(كراسات نشاط المقررات) تحتاج إلى إعادة نظر..!

قرأت في جريدة الجزيرة خبراً عن نية وزارة التربية والتعليم جمع تجارب الميدان التربوي؛ كما صرح بذلك المشرف العام على شؤون المعلمين؛ قبل شهور؛ وتعليقا على الموضوع أقول:

منذ سنوات وقبل أن يعرف الميدان كراسات النشاط؛ ومقالاتي في صحيفة الجزيرة؛ تشهد بطلب تأليف كتب نشاط بديلة عن دفتر الواجب؛ وأخرى رافدة وبديلة عن دفتر الفصل؛ بنسبة واحد بالمئة؛ لتكون المنزلية أقل بكثير؛ ثم كتبت عدة مرات؛ بضرورة تحويلها لملازم ورقية بيد المعلم؛ وبما يحقق استراتيجيات تدريس مختلفة؛ بحيث لا يحمل الطالب إلا بضع ورقات من المدرسة للبيت والعكس.

واليوم أقول: كل كراسات نشاط المقررات وكذلك - التمارين - التقويم - الفراغات - المضمنة في المقررات؛ تحتاج لإعادة نظر تعليمية وتربوية؛ ودعوة جميع الشركات والمهتمين لتقديم الكراسات؛ على شكل ملازم ورقية؛ تجعل الطالب يشتاق لما فيها؛ وبما يحول الفصل لخلية تعمل ولا تمل؛ وصناعة إنجاز الطالب بجودة عالية؛ وتقديم المقررات خالية من أي نشاط أو رسوم أو أشكال أو خرائط في أوراقها؛ ليكون المقرر مرجع علمي متخصص؛ وبصياغة تصنع لنا عقولا تفكر على الدوام؛ على أن تستثمر الشركات خبرة المعلم في الميدان؛ ليكون الميدان هو من يقدم الرسوم والخرائط والتمارين والأنشطة؛ أثناء الدرس؛ وطلب تنفيذ القليل منها في المنزل؛ وفي البداية تقدم الملازم جاهزة.

وهناك كراسات خاصة ويجب أن تكون بيد المعلم؛ على شكل أبواك؛ ورق غير مدبس معا؛ يوزعها المعلم كل درس؛ بما يضمن انطلاق كل درس باستراتيجية مختلفة عن الدرس السابق؛ ولكل درس طبيعة تناسبه؛ فبعض الدورس تصلح للاستقصاء وبعضها لحل المشاكل وبعضها للتعاوني؛ وبعضها للعصف الذهني؛ وبعضها تناسبه أي استراتيجية؛ ثم بعد تقديم الأوراق التي تصنع استراتيجيات مختلفة ودورية؛ تحفظ لدى الطالب؛ وترحل للمنزل بدفعات غير ثقيلة.

وبعد رحلة فرض الاستراتيجيات بداية؛ سيتعلم المعلم مستقبلا كيف يدير الدروس؛ وسيقدم الأفضل وسيعارض ويناقش ويحاور في كل استراتيجية؛ وسيحكم دوره؛ بل سيحكم كل استراتيحية ويطلب بديلا عنها أو رافدا لها.

في الدول التي سبقتنا تعليميا؛ لا يوجد مقرر مفروض على المعلم؛ بل مقررات في السوق التعليمي؛ يختار منها الأصلح والأجدر؛ وبتنافس شديد بين الشركات التي تستميل المعلم؛ ووزارة التعليم تقدم للمعلم عناصر موضوعات كل مقرر؛ وتطلب منه تقديمها لطلابه؛ عبر خبرات تدريس تضمن المحاسبة.

والمعلم صاحب الخبرة في عمله؛ لديه أساليب كثيرة؛ ينقلها المشرفون وتتبنى الوزارة بعضها؛ ولكنها تقدم أحيانا بما يعقد العمل التعليمي والتربوي؛ والواجب تغيير سياسة تبني الأدوار؛ وتقديم أساليب حصر أداء المعلم الخبرة؛ وتشجيع كل طريقة بسياسة البناء والتتابع والتكامل؛ لا دفع كل شيء بيد الطالب وتحييد دور المعلم.

ويجب أن يبرز المعلم الخبرة؛ لتقديم أفضل السبل والطرق للميدان التربوي؛ مع توقف انفراد وزارة التربية والتعليم بتأليف وصياغة الكتب وكراسات الطلاب؛ وبما يحقق عدد من الاستراتيجيات المتنوعة؛ فهدر المطبوعات يجب توقفه؛ ولخبطة استراتيجيات التدريس واقع غير مقبول بتاتا؛ إلا لدى من يريد سير الأمور كيفما اتفق.

ولأن أساليب حصر الطرق والوسائل لا تتم بأسلوب البناء والتتابع والتكامل؛ فالطريق الوحيد هو تكرار طلب ضبط ما يصدر من الوزارة للميدان؛ بعد مروره بسلسلة من التعافي النظري والتطبيقي؛ وبمشورة المعلم ذاته قبل صاحب القرار - هنا ملكية المعلم - ومن لا يدرك ملكية المعلم لن يدرك شيئا في التعليم.

كراسة متابعة الطالب في الصف الأول الابتدائي على سبيل المثال؛ تم تقديمها بطباعة تضيع وقت المعلم؛ وتحرم ولي الأمر المتابعة المستمرة؛ وبما يجعل الميدان وكأنه ميدانا للكتاتيب؛ وبأساليب تعود لعهد ما قبل الحاسب الآلي وما قبل الأجهزة الذكية.

وهناك ما هو أفضل؛ وبدون تحميل الطالب العديد من الكراسات والكتب؛ بل وبما يختصر قيمة ما تطبعه وزارة التربية والتعليم؛ وبما يضمن أساليب التعليم النشط؛ وإجبار المعلم على استراتيجيات متنوعة في التدريس؛ بل وبما يعفي الوزارة من تكاليف التدريب كافة؛ وأنا جاد فيما أقول؛ بل أفكر بما هو أفضل من الاستراتيجيات الموجودة؛ وبتعديل كل استراتيجية لتحمل اسما وطنيا مختلفا؛ لتحريك الدماء في المدارس؛ وبما يثبت تقديم الجديد؛ وليس محاكاة من يدربنا ويؤلف لنا؛ ليكون المعلم هو من يسير بالطالب وولي أمره؛ بل العالم كله؛ لا العكس.

تطبع الكراسة وتكلف الملايين؛ ويستحيل ملأ الكراسة يوميا؛ بل يستحيل متابعة كراسات متابعة طلاب الصف إذا كانوا عشرة؛ فكيف إذا كانوا أكثر من ذلك؛ وكل الوقت المبذول محسوب على راتب المعلم؛ والذي تدفعه الدولة؛ ووقت المعلم للدولة؛ وتضييع الوقت في متابعة الكراسة؛ بأسلوبها الحالي يعد هدرا ماليا؛ وهدرا تربويا وتعليميا.

والسؤال كيف نتخطى هدر الورق في كراسة متابعة طالب لم يتعلم فك الحرف؟! وكيف نوفر على المعلم الوقت ليقوم بدوره؛ تجاه كل طالب بطرفة عين؛ وبجلسة ضمن حصة؛ وبما يحرك المرشد الطلابي؟!

لن أفصح عن ما لدي في هذا المقال؛ بخصوص كراسة متابعة ابني الصغير؛ لأني أدرك بأن المعلم لديه هموم أكبر من كراسة معقدة في أسلوبها وصياغتها؛ وحفاظا على وحدة موضوع المقال؛ وعلى غير عادتي؛ لن أقدم في مقالي هذا الحل الأمثل؛ لكراسة متابعة طالب الأول الابتدائي؛ وسأنتظر من يصفق معي؛ لبناء سياسية البناء والتتابع والتكامل؛ قبل الحديث عن جزئية تدبير كراسة واجبات طالب لم يتقن فك الحروف.

- شاكر بن صالح السليم