23-09-2014

أحمد قران ولعبة الكراسي

طالما أن الأندية الأدبية (مستقلة)، لها مجلس إدارة منتخب ورئيس مجلس إدارة وميزانية مستقلة وبرامج مستقلة، فلماذا إذن يكون لها (مدير عام)؟ هذا سؤال شائع ومشاع ومنتشر ومشروع ومنطقي، ويأتي عادة بصيغة الاستنكار والدهشة والاستغراب.

المدير العام للأندية الأدبية الجديد د. أحمد قران ظهر هذه الأيام بكثرة عبر وسائل الإعلام، وقدمه الإعلام على أنه صاحب (الحل السحري) لمشكلات الأندية الأدبية العويصة، أو على الأقل ينتظرون منه ذلك. وطالما هناك ظهور متكرر وتصريحات متعددة، وفي أكثر من وسيلة إعلامية، فهذا يعني أن هناك أخطاء لدى المدير العام الجديد، أبرزها أنه وضع من نفسه (وزير المهمات الصعبة).

هيكلياً، الأندية الأدبية ذات صفة اعتبارية (مستقلة إدارياً ومالياً)، ووجود مدير عام لها يلغي كل ذلك، ويضعها حتماً تحت قرارات المدير العام، وهذا (فيه نسف شامل) للبرامج الانتخابية واللوائح. ولا يعلم أحد كيف يوفق بين رئيس مجلس إدارة منتخب عبر صناديق الاقتراع ومدير عام (معيَّن) يتبع لجهة حكومية؟ ووجوده إدارياً ـ بحد ذاته ـ تدخُّل غير قانوني.

مَن الأقوى إدارياً؟ الرئيس المنتخب أم المدير العام المعيّن؟ ولماذا يرى المدير العام أنه يطمح إلى أن يعدل ويغير ويبدل، في حين مجالس الأندية الأدبية لا تعرف تدير نفسها؟ أو هكذا نفهم التصريحات المتكررة.

مشكلة المدير العام الجديد د. أحمد قران أنه يريد أن يحل المشكلات (بالجاهيات) وعقد (مجالس الصلح) وأدبيات (العلاقات العامة)، وهذا غير مفيد؛ لأن المصالح تتضارب، وحب الكرسي يتفوق على حب قيس لليلى، ولعبة الكراسي لا قواعد لها.

هل واقع الأندية الأدبية المرتبك أدى لتدخل الوزارة من خلال مدير عام مانع شامل، يفك الاشتباكات التي حصلت في الأندية الأدبية؟ هل الوزارة ما زالت غير واثقة بمسيرة الانتخابات ونتائجها؟ هل تتطلع إلى حل وسط: (انتخابات) مربوطة (بمدير عام)؟

دعوا الأندية الأدبية وشأنها طالما أنها (منتخبة).. دعوها تمشي وتتعثر، تقوم وتطيح، تنجح وتفشل، دعوها تتمرن على الانتخابات، دعوا المثقفين يقيّمون نتائجها، إن نجحت تواصلوا معها، وإن فشلت تركوها، ثم دعوا المثقفين والأدباء يقررون مصير المظلة التي تظلهم، بدلاً من وجهات النظر الشخصية، ذاك يريدها مراكز ثقافية، وهذا يريدها أندية أدبية، وبين هذا وذاك نبحث عن استراتيجية ثقافية عليا، فلا نجد.

nlp1975@gmail.com

مقالات أخرى للكاتب