31-08-2014

ما دمْتَ ...!!

ما دمت واحداً في أسرتك فلا تحسبن مركبها يبحر بدونك، فأنت جزء من سلامة اتجاهه أو تعثره..

وما دمت فرداً في جماعة، فلست مبرأ من غفلتها، أو أخطائها..

وما دمت عضواً في مجتمع فما له لك، وما عليه عليك...

حين تنظر لما يحدث، وإلى نتائج ما تتوصل إليه الأسرة، والجماعة، والمجتمع..، من تفريط مخل، وخطأ فاضح، وتعثر مهلك، ونتائج ذلك من فساد..، وفرقة، وفشل، واختلاف... فأنت واحد في الأسباب فاعل، وللنتائج حاصد..

لا تبريء نفسك كيلا تتعالى على الخلل فلا تتطهر منه..

لأنك ستبقى ملوثاً به..، متأثراً به، ومؤثراً فيه..

فإذا كانت النتائج الصادمة في عموم المجتمع الذي أنت في أسره فرد، وفي جماعاته عضو، وفي لحمته شريك هي حصاد تعثرك وتعثرهم، وتنصلك وتنصلهم، وغفلتك وغفلتهم، واستهتارك واستهتارهم، وتفريطك وتفريطهم،..

إذن فالجميع مسؤولون لأن ينهضوا من غفلتهم، ويعالجوا تعثرهم،...

فيقومون ما وهن، ويستردون ما ضاع، ويقيمون وتد ما انتقض..،

بنفضهم أردية الخمول والتفريط والاستهتار..

المجتمع الكبير يبنى من الأعواد الصغيرة..

والنسيج المتين هو تضافر الخيوط الواهنة.. يشد بعضها بعضا..!

هكذا هو المجتمع..، لا ينهض إلا بأفراده..

ولعل الأفراد أن يفعلوا في كل المستويات،..

فداخل كل مؤسسات المجتمع الحاجة لأن يدركوا أن الأخطاء العامة هي منجز الجميع..،

وحصاد الكل..

فليستعد كلٌّ دورَه، ويقوى على نفسه فيكاشفها بقوة...،

يأخذ بها بعزم من أجل درء أي خلل..، وتقويم أي منقض،..

وتسيير المراكب نحو النور..

كلٌ في مكانه،وحيث يفتح عينيه ويغمضهما،..

ومتى تلمَّس نبضه، وتبع أنفاسه...

لأن الأوطان مسؤولية الجميع...نجاحها، ومنجزها، وأمنها، ومُضاها...

فما دمت واحدا في لحمتها، فلا تتنصل عن دورك..،

مهما تفاوت مكانك، واختلف حجم مسؤوليتك..

فالنسيج المتماسك يبدأ بخيط واحد فيتكون..،

كما البناء العالي بطوبة صغيرة..فأكثر..،

ألا يتكون النبع بقطرة تلو قطرة..؟!

عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855

مقالات أخرى للكاتب