معالي الشيخ صالح بن فوزان الفوزان في توجيهات أبوية للشباب

الحمد لله قد أذنت للشيخ محمد الفريح بطباعة كلمتي التي بعنوان لقاء مفتوح بمركز الأمير محمد بن نايف) وما يتبعها من الأسئلة

كتبه/ صالح بن فوزان الفوزان - عضو هيئة كبار العلماء

وهذه التوجيهات ألقاها سماحة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان بمركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة والرعاية وقام بتنسيقها وإعدادها د.محمد بن فهد بن عبدالعزيز الفريح

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، قال الله سبحانه وتعالى: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي: كتاب الله، وسنتي)، وقال عليه الصلاة والسلام: (فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة)، هكذا أوصانا ربنا سبحانه وتعالى، وهكذا أوصانا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أننا عند ظهور الفتن والاختلافات، والدعوات الضالة، والأفكار المنحرفة, أن نتمسك بكتاب الله وبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأن فيهما النجاة من تلك الفتن والشرور، فمن تمسك بهما نجا، ومن تركهما ضل وهلك، والله جل وعلا قال لنا في محكم التنزيل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ، والنبي صلى الله عليه وسلم لما وعظ أصحابه في آخر حياته موعظة بليغة وجلت منها القلوب، وذرفت منها العيون، قالوا: يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا، قال: أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة، وأن تأمر عليكم عبد، فإنه من يعيش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي...) إلى آخر الحديث الذي مضى، فالله أوصانا بطاعة الله أولاً، وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم مبلغ من عند الله قال الله تعالى: مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ، ثم أمرنا بعد طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم أن نطيع أولي الأمر منا، فولي الأمر المسلم يجب علينا أن نطيعه إلا في المعصية، فلا طاعة لمخلوق فمعصية الخالق ، وما لم يأمر بمعصية فإنه تجب طاعته، لأن الله أمر بذلك، والنبي صلى الله عليه وسلم أمر بذلك أيضاً قال صلى الله عليه وسلم: (من أطاع الأمير فقد أطاعني، ومن عصى الأمير فقد عصاني) ، هذا هو سبيل النجاة أن نطيع الله، ورسوله صلى الله عليه وسلم، وأولي الأمر في طاعة الله ورسوله، وأننا إذا اختلفنا في شيء فلا يجوز لأي واحد أن يتمسك برأيه، بل يجب أن نرد ما اختلفنا فيه إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فما حكم له الكتاب والسنة من الأقوال بأنه صواب وجب الأخذ به، لا ننظر لأحد بل النظر لطاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فنحن إذا أخذنا بالقول الذي يدل عليه الكتاب والسنة فقد أطعنا الله ورسوله، وإذا أخذنا بالقول المخالف لكتاب الله ورسوله، فإننا قد خالفنا الكتاب والسنة، ومن خالف الكتاب والسنة فقد هلك، وضل، وخاب، وخسر؛ لأن الله جل وعلا لم يتركنا لآرائنا وأفكارنا أو لقول فلان وعلان، وإنما أعطانا ميزاناً نزن به الأقوال والأفكار، والميزان هو الكتاب والسنة والذي يرد الأقوال إلى الكتاب والسنة هم: العلماء الربانيون ليس كل واحد يزعم أن الكتاب والسنة يدلان لقوله لا، إنما هذا يرجع فيه لأولي العلم والمعرفة والبصيرة، الذين يعرفون كيف يستدلون من الكتاب والسنة، ولهذا قال جل وعلا: وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ، وأُولو الأمر هم: الأمراء في السياسة، والعلماء: في أمر الدين، وأمر الأحكام الشرعية، فيرد الأمر إلى هؤلاء من أجل أن يعرضوا الخلافات والتنازعات على الكتاب والسنة، ويحكموا بالصحيح بأنه صحيح، وبالخطأ بأنه خطأ، هذا المنهج السليم الذي تنجوا به الأمة أفراداً وجماعات، رعاة وشعوباً.

هذا المنهج السليم الذي رسمه لنا ربنا، وأوصانا به رسولنا صلى الله عليه وسلم، وقد قام العلماء رحمهم الله فألفوا كتب العقائد الإسلامية الصحيحة مأخوذة من كتاب الله ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن أبواب العقائد: وجوب طاعة ولاة أمر المسلمين، وعدم معصيتهم ومخالفتهم، والرجوع إلى أهل العلم فيما أشكل.

وأيضاً الجهاد له كتب في أبواب العقائد تبين: متى يشرع؟ وما هي أحكامه؟ ومن الذي يتولاه؟ ويقوم به وينظمه؟ كله مبين وموضَّح، لا نرجع لقول فلان، وفكر فلان.

وأنتم تعلمون أن الفتن في آخر الزمان تشتد وتكثر، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً، أو يمسي مؤمناً ويصبح كافراً، يبيع دينه بعرض من الدنيا)، فالفتن كثيرة وشديدة، ولكن الحمد لله لدينا المخرج منها في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعندنا علماؤنا الثقاة، العلماء الربانيون نرجع إليهم قال جل وعلا: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)، فالله لم يتركنا هملاً، ولم يتركنا للآراء والأفكار دون ميزان، ودون اعتبار للقول الصواب وترك القول الخطأ، عندنا كتاب الله وعندنا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندنا علماؤنا الذين هم واسطتنا في الرجوع لكتاب الله وسنة رسول الله، ليبينوا لنا الحق من الباطل، والهدى من الضلال، والصحيح من الخطأ، يبينوا لنا ذلك بحكم اختصاصهم فهم المرجع بعد الرسول صلى الله عليه وسلم قال صلى الله عليه وسلم: (العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، وإنما ورثوا العلم)، ثم علينا عند الفتن والآراء والأفكار أن نلزم جماعة المسلمين وإمام المسلمين كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لما سأله حذيفة رضي الله عنه ماذا يعمل عند حصول الفتن قال: (تلزم جماعة المسلمين وإمام المسلمين)، قال حذيفة رضي الله عنه: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: (تعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك) .

فأمرنا بأمرين: أولاً: الرجوع إلى جماعة المسلمين وإمام المسلمين، ولزوم جماعة المسلمين وإمام المسلمين، وهذا موجود ولله الحمد، وخصوصاً في هذه البلاد، فإن هذه البلاد قامت على التوحيد، وعلى العقيدة الصحيحة، فيها علماء ولله الحمد يحملون هذا النور للأمة، هذه البلاد ولله الحمد بلاد الحرمين اختصها الله بوجود الجماعة، ولذلك نسلم من الفتن والشرور بلزوم جماعتها، ولا نذهب مع الطوائف الضالة، والأفكار المنحرفة التي أهلكت أهلها، وكذلك تهلك من أخذ بها، فعلينا أن نلزم جماعة المسلمين وإمام المسلمين، وهذا موجود ولله الحمد، وكذلك في البلاد الأخرى من بلاد المسلمين يوجد العلماء المستقيمون الذين يدلون على الحق، ويرشدون إليه لا تخلو بلاد ولله الحمد من قائم لله بحجة من أهل العلم وأهل البصيرة، فيرجع إليهم.

فنحن ولله الحمد في نعمة عظيمة علينا أن نرعاها، ولنا أعداء، وفيه دعاة وأهل ضلال يريدون أن يحرفوا مسارنا، ويريدون أن يغيِّرون أفكارنا، ولكن لا نطيعهم، ولا نلتفت إليهم، فنتحول من الحق إلى الباطل، ومن النعمة إلى النقمة، هذا كفران للنعمة، قال الله جل وعلا قال: وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ، كما تعلمون الآن ما حصل في البلدان المجاورة من الفتن، والقتل، والفوضى، وهذه البلاد - ولله الحمد- بحكم تمسكها بكتاب الله وسنة رسوله وتحكيم شريعته، الآن هي في منجاة -ولله الحمد- وفي طمأنينة، وأمن، واستقرار، وذلك لسبب إنها تعيش تحت الكتاب والسنة وعقيدة السلف الصالح وتحكيم الشريعة، هذا هو السبب في أن هذه البلاد -ولله الحمد- سلمت من هذه العواصف، وهذه الفتن التي تتوقد يميناً وشمالاً، فعلينا أن نتمسك بهذه النعمة، وأن نتمسك بهذه الشريعة، وأن نعيش تحت ظلها، ولا نلتفت لأقوال المضللين، وأقوال الجهال والمنحرفين، لا تثق إلا بمن يُـعرف في عقيدته، يُـعرف في دينه، يعرف في علمه، يعرف في سلوكه ولا نطيع من ليس كذلك ممن قال الرسول صلى الله عليه وسلم فيهم: (دعاة على أبواب جهنم من أطاعهم قذفوه فيها)، والله جل وعلا قال: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ، هذا يدل أن هنالك سبل ضلال، وطرق منحرفة، حذرنا الله منها، وقال: وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ ، وأمامنا صراط الله سبحانه وتعالى، وهو كتابه، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، دين الإسلام، جماعة المسلمين وإمام المسلمين، عندنا الكتاب والسنة وكتب العقائد، وكتب التفسير والحديث، وكتب الفقه، عندنا ثروة عظيمة، فلنحسن الاستفادة منها، وذلك عن طريق التعلم على يد أهل العلم وأهل البصيرة حتى نعرف الحق من الباطل، ومن أراد الخير يسر الله له الخير، ومن أراد الشر فإن الله ييسر له طريق الشر عقوبة له قال الله جل وعلا: فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى ، والله يعامل الإنسان بحسب نيته وقصده وعمله، فمن سار على الطريق الصحيح، واتى الله عز وجل، فإن الله ييسره لليسرى، وأما من انحرف ورغب عن الكتاب والسنة ورغب عن هدي السلف الصالح، فإن الله ييسره للعسرى عقوبة له بسبب انحرافه وضلاله، وأما من أراد الهداية وطلبها، فإنها ميسرة -ولله الحمد- موجودة في الكتاب وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم هي موجودة بين أيدينا والحمد لله مساجدنا ملأى من المصاحف، ومكتباتنا ملأى من الكتب، علماؤنا متوافرون، كل شيء من أسباب الخير موجود عندنا ولله الحمد، فماذا نلتمس الأفكار والآراء من الآخرين، ومن لا نعرفهم، ولا ندري عن مستوى علمهم، ولا ندري عن عقيدتهم.

ثم لا يفوتني في تمام هذه الكلمة أن أقول: الإنسان بشر يخطئ، وقد يقع في شيء من الخطأ، ولكن باب التوبة مفتوح ولله الحمد، ومن تاب تاب الله عليه، ومن رجع للحق وفقه الله عز وجل.

هذا ما أحببت أن أقوله في هذه الكلمة، والله أسأل أن يمن علينا وعليكم بالهداية إلى الصراط المستقيم، واجتناب طريق المغضوب عليهم والضالين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

الأسئلة:

س1- ما هو موقف الشاب المسلم مما يحصل على أمة محمد صلى الله عليه وسلم من تسلط الأعداء عليها وظلمها وكيف ينصرها؟

ج- ينصرها بحسب استطاعته ينصرها بالدعاء والله قريب مجيب، فيدعو لهم بالنجاة والسلامة مما هم فيه والله قريب مجيب، أما النصرة باليد، والنصرة بالمال فإنها ترجع لولي أمر المسلمين، فنرجع إليهم، وعن طريقهم يحصل ما يناسب لعلاج هذه المشاكل.

س2- ما حكم وجود البنوك الربوية وهل حراستها تعتبر استحلالاً؟

ج-هذا من الفتن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر بوجود الفتن في آخر الزمان، ومنها البنوك الربوية فهي من الفتن، والحمد لله الحق واضح، الرزق الحلال ميسر، ولا تلتفت ولا تلجأ إلى البنوك الربوية، ووجودها إثمه على من أوجدها، ونحن لا نرضى بها، ولا نتعامل معها، وأما حراستها فهي من حراسة الأمن العام؛ لأنه إذا اعتدي على البنوك اعتدي على غيرها، وحصلت الفوضى، فحراستها تدخل تحت مسؤولية الأمن العام الذي لو انفلت في أمر البنوك لانفلت في غيرها.

س3- ما حكم الانضمام إلى هيئة الأمم المتحدة؟

ج - هذا من أمور السياسة إذا رأى ولي الأمر إن التصالح معهم من صالح المسلمين، فالصلح مع الكفار جائز، قد صالح النبي صلى الله عليه وسلم الكفار في الحديبية وفي غيرها، وباب الصلح معروف في كتب الشريعة أنه إذا احتيج إليه وصار للمسلمين فيه مصلحة أنه يعمل (إلا صلحاً حرم حلالاً أو أحل حراماً).

س4- لماذا لا يأخذ ولي الأمر بفتاوى العلماء الثقاة ممن كانوا أهلاً للفتوى؟

ج- ولي الأمر ولله الحمد يأخذ بفتاوى العلماء، وهذه أمور سياسية وولي الأمر هو الذي شكَّل هيئة كبار العلماء، وشكل الإفتاء، وهو يأخذ ما يصدر من تلك الجهات العلمية.

س5- ما قولكم في تجرؤ بعض الصحفيين على العلماء؟

ج- هذا معروف، المنافقون يتجرؤون على الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى أصحابه كيف لا يتجرؤون على العلماء الآن، المنافقون في كل زمان يتجرؤون على أهل الخير والله جل وعلا قال في المنافقين الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم ولهم عذاب أليم ، قالوا في الرسول صلى الله عليه وسلم وفي أصحابه: ما رأينا مثل قُرَّائنا هؤلاء أرغب بطوناً، ولا أكذب ألسناً، ولا أجبن عند اللقاء ، يعنون رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وجاءوا يعتذرون، والله لا يقبل منهم قال تعالى: قل أبا الله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون* لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم ، فهذا دأب المنافقين في كل زمان، وما يجري الآن فهو على هذا النمط، وسيستمر إلى أن تقوم الساعة ليبتلي الله العباد بعضهم من بعض، ولكن لن يضروا إلا أنفسهم.

س6- لماذا لا ينكروا العلماء المخالفات التي تقع في هذه البلاد فوق المنبر ويبينوا للناس هذا الخطأ؟

ج- الخطأ ليس بلازم أن يكون إنكاره من فوق المنبر، بل يعالج بطرق وأساليب كفيلة بحله بالحكمة، والموعظة الحسنة، والجدال بالتي هي أحسن، فإذا كان علاجه من المنبر مناسب يعالج من فوق المنبر، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته: (مابال أقوام يفعلون كذا وكذا).

س7- هل النصيحة لولي الأمر تكون بالعلانية أو بالسر؟

ج- النصيحة لولي الأمر تكون سراً بين الناصح والمنصوح، ولا تكون علانية؛ لأنها إذا كانت علانية يحصل بسببها مفاسد وأضرار، فالمناصحة تكون سراً تكون حتى مع غير ولي الأمر حتى العاصي تنصحه سراً بينك وبينه، فإن قبلها فالحمد لله، وإن لم يقبلها برئت ذمة الناصح.

س8- هل إذا أراد الإنسان الخير فأخطأ يعاقب بالسجن مع أنه أقدم على عمله بسؤال العلماء؟

ج- إذا كان خطأه يتعدى إلى غيره فإنه يعاقب بالسجن وغيره، أما إذا كان خطأه لا يتجاوزه، فهذا ينصح ويمنع مما يضره.

س9- هناك من يقول: إن فتاوى الجهاد لا تأخذ إلا ممن هم على الثغور، ولا تأخذ ممن هم على الكراسي؟

ج- الفتوى تؤخذ من العلماء حتى ولو هم على الكراسي، لأنهم يأخذونها من القرآن والسنة، ومن على الثغور قد يكونون جهالاً ولم تسند إليهم الفتوى.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.