فهد بن خالد آل إبراهيم.. رجل من وطني

د. طلال بن سليمان الحربي

كم هي جميلة تلك الأفكار التي تراودنا ونحن نهم بتسطيرعبارات نتحدث فيها عن رجال جعلوا من عمل الخير مهنة يحترفونها لنيل رضا المولى عز وجل, تجد نفسك تبتسم فرحا وغبطة في كل مرة تخرج معك كلمة تثني على هذا أو تمدح ذاك, في وطني رجال كثر -والحمد لله- ممن باعوا أنفسهم للخير وحب الوطن, والناس على دين ملوكها، هذه هي العبارة الأسمى في المملكة فكلنا بذاك الوالد نقتدي وعلى نهجه نسير, في وطن يحكمه رجل أسميناه والدنا وأسمى نفسه خادم بيت الله حماك الله أبامتعب وأطال لنا في عمرك وسدد دائما على طريق الخير والحق خطاك.

فهد بن خالد آل إبراهيم هو من خريج مدرسة الوفاء والانتماء وحب الخير لأجل الخير ونيل رضا ربه, قد ننصف الرجل حين نقول: إن والده الشيخ خالد آل إبراهيم أطال الله في عمره قد غرس فيه جينات الخير وحب عمله, لكننا بالتأكيد ننصفه أكثر حين نقول: إنه من جنود الله عزوجل الذين يرسلهم لخدمة عباده حين يلتجئون إليه ويدعونه, هناك من رفع يديه وقال يا رب يا رب ارزقني الحج وأقدرني عليها, فيستجيب ربه له ويرسل الفرج عليه ويسخر من عباده من يقدرونه على أداء الفريضة, وهذا هو فهد بن خالد آل إبراهيم الذي وفر الحج لمائتي مسلم لهذا العام, هؤلاء المائتين أيضا لهم حكاية ولهم بسمة خاصة تستحق أن ترسم على وجوهنا.

الفكرة كانت مع جمعية الإعاقة الحركية للكبار من خلال تنفيذ مشروع فهد بن خالد البراهيم لحج ذوي الإعاقة, والعدد 200 حاج مائة منهم من المعاقين ومائة من المرافقين, هؤلاء الذين حباهم الله بإعاقات حركية ابتلاء بمحبة والذين حمدوه وشكروه واستمروا على الدعاء إليه, اليوم استجيب الدعاء وموعدهم في بيت الله ضيوفا, هؤلاء المرافقون الذين ساهموا وضحوا وقدموا من الخير والعمل فكانت أن كافأهم الله أيضا بأن يسر لهم الحج, نعم، وكما يقولون بأن بيت الله ينادي على ضيوف الرحمن بأن هلموا إلي فلا يحج إلا من ناداه باسمه, وهؤلاء قد ناداهم فلبوا النداء بالدعاء وتسير الرحمن بأن مكن لهم من جنوده من يحقق لهم أمنياتهم.

جمعية المعاقين حركيا للكبار جزاهم الله خيرا وعلى لسان رئيس مجلس إدارتها المهندس ناصر المطوع أوضح أن هذا المشروع سيوفر أيضا حافلات مكيفة ومجهزة ومرافقين وطواقم طبية وممرضين ومن ينوب لرمي الجمرات, وكان أمين عام مؤسسة آل إبراهيم الخيرية عبدالله الحواس أيضا أكد على ما ذكره المطوع, ولكن تبقى الفكرة الأهم في الأمر أن عمل الخير بابه مفتوح للجميع- والحمد لله- وطني بلد خير وأهله أهل خير لكن من حقهم وحقنا أن نعرف, المعرفة بما يقوم به هؤلاء الصالحون مثيل فهد بن خالد آل إبراهيم ليس مجرد تكريم لهم بل أيضا رسالة نوجهها للجميع لتحفيزهم والاقتداء بهم, هناك كثيرون ممن يرغبون بعمل الخير ويقدرون وينفذون, وهناك أيضا كثير ممن يرغبون بعمل الخير إن عرض عليهم أوقدم لهم النموذج والأسلوب, لهذا نكتب عن آل إبراهيم لكي نشير ببوصلة أبناء الوطن تجاه حب الخير وعمله, فشكرا لفهد بن خالد وشكرا لجمعية المعاقين حركيا للكبار وشكرا للقائمين على مؤسسة آل إبراهيم الخيرية ويبقى النداء مستمرا: هل من مزيد.. هل من مزيد.