01-10-2014

الوطن لوحة أبدعها الخالق وحفظها

ليس هناك سقف للإبداع يمكن أن يتفق البشر على تكامله واكتماله إلا ما أبدعه الخالق في كل مخلوقاته، فكيف بلوحة تجمع كل العناصر الإنسانية والطبيعية، لا تجد فيها نقصا أو عيبا إن كان في خلق البيئة، أو الطبيعة.. أو خلق الإنسان خلقة في الشكل وحسن الخلق في التعامل بما أوصى به الدين الإسلامي العظيم.

هذا هو الوطن الذي أبدع الله في تكوينه وحماه ومنحه ما لم يمنح لغيره، بيته العتيق ومسجد نبيه، وطن ليس كل الأوطان بل أفضلها وأعزها وأرفعها قدرا وقيمة وقامة، وطن تهفو إليه القلوب ويلجأ إليه طالب الأمن والرزق، تمتد خيراته إلى كل أطراف الدنيا فكان لمن قدمها استقرارا ورفاهية وحفظا من الأشرار جزاء من الله.

نعم فالوطن بكل ما تعنيه الكلمة ويراه الفنان التشكيلي لوحة مكتملة التكوين تجتمع فيه الألوان والأجناس والنفوس، على اختلاف مشاربها وأهوائها ورغباتها، ومع ذلك لا تجد نشازا أو تضادا أو خللا أو نفورا يصدم القلب قبل العين، بل تجد ما يسر العين ويثلج الصدر، لوحة بناها من منحه الخالق لخليفته في أرضه الملك عبدالعزيز من إلهام حدد به الهدف وجمع شتات مجتمع لم يكن ليجتمع عودا إلى طبيعة تنوعه وخصوصيته إلا بأمر من الله عز وجل، ودليل حب الله لهذه الأرض الطيبة، فأحالها المؤسس إلى منظومة لا يمكن أن يفك التحامها أي قوة إلا قوة خالقها.

تعددت ألوان أرضها وتضاريسها بين جبال ورمال... بسط وارتفاع، وتباعد بين بحارها، لكنها تظهر عند الناظر كتلة واحدة لا تخطئ رؤيتها العين أو تتيه بين دروبها الأقدام، بل تحتويها دون تبعثر أو تشتت.

وهانحن نستقبل يوم توحيد القلوب والأهداف.. وبناء الحضارة.. وتأمين مستقبل الأجيال بعون الله وتوفيقه ونزيد اللحمة التحاما، شعبا وقيادة، خصوصا في هذه المرحلة التي تحيط بوطننا الفتن والحروب التي خلقت فرصا للحاقدين وبيئة حاضنة لضعاف النفوس ممن وجدوا في بعض أبناء الوطن جهلا بما يمكن أن تكون عليه بلادهم -لا قدر الله- لو لم يلتزموا بتوجيهات القيادة والعلماء، السد الصامد والمنيع في وجه الأعداء.

هذا هو الوطن وهذه هي القيادة وتلك هي معالم الحضارة والبناء في الإنسان والأرض، بناها أجيال تلو أجيال، تجاوزوا من أجلها الصعاب وتسلمها أبناؤهم وأحفادهم شراكة واثقة الخطى بين شعب وحكومة، كنت صحراء تتقاسمها القبائل ويتسابق على تهديد أمن ساكنيها ذئاب بشرية أشاعت الخوف وقطعت طرق الحجيج، واليوم أصبحنا آمنين في بيوت تظلنا عن لهيب الشمس وبرد الشتاء واجدين رزق يومنا بل أيامنا وأشهرنا، فحمدنا الله ودعينا ألا يغير علينا وأن يبقي نعمة أمنه سنوات تلو السنوات.

monif.art@msn.com

فنان تشكيلي

مقالات أخرى للكاتب