالت الرسالة إنه ينبغي على «الحوثيين» الالتزام بها كخطوات عاجلة لتوفير المناخ المناسب للاتفاق:

وتضمنت الشروط الثلاثة التي حددتها رسالة «هادي»، قيام الحوثيين بإزالة مظاهر وعوامل التوتر المتمثلة في المخيمات والتجمعات المستحدثة على مداخل العاصمة اليمنية والطرق المؤدية إليها وعلى طريق مطار صنعاء الدولي، واستكمال تسليم مدينة «عمران» للدولة وخروج المسلحين من المدينة، إضافة إلى وقف إطلاق النار في محافظة «الجوف» – اليمنية – وبحيث تتولى قوات الجيش مهمة استلام المواقع وتثبيت الأمن والاستقرار في جميع مديريات المحافظة.

وشددت الرسالة على ضرورة قيام «الحوثيين» بإزالة عوامل التوتر والقلق، قبل الدخول في حوار حول ما تضمنته رؤية «زعيمهم» في رسالته التي كان قد وجهها للرئيس هادي، والمتعلقة بموضوع الإصلاحات السعرية للمشتقات النفطية وتشكيل حكومة جديدة والشراكة الوطنية.

غير أن زعيم «الحوثيين» هدد بالانتقال إلى مرحلة جديدة من التصعيد في إطار عملية الاحتجاجات التي ينظمها «أنصاره» ضد الحكومة.

وحذر عبدالملك الحوثي في خطاب متلفز بثته قناة «المسيرة» التابعة لجماعته ليل الثلاثاء، من انتقال عملية التصعيد إلى المرحلة الثالثة، والتي قال أنها ستكون: «أشد إيلاماً لهم وإقلاقاً لهم».

لكنه تمنى في الوقت نفسه أن لا يصل التصعيد إلى هذه المرحلة.

وأكد زعيم الحوثيين استمرار أنصاره في التصعيد.. وقال إنه أبلغ اللجنة الرئاسية أن أنصار الله «الحوثيين» لن يشاركوا في تشكيلة الحكومة القادمة.. وأنهم في الوقت ذاته لن يساوموا على مطالب الشعب ولن يتنازلوا عنها.

في غضون ذلك، أعلن حزب المؤتمر الشعبي العام، وأحزاب التحالف الوطني، ليل الثلاثاء عن مبادرة جديدة من ست نقاط لإنهاء الأزمة القائمة في اليمن تمثلت في تشكيل حكومة شراكة وطنية تلبي تطلعات المواطنين على أن تتولى الحكومة الجديدة تنفيذ منظومة متكاملة من الإصلاحات الاقتصادية والإدارية الجادة والشاملة، وبما يخدم مصالح المواطنين بمختلف فئاتهم وشرائحهم، وكذا إعادة النظر في الجرعة السعرية للمشتقات النفطية والاكتفاء بالسعر العالمي لمادتي البترول والديزل وتحمل الدولة لأية تكاليف نقل داخلية، الأمر الذي سيؤدي إلى تخفيض السعر الحالي لمادتي البترول والديزل وتخفيف الأعباء على المواطنين، وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني وفقاً لبرنامج زمني محدد يضمن تنفيذ كافة الاستحقاقات، وفي مقدمتها إجراء الاستفتاء على الدستور وإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية، بالإضافة إلى إنهاء كافة مظاهر التوتر في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات وإلزام كافة وسائل الإعلام الرسمية والحزبية بالتهدئة، وإيقاف كافة أشكال التحريض والتعبئة والابتعاد عن كل ما يثير الخلافات ويهيئ المناخات للتفاهم وتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة واتخاذ الخطوات العملية الكفيلة بتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة من أجل تحقيق الاصطفاف الوطني بين الجميع وبما يصون أمن الوطن واستقراره ووحدته.

ورأى مراقبون أن مبادرة المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح، تضمنت حلولاً يمكن أن تشكل مخرجاً منطقياً للأزمة. وفيما كشفت مصادر سياسية في صنعاء عن وساطة جديدة بين الرئيس عبد ربه منصور هادي وقيادة جماعة أنصار الله «الحوثيين»، لاحتواء التصعيد .. دعا مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص على اليمن، جمال بن عمر، كافة الإطراف اليمنية إلى الدخول في مفاوضات جادة من أجل التوصل إلى مخرج للأزمة الراهنة التي تعيشها البلاد.

وقال ابن عمر، إن الوضع في اليمن وصل إلى مستوى عال من التوتر وبات مقلقاً إلى حد كبير.

وأضاف ابن عمر أنه أجرى لقاءات ومشاورات مع مختلف الأطراف، التي قال «إنه ما زال يحاول التوفيق بينها من أجل إزالة عناصر التوتر، والمساعدة على إيجاد حل سلمي توافقي للأزمة الراهنة».

موضوعات أخرى