17-09-2014

التعليم.. الكلمة الأولى والأخيرة في ملحمة التنمية

طلابنا المبتعثون للدراسة في الخارج هم استثمار وطني كبير، دون التقليل أيضاً من أهمية الاستثمار في طلابنا الذين يدرسون في الجامعات المحلية. ومهما كانت التكاليف المالية التي تدفعها الدولة للاستثمار في التعليم فإن العائد يظل كبيراً، وخاصة بالمقارنة مع العائد المتحقق من قنوات الصرف الأخرى في ميزانية الدولة.

أحد مبتعثي جامعة جازان لنيل درجة الدكتوراه من جامعة يوتا الأمريكية، واسمه سامر الحكمي، استطاع مؤخراً أن يسجل براءة اختراع لدى مكتب براءات الاختراع الأمريكي، وهو بهذا يضيف كسباً جديداً للرصيد الذي يحققه المبتعثون والمبتعثات من أبناء وبنات هذا الوطن إلى جامعات الغرب ويثبت أهمية الاستثمار الوطني في التعليم.

استطاع هذا الشاب أن يوظّف «تقنية النانو» التي بدأت تكتسح الكثير من المجالات ويخرج بابتكار يؤدي إلى القضاء على أحد أنواع البكتيريا التي تستوطن القناة الهضمية للإنسان وذلك بفاعلية تامة وبنسبة 100%. وقد وافق مكتب براءات الاختراع الأمريكي على تسجيل الابتكار لهذا الشاب السعودي بعد إجراء الاختبارات اللازمة على الابتكار لمدة ثلاث سنوات.

وقد كان الحكمي يجري أبحاثه ضمن فريق بحثي بمركز تَمَيُّز أبحاث تقنية النانو بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وهذا ربما يعني أن الباحث السعودي الشاب قد نجح في استثمار إمكانيات تتوفر لدى ثلاث جامعات: جامعة جازان، وجامعة يوتا، وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، ومن هنا تأتي أهمية الفرص العظيمة التي يوفرها الابتعاث وبخاصة في مرحلة الدراسات العليا للماجستير والدكتوراه وفي مجال العلوم العصرية التي يتميز بها الغرب والتي جعلت منه القوة الرئيسية في عالم اليوم.

يقول الدكتور غازي القصيبي - رحمه الله- في خاتمة كتابه التنمية - الأسئلة الكبرى: «يمكنني الآن أن أترك القارئ مع التوصية النهائية التي توصلت إليها بعد ربع قرن من معايشة التنمية، نظرية وواقعاً، وهذه التوصية النهائية هي أن الطريق إلى التنمية يمر أولاً بالتعليم وثانياً بالتعليم وثالثاً بالتعليم. التعليم، باختصار هو الكلمة الأولى والأخيرة في ملحمة التنمية».

هذه الشواهد التي تتوالى لنجاحات طلابنا وطالباتنا تثبت مقولة القصيبي - رحمه الله-، ومن حقنا اليوم أن نتفاءل بمستقبل وطننا العزيز، وسيكون القادم أفضل من الحاضر إن شاء الله.

alhumaidak@gmail.com

ص.ب 105727 - رمز بريدي 11656 - الرياض **** alawajh@ تويتر

مقالات أخرى للكاتب