01-09-2014

تدوير بغرض التدمير

أنا من أكثر مؤيدي التدوير الوظيفي، وذلك لأنه سيكشف لنا من هو الشخص المناسب لإدارة هذا القطاع أو ذاك. ومن الضروري أن تحظى آلية التدوير برؤية مهنية ومنطق علمي مدروس، لا أن تتم بشكلانية أو بانتهازية.

المثال على الشكلانية، هو أن نقوم بتدوير مديري الإدارات أو رؤساء الأقسام، من إدارة لإدارة أو من قسم إلى قسم، لكي «ينبسط» من الوزير، ويقول لزملائه من الوزراء:

- شفتوا، أنا أحسن واحد فيكم. أنا ما عندي أحد يبلبط في منصبه.

أما المثال على الانتهازية، فهو أن يستخدمها المسئول عن التدوير لتصفية حساباته، فينقل مديرا مميزا إلى إدارة هامشية، تحت شعار «الزمن دوّار»!

إن ما يحدث من تدوير في قطاعاتنا الحكومية، لا ينتمي إلا لهاتين الحالتين، وربما لحالة ثالثة، أسميها أنا «التدمير»، وهي نقل متخصص في قطاع طبي أو تقني أو هندسي، ليدير قطاعاً إدارياً أو مالياً، لكيلا يستحوذ مديرو هذه القطاعات على «المقدرات الحكومية»! ولو أننا سلمنا من هذه الأنماط التغييرية، وبقينا على «طمام المرحوم»، لكان أبرك لنا.

إن وزارات ذات علاقة بخدمة الفرد أو خدمة المال العام، مثل وزارة الصحة أو وزارة الشؤون الاجتماعية أو وزارة الاقتصاد والتخطيط أو وزارة المالية، يجب أن تتبنى التدوير بآليته الموضوعية التي يجب أن تفرز تطويراً إيجابياً وإنجازات ذات مردود كبير على الوطن والمواطنين.

مقالات أخرى للكاتب