30-08-2014

كلنا غزة.. ولكن

لا أريد في هذه العجالة أن أسرد عليكم ما أتمنى للشعب الفلسطيني، وهو كثير على كل حال أقله انتصار هذا الشعب المنكوب بمحيطه وقياداته في حرب الإبادة هذه التي يشنها العدو الصهيوني بوحشية بالغة على أهلنا في غزة.

فكلنا في هذا الوقت غزة ومع غزة، وكم كنت أتمنى أن أقول كلنا مع حماس بكل فخر واعتزاز بإنجازاتها الملفته في هذه الحرب غير المتكافئة والتي يخوضها الحمساويون بكل بسالة وشجاعة عن كل العرب إن لم أقل عن كل المسلمين، لكن وقبل أن ننجرف بعواطفنا والتي هي مع حماس بكل تأكيد يجب أن نتذكر بسالة وبطولة حزب الشيطان في حرب تموز (مع إدراكنا لكل الفوارق الهائلة بين حماس وحزب الشيطان ومن ضمنها أن حماس لا تعاني من العقدة الأقلوية الحاقدة كما هو الحال مع حزب الشيطان)، ولن أتناول هنا الخسائر المروّعة التي دفعها اللبنانيون مقابل هذا الانتصار للحزب هذا إن كان يجوز لنا أصلاً تسميته انتصاراً، قد نقول شجاعة بطولة بسالة إنما انتصار فبالتأكيد لا، حيث إن من حصد أثمان هذه البطولة والشجاعة هو غير من دفع ثمنها، فالشعب اللبناني دفع الثمن الباهظ ولكن من حصد نتائجه هم الفرس وعملاؤهم في سوريا وأدواتهم في لبنان، فتجربة حرب تموز في لبنان لا تبعد عنا سوى سنوات قليلة، فهل انعكست نتائج حرب تموز رخاءً وديمقراطية على اللبنانيين جميعاً، أم أن لبنان أصبح بكامله رهينةً لدى من استفاد من خرابه نتيجةً لهذه الحرب المدمرة، وها هم الآن أبطال حرب تموز من اللبنانيين يبيعون الشعارات لغزة ويقتلون السوريين بدلاً من دعم حماس.

وهذا بالضبط ما نختلف فيه مع حماس، لأن من يدفع وسيدفع ثمن هذه الحروب هو الشعب الفلسطيني إنما من سيحصد النتائج فهم علاوةً على الفرس وعملائهم في المنطقة أردوغان وما يمثّله من طموح عثماني متأسلم إضافةً إلى بعض حلفاء أردوغان من العرب قصيري النظر في المنطقة للأسف.

فلا يُزايدن أحدٌ علينا في دعم ومساندة والتعاطف مع الغزاويين إجمالاً والحمساويين تحديداً لو كان الشعب الفلسطيني هو فقط من سيقبض ثمن بطولات حماس الأسطورية مهما ارتفع الثمن.

وعليه لا بد من السؤال عن من سيقبض ثمن خراب غزة؟؟.

فكفوا عن بيعنا عواطف وشعارات عفا عليها الزمن، واسمحوا لنا باستعمال العقل هذه المرة.

مقالات أخرى للكاتب