31-08-2014

للتاريخ سابك وموظفوها السعوديون وحرب الخليج

حرب الخليج الثانية، تسمى كذلك عملية عاصفة الصحراء أو حرب تحرير الكويت (17 يناير إلى 28 فبراير 1991)، في تلك الفترة أثبت الشباب السعودي، شباب شركات سابك في مدينة الجبيل الصناعية وفي مدينة الرياض أنهم مواطنون يحبون الوطن ويخلصون له وأنهم وقت الشدائد محل الثقة الملقاة على كاهلهم، ويقدمون دمائهم لهذا الوطن الغالي (وطن لا نحميه لا نستحق العيش فيه). هذا ينسحب على جميع المؤسسات والشركات والبنوك وكافه قطاع الخاص وبالتأكيد جميع الوزرات وفروعها.

لقد أثبت الشاب السعودي أنه أهل للثقة والمسؤولية الملقاة على كاهله حين غادر الوافدون الأجانب إلى بلادهم خوفاً من تداعيات الحرب، تاركين وراءهم فراغ وظيفي ومهني ومسئوليه من كافة الأنواع. هذا الوضع المتأزم في شركة سابك لتشغيل مصانع الجبيل وادارتها لم يدم طويلاً فهناك مهندسون وفنيون وقياديون وإداريون ومهن أخرى كثيرة وإدارة حكيمة في المركز الرئيس في مدينة الرياض وعلى رأسها الدكتور إبراهيم عبدالله بن سلمة. ورؤساء شركاء سعوديين في مدينة الحبيل الصناعية. المصانع تعمل كما هي تأثير أربع وعشرين ساعة، المبيعات والشحن استمر كما هو. أثبت السعودي تحمل المسئولية وأخذ على عاتقه سد العجز الوظيفي المهني من مغادرة الأجانب واستمر الوضع كما هو دون تأثر. أستشهد هنا بيت شعر للإمام الشافعي حيث يقول: ما حك جلدك مثل ظفرك.. فتول أنت جميع أمرك. إنها قمة المواطنة لهذا الوطن العزيز الغالي على قلوبنا.

الشباب السعودي حاضراً وبقوة فلم يتأخر عن تلبية النداء ومضاعفة جهده وإثبات تلبية النداء، في مدينة الرياض العمل كان على مدار الساعة، أربع وعشرون ساعة لمتابعة تشغيل المصانع والشحن إنها غرفة رقابة مدنية، في منتصف الليل قيادات سابك يقضون وقتا طويلاً في متابعة الوضع وكانت خطوط الهاتف تعمل مع الجميع. من أقوال الدكتور إبراهيم عبدالله بن سلمة بعد نهاية حرب الخليج اقتبس: استطاعت سابك «أن تزيد صادراتها إلى أسواق العالم بمعدل بلغ في المتوسط 7 في المئة حيث ارتفع إجمالي الصادرات من 5.7 مليون طن في عام 1988 إلى 8 ملايين طن في عام 1993 ووصل إجمالي الصادرات خلال السنوات الخمس الماضية إلى أكثر من 40 مليون طن بلغت قيمتها 46.6 بليون ريال تزيد عن 13.5 مليار دولار.

بإرادة رجالات سابك وتوجهات معالي المهندس عبد العزيز بن عبد الله الزامل وزير الصناعة والكهرباء السعودي رئيس مجلس إدارة سابك.

أثبت الجميع مضاعفة تحمل المسؤولية وقت الأزمات إنه الشباب السعودي المخلص المعطاء. للتاريخ أثبتت سابك وموظفوها القدرة على تحمل الضغوط الوظيفية والوفاء لهذا الوطن الذي يجري في دمائنا.

حب الوطن من الإيمان فكيف إذا كان الوطن هو المملكة العربية السعودية بلاد الحرمين الشريفين ومهبط الوحي ومبعث الرسالة المحمدية حبُ لا يعادله حب، وإخلاص لا يضاهيه إخلاص هذا هو شعار موظفي سابك في مدينة الرياض ومدينة الجبيل الصناعية ومدينة ينبع الصناعية.

منذ تأسيس شركة سابك في عام 1396هـ (1976م) وهي تتسم في الشفافية والإدارة والحوكمة وتوج ذلك بالتصنيف الصادر مؤخراً عن المنظمة الدولية للشفافية وضع حوالي 100 شركة عالمية من الاقتصادات الصاعدة تحت مجهر التقويم والتصنيف من حيث ممارساتها في إعداد التقارير حيث إن سابك صنفت في المركز الحادي عشر عالمياً والأول على مستوى الشركات في الشرق الأوسط.

إنه فخر نعتز به وذلك بتوجهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله وإدارة صاحب السمو الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع رئيس مجلس إدارة الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك).

أخيراً للتاريخ اقتبس هذه العبارة من كتاب غازي، وفي بقية هذا الاقتباس يقول غازي عن «سابك»: «لم تعكس أي مؤسسة فلسفتي في الإدارة مثلما عكستها (سابك)، حتى الاسم كان من اختياري». حسنا فعلت سابك حين قررت بناء مسجد وإطلاق اسم غازي القصيبي عليه. لفتة حضارية، وموقف وفاء وتقدير لرجل يستحق الكثير مرة أخرى: (وطن لا نحميه لا نستحق العيش فيه).

sureothman@hotmail.com

www.o-abaalkhail.com

مقالات أخرى للكاتب