وطني.. قنديل الأمم

أناجي الشعرَ محتفياً بذاتي

فأنظم عقدهُ من مفرداتي

ألا من مبلغ الشعراء عني

بأني جئت مخصوص السماتِ

بملهمتي التي آليت ألاّ

تبيع الحب في سوق الحفاةِ

محضت لها الهوى وصفاء قلبي

وحباً لا يزول مدى الحياةِ

أنا الصبُ السقيمُ فأمطريني

بأفكارٍ غوادٍ رائحاتِ

وأنت جزيرة الأمجاد غني

بلحنٍ ذي شجون مترعاتِ

أنا في الكون مملكة القوافي

وقنديل العلا وخُطى الثباتِ

أنا في الكون معجزة الليالي

وبحر الخير روض المكرماتِ

أنا مهد الرسالة كل شبر

من الدنيا يُجلّ مقدساتي

وفجّر خالقي خيرات أرضي

عيونا دافقات جارياتِ

سَلِ الشمس المطلة عن مكاني

بظل أبي الصناديد الحماةِ

مليك العرب سيد كل فضل

شديد البأس في سحق العداةِ

بنى جسراً من البعثات تترى

لجيل لا يميلُ إلى السباتِ

وشيد للعلا فيها صروحا

لتثمر كالنخيل الباسقاتِ

وسلمان المكارم والعطايا

عضيد المجد عند المُرِبكاتِ

وللهيجاء مقرن كل عز

إليه على جناح الحب آتي

وأبها في ذرا الدنيا تباهي

بفيصل نسل كل المكرماتِ

يجوبون الزمان بكل عزم

وكل صلابة الشم الأباةِ

يصافون المكارم في شموخ

وفي عز مصافاة الثقاةِ

لأنهمُ يرون العيب ألاّ

يكونوا هم حياةً للحياةِ

وعذرا إنني رصّعت شعري

بعقدٍ من جميل المذهباتِ

فهذا موطني فوق الثريا

(لحق أنت إحدى المعجزاتِ)

- شعر/ عبدالله بن أحمد الأسمري