14-09-2014

هذا الزمن جميل أيضاً..!!

بلا شك نتأسّى على كثير من جمال الزمن القديم كما يقولون الذي فرط في طيات مرت بنا..

غير أن هذا زمن جميل أيضاً بأناسه الواعين، بمفكريه المجددين، بمناهج مستحدثة في التعليم، والتنوير، والإضافة لخبرات الناس، بعناصر تعمل..، وتنجز..

مع ما فيه مما نتحدث عنه بمرارة من شر تفاقمَ..، وانفلات تمادى..، وقيم دُثرت..، وسلوك خُدش..، وتشوه، لكن في الوجه الآخر هناك الرحماء، وهناك النشطون لعمل يترك بصماته لمن سيأتي..

لن أضيف إلى معرفة الناس بمنجزات جميلة، وفاعلة في هذا العصر..

غير أن هناك ما يدعوني لأن أتنفس سعادة..، وأريح جوفي بصنيع ثلل ناهضة من شبابنا اتخذوا من الرحمة بالحيوان إجراءً سلوكياً فاعلاً في المجتمع..،

إذ بدل أن يتخلصوا من كلب سائب في الشارع، مريض جائع لا يجد من يؤويه، أو يطعمه، أو هرة تعرضت لدعس فكُسرت، أو هاربة من دار فضلَّت، أو عصفور يكاد أن ينفق عطشاً، فيؤونه، ويحنون عليه، ويرأفون به رحمة تضفي على الإنسانيةِ فاعلية ًفي زمن مادي يُجرّد القلوب منها..!

هؤلاء الشباب استفادوا من تقانة حديثة..، ووسائل سريعة..، ومواقع تواصل فوري..، وطبٍّ تخصَّص في الحيوان..، ليقدموا الخدمة الإنسانية لهذه الأرواح التي تنبض في أجساد الطيور، والحيوات التي لا تملك حولاً لها، ولا قوة، فيعملون جماعات في مجال يتميز بأناسه الذين يجعلون من هذا الزمن جميلاً..، باهتمامهم بهذه المخلوقات ليس اهتمام ترف، بل اهتمام عناية ورعاية، ورحمة تطوعاً لا غاية منه..

شاهدت، وتابعت في حساباتهم في مواقع «تويتر» و»الانستقرام» منجزاتهم المميزة الباذخة جمالاً، وعمقاً، وإحساساً، وتفاعلاً في مواقع خصصوها، وأطلقوا عليها أسماء حية بمضمونها، مثل «رحمة للحيوانات»..، و»جمعية الرفق بالحيوان»..، و» مجموعة الراحمون يرحمهم الرحمن»..، و»ارحمني»....، وغيرهم..

فأُحيي هممهم، وصدق توجههم، ونبل مقصدهم..

نعم، أُحيي كل جماعات الرحمة بالحيوان، أُحيي النفوس الطيبة التي تبذل وقتها، وجهدها وانتباهتها من أجل أكباد رطبة ستأخذها إلى رحمة أوسع من رحمتهم بها - إن شاء الله - ألا وهي رحمة الله المفضية لمغفرته، وجناته..

أفلا يكون زمناً جميلاً يُضاف لمنجزات الإنسان فيه دفءُ إنسانية الإنسان فيه..؟!

بلى وربي.. إنه أيضاً زمن جميل...

عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855

مقالات أخرى للكاتب