خدمة الإسلام والمسلمين

يطل علينا في كلِّ عام ذكرى اليوم الوطني للمملكة العربيَّة السعوديَّة في مثل هذه الأيام المباركة.. لتعيد إلى الأذهان هذا الحدث التاريخي المهم.. ويحتفل بهذه المناسبة الغالية الشعب السعودي الأبي الوفي.. وهي مناسبة سنوية تحكي توحيد وطننا الغالي على يد الفارس والقائد والمجاهد والموحد الباني المغفور له بإذن الله الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود -طيَّب الله ثراه-.. وهو يوم توحيد هذا الكيان.. واليوم الذي يتذكّر فيه المواطن الغيور على دينه ثمَّ وطنه بكلِّ فخر واعتزاز هذه المناسبة التاريخية السعيدة التي تَمَّ فيها جمع الشمل ولم شتات هذا الوطن المعطاء..

فهذه الذكرى الغالية الذكرى (84) لتوحيد هذا الكيان يتذكّر فيها كل مواطن من أبناء هذا الشعب الأبي الوفي مدى التلاحم والحب والود المتبادل بين الراعي والرعية.

وهذه الذكرى المجيدة ذكرى اليوم الوطني لتوحيد المملكة العربيَّة السعوديَّة التي تصادف هذا العام يوم الثلاثاء الموافق للثامن والعشرين من ذي القعدة عام 1435هـ وفي هذا اليوم التاريخي وهي الذكرى الرابعة والثمانين لتوحيد المملكة العربيَّة السعوديَّة نعيش أجواء هذه الذكرى العطرة ونتابع من خلالها مسيرة النهضة العملاقة التي عرفها الوطن والمواطن ويعيشها في كافة المجالات حتَّى غدت المملكة العربيَّة السعوديَّة وفي زمن قياسي في مصاف الدول المتقدِّمة سيادة وريادة..

ولا شكَّ أن هذه النهضة التنموية الشاملة والقفزات الحضارية في جميع المجالات: الاقتصاديَّة والتعليميَّة والثقافية والصحيَّة والأمنيَّة والاجتماعيَّة وغيرها.. لخير دليل على ما سار عليه الخلف من أبناء الملك الموحد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن -رحمه الله- البررة الأوفياء الملوك (سعود، وفيصل، وخالد، وفهد) -رحمهم الله- جميعًا إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والذين ساروا على نهجه القويم المتمسك بالعقيدة الصحيحة المستمدة من الكتاب والسنة وسيرة منهج سلف الأمة.. والذين واصلوا الإنجازات وعملوا ليل ونهار لرفعة هذا الوطن ونموه وازدهاره..

وخير مثال على حاضره المشرق عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -حفظه الله- هذا العهد الزاهر المشرق الوضاء الذي نتفيأ ظلاله عدلاً وأمنًا وسلمًا وسلامًا وحبًّا ووفاءً ورخاءً ووحدة واستقرارًا وحضارة ومدنية.. خدمةً لدينه ثمَّ وطنه وأمته..

وما وجه به -أيَّده الله- العلماء والدعاة في كلمته التاريخية التي شخص فيها الداء والدواء وتكلم فيها عن الأمتين العربيَّة والإسلاميَّة ولفت انتباه العلماء والدعاة نحو تحمل مسؤولياتهم تجاه ما يحدث في العالم العربي خاصة والإسلامي عامة والدور المنوط بهم.. وأن عليهم بيان خطورة الإرهاب والأفكار الضالة التي تُهدِّد الأمن والاستقرار.. وهي بعيدة عن الإسلام كل البعد.. وأنه لا بد من تضافر جهود العلماء في توجيه الشباب وتنبيههم لخطورة الوضع الحالي.. وتوعيتهم لمواجهة الإرهاب الذي لا دين له عن طريق الحوار، والمناصحة..

وانطلاقًا من هذه الكلمة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين جاء بيان هيئة كبار العلماء واضحًا وقويًّا محذِّرًا الشباب من خطورة الإرهاب الذي شوّه صورة الإسلام الصحيح المستمد من الكتاب والسنّة..

وقد وضع ولاة الأمر - حفظهم الله تعالى- في المملكة العربيَّة السعوديَّة نصب أعينهم مهمة خدمة الإسلام والمسلمين في كلِّ مكان من أنحاء العالم تحقيقًا لأمر الله - سبحانه وتعالى - في خدمة دين الإسلام ونصرته معتمدين في ذلك على منطلقات إسلاميَّة تشكّل النظرة السعوديَّة في خدمة دين الله - عزَّ وجلَّ- وخدمة المسلمين؛ لتعود للأمَّة ريادتها، ويعود الازدهار إلى ربوعها، وينعم مواطنوها بالأمن والرخاء، فكان ذلك مشهودًا ليس على مستوى بلاد المسلمين فحسب، وإنما على مستوى الوجود الإسلامي في جميع أنحاء العالم..

واليوم لا يوجد بلد فيه مسلمون إلا وفيه أثر للجهد السعودي الذي يسعى لخدمة الإسلام والمسلمين في شتَّى أنحاء المعمورة، وخير مثال على ذلك تعليم أبناء المسلمين في الجامعات السعوديَّة في داخل المملكة وكذلك في الخارج حيث جاء ترشيحي رئيسًا للجامعة الإسلاميَّة العالميَّة في إسلام أباد في باكستان من قبل خادم الحرمين الشريفين وبموافقة فخامة رئيس جمهورية باكستان الإسلاميَّة مما له أثر إيجابيّ في تعزيز وتقوية العلاقة العلميَّة والأكاديمية والثقافية بين البلدين.. مما يدل على عمق العلاقات التاريخية التي تربط بين البلدين المسلمين الشقيقين وقوتها..

وإنني وبمناسبة هذا اليوم المبارك اليوم الذي افتخر وأعتزُّ به أتشرف أصالة عن نفسي ونيابة عن إخواني في الجامعة الإسلاميَّة العالميَّة بإسلام أباد في باكستان بتقديم أجمل التهاني والتبريكات إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله- رائد النهضة والتقدم والرقي الحضاري.. وإلى عضده ونائبه وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله- وصاحب السمو الملكي ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ وإخوانه وأبنائه وأعضاء حكومته الرشيدة والمخلصين من جنده ورعيته... ولجميع الشعب السعودي..

ونسأل الله تعالى أن يحفظ لنا راعي مسيرتنا وقائد نهضتنا خادم الحرمين الشريفين، وأمد في عمره على طاعته، وجعله لنا ولهذا الوطن كافة ذخرًا، ومتّعهُ بالصحة والعافية والسعادة.. وأعاد هذه الذكرى الغالية علينا وعلى وطننا أزمنة مديدة وأعوامًا عديدة والجميع يرفل بالأمن والأمان والاستقرار والسلامة... آمين.

م.د. أحمد بن يوسف الدريويش - رئيس الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام أباد - باكستان