28-08-2014

الربيعية.. والتاريخ

هي بلدة جميلة نظيفة تحتاج من المسؤولين في المنطقة إلى نظرة تزيد في مرافقها وما تحتاجه من خدمات، ولا نخال رئيس المركز الجديد الأخ صالح الفوزان إلا سيجتهد بإذن الله تعالى في متابعة احتياجات البلدة، ونحث جماعة البلدة على مساندته ومداحمة موظفي العمة الحكومة ونقول لهم إنهم مثل أمكم ما تعطيكم الديد إلا إذا صيّحتوا كما يقال عند العامة، والملك حفظه الله يقول المال بذلناه ولا عذر لأحد بالتقصير، سمعنا هذه العبارات مجلجلة بمجلس الوزراء موجهةً للجميع.

أما تاريخها.. ولمن لا يعرف هذه البلدة نقول/

هي تبعد عن بريده شرقاً عشرين كيلومترا, وهي مصيف أمير القصيم الشهير مهنا الصالح أبا الخيل، وبها عدد من أملاكه ومزارع نخيله وهو الذي ضُرب به المثل بالدهاء والحكمة بنجد كلها، ويقال للرجل الحصيف هذا غازي مع مهنا.. وهي مسقط رأس أشهر شعراء نجد محمد العوني رحمه الله، كما بقربها وقعت معركة روضة مهنا عام 1324 هـ الشهيرة التي قال العوني عنها:

ساعتين يشيب اللي حضرها

مطلع الجدي عن روضة مهنا

وأيضاً وقعت قربها معركة الصريف الشهيرة بين ابن صباح وابن رشيد عام 1318هـ وقال عنها العوني:

حس الصمع تقل رعود صيف

وحياض الموت وردوها الطنايا

وقد زارها الملك عبدالعزيز عدة مرات واستضافه أميرها السابق جدي لأمي عبدالله البازعي، وأقام له مأدبة عشاء، رحم الله الجميع وكان مع الملك طبيبه الخاص مدحت شيخ الأرض، قالوا هل نأتي للطبيب بلحم دجاج: قال الطبيب لا لا بهذه البلدة أكل لحم الجمل ولحم الحصان. وقد زارها الملك سعود -رحمه الله- عام 1376هـ وأقام له أهل الربيعية وأميرهم والدي محمد الزمّام -رحم الله الجميع- مأدبة وقال له يا سعود، ناداه بالاسم المجرد بدون ألقاب: هذا السماط هدية على قدر أهل الربيعية والهدية على قدر من أهداها, أما على قدرك يا سعود ما نستطيع لو ملأنا ما بين الجبل والنفود وأشار بيده إلى الجبل بالشرق وإلى النفود بالغرب، وابتسم الملك وبعد العشاء ملأ أيدي الناس بريالات الفضة. وقال الشاعر محمد الوني:

يا عل سعود إذا زار القصيم وشودخ الصيوان

لعله يرغب الديره ويسكن في نواحيها

بمناسبة ذكر سعود هو من أوسم من خلق الله صورة وأطولهم قامة وأسمح الناس نفساً وكرماً لا يُبارى، بعد أشهر من الزيارة قابل والدي أحد مرافقي الملك وهو ابن عذل رحمه الله فقال له: يا محمد وصلنا الرياض والملك يلتفت كل ساعة ويقول ما أبلغ يا ابن عذل عذر الزمّام وأهل الربيعية.

نعود للبلدة في عام 1380هـ كان الأمير متعب في مزرعته بين بريدة والربيعية وعنده أمير القصيم السابق سعود بن هذلول ووالدي رحم الله الجميع. قال الأمير متعب يا سعود بن هذلول إني أتبع أمير الربيعية، قالها مازحاً لكن والدي لمّاح وذكي جداً أخذ الفرصة وطالب بضمّ المزرعة بالأوراق الرسمية للربيعية وصارت زكاتها تدفع للبلدة حتى اليوم، وبالمناسبة يتمنى أهل الربيعية أن تنظر وزارة المواصلات في تعديل مسار الخط بين الربيعية وبريدة، حيث إنه متعرج بسبب المزرعة وفيه خطورة شديدة وتكثر فيه الحوادث.

ونحب أن نذكر ونشكر بعض البارزين من أبناء الربيعية ممن تولوا مسؤوليات بالدولة من باب التحدث بنعمة الله وليس تعالياً على الأقران. منهم حمد البازعي نائب وزير المالية حالياً، وعبدالله القباع أستاذ العلوم السياسية في جامعة الملك سعود، وسعد البازعي عضو مجلس الشورى وأستاذ اللغة الإنجليزية في جامعة الملك سعود ورئيس النادي الأدبي بالرياض -سابقاً- وأخيه سلطان البازعي رئيس جمعية الفنون بالرياض، والدكتور صالح العبيدان استشاري جراحة العيون الشهير، والدكتور صالح البازعي جرّاح الفكين الشهير، والدكتور محمد البازعي استشاري الجلدية في مستشفى القوات المسلحة، واللواء حمود البطي وكيل الأمن العام السابق، واللواء سليمان اليحيى مدير عام الجوازات حالياً، وأخيه مدير عام المقررات والقواعد بوزارة المالية، وعبدالعزيز الضبيب مستشار بالديوان الملكي، وحمود الربيعان مدير المجاهدين -سابقا- وعبدالعزيز الزمّام محافظ رفحاء -سابقاً- والمشرف على الشؤون الأمنية بإمارة الحدود الشمالية وأمين عام مجلس المنطقة -حالياً- وإبراهيم السعيد المستشار في مكتب المفتي، وعبدالعزيز الصالح المهنا مدير المالية بالحرس الوطني، وعبدالعزيز الجاسر محافظ القريات وابن عمه إبراهيم الجاسر رئيس محكمة القريات، والدكتور صالح المحمد السنيدي رئيس المركز الإسلامي في إسبانيا -سابقاً- والدكتور فهد العبدالكريم السنيدي أستاذ الفقه بجامعة الإمام وأخيه إبراهيم العبدالكريم أستاذ التاريخ بجامعة الإمام، والدكتور عبدالعزيز الراشد السنيدي أستاذ التاريخ بجامعة القصيم، والدكتور عبدالرحمن العبدالله المهنا عميد كلية العلوم بجامعة القصيم، والمهندس عبدالعزيز الصالح العليان مشرف إدارة الطرق بوزارة النقل، ومنصور البازعي مدير الإدارة القانونية بوزارة النقل، ولبنات الربيعية نصيب من الذكر والعلم كما لأولادها السالف ذكرهم والربيعية فرحاً ببناتها وأولادها تردد هذا البيت:

نِعمُ الإله على العبادِ كثيرةٌ، وأجلُهنّ نجابةُ الأولاد

نكرر الشكر للأبناء والبنات ونعتذر لمن لم نذكر اسمه لأن هذا الحديث عن البلدة من الذاكرة، والذاكرة بعد الستين معذورٌ صاحبها وكل عام وأنتم بخير.

مقالات أخرى للكاتب