03-09-2014

لأجل الإنسان.. لأجل المستقبل!

لأننا نعيش زمناً عجيباً مختلفاً..

زمن كثرت فيه الحروب والقتل والتدمير، بصورة مخيفة، ومن يفهم الاقتصاد جيداً، ويعلم مقوماته وأسباب ازدهاره، يدرك جيداً أن اقتصاد العالم بأكمله مهدّد بالتراجع إلى الوراء جراء هذه الحروب المتواصلة.

بسبب هذه الحروب ثمة جهات تكرّس وقتها ومجهودها لصناعة الأسلحة وأدوات التدمير، وثمة جهات أخرى تستخدم هذه الأسلحة للقتل وسحق الإنسان وبالتالي تدمير البيئة ووسائل الحياة، وثمة ضعفاء مساكين لا حول لهم ولا قوة!

لأننا نعيش زمناً كثر فيه الخراب فقد آن لنا أن نفكر بصورة إيجابية فعَّالة تساهم في تقليص خسائرنا إلى أقل ما يمكن..

ليس ثمة مخرج يضمن لنا هذا الخيار الأجمل سوى التركيز على البناء والتعمير، لبناء للإنسان أولاً ولكل ما يساهم في راحته واستقراره ثانياً.

في الأسبوع الماضي تحدثت عن أبها، وقد ذكرت أن النظافة هناك لم تكن كما هو مأمول لمدينة سياحية وهبها الله جمال الطبيعة قلت بأن ذلك المنظر المؤسف للمخلفات والنفايات المهملة بدا أكثر وضوحاً في منتزه «السوده».

ولأن النظافة تعتبر ركناً من أركان حماية البيئة، فهذا مؤشر واضح على تراخي وتراجع الجهود فيما يختص بحماية البيئة..

لذا أقترح أن نركز جيداً على حماية البيئة وأن تكون هذه هماً أزلياً وعملاً مستمراً لكافة القطاعات والجهات، وأقترح ما يلي:

* تعليم الأطفال طرق حماية البيئة منذ عمر مبكر.

* الاستمرار في جهود التوعية للطلاب والطالبات في كافة المراحل الدراسية، وحبذا لو تم وضع منهج علم البيئة مادة أساسية تدرس في كافة المراحل.

* تنظيم حملات توعية متواصلة، مستمرة بحماية البيئة على أن تنطلق هذه الحملات من المدارس في كافة المناطق وعلى مدار العام.

* توعية المواطنين بكافة الطرق المباشرة وغير المباشرة، إضافة إلى استخدام كافة وسائل الإعلام المختلفة للتوعية بأهمية المحافظة على البيئة والطرق المتبعة لذلك.

* تفعيل عمليات التدوير لحماية البيئة، لتحقيق عدد من الأهداف منها حماية الإنسان من أخطار المواد المؤثرة سلباً على صحته مثل البلاستيك والرصاص والزئبق والمواد الكيميائية، ثانياً: إيجاد فرص عمل يمكن من خلالها التخفيف من البطالة وإشغال الشباب ذكوراً وإناثاً بما يعود بالنفع عليهم وعلى المجتمع. ثالثاً: تعويد الأفراد على المسؤولية الاجتماعية، وأخيراً: تحسين المنظر الجمالي للشوارع في كافة المدن.

* ثمة سؤال يشغلني: لماذا لم يتم حتى الآن اعتماد وضع حاويات مصنفة في كافة الأحياء والشوارع أمام المنازل على غرار ما هو متبع في الدول المتقدمة؟! بحيث يكون هناك حاوية للبلاستيك وأخرى للزجاج وأخرى للورق، هذه تساهم في التوعية بحماية البيئة إضافة إلى أنها تسهل كثيراً عملية الفرز والتدوير لاحقاً.. لا بد من تبني ذلك وبصورة عاجلة فمجتمعنا يفيض كثيراً بالشرائح المتعلمة الواعية التواقة، المتلهفة لمثل هذه الجهود، مع ملاحظة أن هذه الاستجابة ستكون أقوى حين يتم إشراك فئات المجتمع كافة بشكل فعَّال في هذا الجانب، حماية البيئة، بحيث يكون الأفراد هم ركناً أساسياً قي بناء المجتمع لأجلهم ولأجل الأجيال القادمة.

مقالات أخرى للكاتب