تتميز بوقوعها على عدد من الطرق المهمة

تيماء.. امتداد لتاريخ عريق وحاضر يترجم نهضتها المشرقة

تيماء.. ما إن يرد هذا الاسم إلا ويصاحبه ذكريات تاريخية هائلة حول هذه المدينة العريقة والتاريخية بموقعها المميز قديماً عندما كانت وسائل المواصلات بدائية.. ومن مميزات هذه المدينة وقوعها على عدد من الطرق المهمة، التي تربط أطراف الجزيرة العربية، فضلاً عن توافر المياه التي تعتبر سر الحياة..

إن إقامة مهرجان سنوي في مدينة تيماء يمكن أن تغطي أجزاء بسيطة من إرث وتاريخ تلك المدينة، التي تطمر تحت رمالها وصخورها صفحات من الحضارات المتعاقبة.

وتقع مدينة تيماء في شمال غرب المملكة، على خط طول 29/ 38، وخط عرض 38/ 27، وترتبط إدارياً بمنطقة تبوك، وتبعد عنها 260 كم، وعن المدينة المنورة 420 كم، وعن مدينة حائل 410 كم، وعن مدينة العلاء 220 كم، وترتبط بطرق حديثة مسفلتة.

وموقعها هذا أهّلها لأن تكون ذات أهمية قديماً وحديثاً.

طرق مهمة

ومن أهم الطرق التي كانت تمر بها قديماً:- الطريق الذي يبدأ من قنا وعدن في جنوب الجزيرة العربية، ثم يمر بمعين ونجران، ومنها يتفرع إلى فرعين، يتجه الأول إلى ((قرية الفاو فالأفلاج ثم اليمامة))، ومنها إلى حائل متجهاً إلى بلاد الشام. والفرع الثاني يتجه إلى الطائف فمكة والمدينة، ومنها إلى الحجر (مدائن صالح). ويتفرع الطريق منها إلى فرعين، يتجه أحدهما إلى تيماء، ومنها إلى دومة الجندل فوادي الرافدين وبلاد الشام، في حين يتجه الآخر من الحجر (مدائن صالح) إلى سلع (البتراء)، ومنها إلى غزة (الطريق الذي يبدأ من حضرموت بمحاذاة الساحل متجهاً إلى سواحل عمان) ثم إلى الجرهاء ميناء قرية الفاو على الخليج، ومنها إلى حواضر الساحل العربي وجزرة، ثم إلى وادي الرافدين. وهناك فرع آخر يتجه إلى الداخل إلى الأحساء فاليمامة، ومنها إلى القصيم فحائل ثم تيماء، ويتجه منها إلى سلع (البتراء). وقد أكسب هذا الموقع الفريد على طرق التجارة القديمة تيماء أهمية استراتيجية على مر العصور.

تيماء في كتب الرحالة

يعد الرحالة الفنلندي جورج أغسطس والن أول رحالة غربي يزور تيماء سنة 1266هـ/ 1848م، وتلاه الرحالة الإيطالي كارلو جورماني الذي زار تيماء سنة 1864م بطلب من الوالي العثماني في دمشق لشراء مجموعة من الخيول العربية، ثم زار تيماء الرحالة الإنجليزي شارلس داوتي الذي وصل إليها سنة 1294هـ/ 1877م، ونشر أبحاثه ودراساته عن تيماء في كتابه الذي صدرت طبعته الأولى عن مطابع جامعة كمبردج سنة 1888م، وقدم وصفاً دقيقاً لتيماء، تناول فيه آثارها وخزفها، ونشر خريطة تتضمن المواقع الأثرية. ويعد داوتي أول من أشار إلى مسلة تيماء التي نُقلت فيما بعد إلى فرنسا. وزار الرحالة الفرنسي شارلز هوبر تيماء في سنة 1298هـ/ 1879م، وزارها مرة أخرى سنة 1303هـ/ 1884م وبرفقته الرحالة الألماني يوليوس أويتنج. ونشر أوريتنج أخبار رحلته في أحد كتبه، وقدم وصفاً لبعض آثار تيماء، مثل قصر الرضم والقنوات المائية وبئر هداج والسور الذي يحيط بالمدينة، كما عثر على بعض أفران الفخار ووصف بعض القصور التي اندثرت الآن مثل قصر طليحان وقصر زلوم. ومن الرحالة الذين وفدوا إلى تيماء الرحالان الفرنسيان جوسين وسافينياك اللذان زارا تيماء مرتين في عامي 1325هـ/ 1907م و1327هـ/ 1909م، ودوَّنا رحلتَيْهما في أحد كتبهما. ثم زار تيماء الرحالة دوجلاس غروثرز سنة 1910م، وفي السنة نفسها زارها الرحالة التشيكي ألويس موسل لإجراء دراسات عن الخط الحديدي الحجازي، ونشرها موسل في كتابه الذي صدر في نيويورك سنة 1926م. وزارت الرحالة الإنجليزية جرترود بيل تيماء في سنة 1333هـ/ 1913م. وقام الرحالة الإنجليزي سانت جون فيلبي بزيارة تيماء في يناير 1951م/ 1370هـ، الذي وضح اهتمامه بآثار تيماء؛ فقد روى طرفاً من تاريخ تيماء السياسي في العصر الحديث، وتمكن من اكتشاف المعبد المقام في قمة جبل غنيم، وعثر على العديد من النقوش الحجرية.

كما زار تيماء عبدالقدوس الأنصاري في سنة 1382هـ/ 1962م، ودوّن رحلته بكتابه ((بين التاريخ والآثار)) الذي صدر سنة 1969م. وفي سنة 1390هـ/ 1970م زارت تيماء بعثة جمعية التاريخ والآثار بجامعة الملك سعود، واطلعت على آثارها. وفي السنة نفسها زارها حمد الجاسر ودوّن مرئياته عن تلك الزيارة في كتابه ((في شمال غرب الجزيرة)).

المواقع الأثرية في تيماء

o السور: يحيط بالمدينة من ثلاث جهات، هي الغربية والجنوبية والشرقية. أما الشمالية فتوجد سبخة طبيعية تحول دون تقدم أي عدو. ويبلغ طول السور نحو 12 كم تقريباً، ويتراوح عرضه من متر إلى مترين.

o قصر الرضم: تعني كومة الحجارة، ويقع شمال غرب تيماء، وهو عبارة عن بناء حجري مستطيل الشكل، له دعامات من الخارج، ويبلغ أبعاده 25 * 34 متراً، ويزيد سمك جداره على مترين، وبه خزان مياه، تبلغ أبعاده 4 * 8 أمتار. وتوجد بالقصر نقوش تاريخية عدة، إضافة لنقوش إسلامية بالخط الكوفي.

o قصر الابلق: يقع جنوب غرب تيماء، وهو بناء مرتبط بالسور من الجهة الغربية.

o بئر هداج: بئر أسطورية، تقع وسط البلدة القديمة داخل إطار دائري من أشجار النخيل الباسقة.