02-10-2014

خرشة البتيري

يحكي لي الزميل عبدالكريم البتيري، أنه قبل أن يأوي إلى فراشه ليلة السبت الماضي، رنَّ هاتفه الجوال، وكان رقماً ثابتاً من منطقة القصيم، فالتقطه بقلق:

- معك الشرطة.

- حياكم الله، خير إن شاء الله.

- أنت عبداللطيف؟

- لا يا أخوي. متأكد من الرقم؟

وذكر الشرطي الرقم، ولم يكن رقم هاتفه.

- هذا ما هو رقم جوالي.

- طيب لحظة.

وتحدث معه شخص آخر.

- أنت من أنت؟!

- أنت تبغى مين؟!

- أبغى عبداللطيف.

- كم رقم جوال عبداللطيف؟!

وذكر الرقم مرة أخرى، ولم يكن رقمه.

- يا ابن الحلال، أنا قلت لخويك، الرقم خطأ، وأنا عبدالكريم البتيري، ما أنا عبداللطيف، تراكم خرشتوني بما فيه الكفاية.

وبكل جلافة، تنتهي المكالمة.

وهذه الجلافة هي سمة من سمات تعامل المؤسسات مع مَنْ تتصل بهم. الأمر ليس مقصوراً على الشرطة فقط. موظف البنك الذي يعرف أن العميل هو مصدر رزقهم، ينفخ عليه بكل ما أوتي من زفير! لكن في حالة الشرطة، يجب أن يكون الأمر مختلفاً، فالمفروض أن هناك وسيلة قانونية يمكن التأكد من خلالها من صحة الأرقام الهاتفية وهوية مستخدميها. لا يمكن القبول بخطأ هذا المرجع الرسمي، المسئول أصلاً عن التحري عن الهويات. وهذا الانتقاد لا علاقة له بالنظام، بل بالأشخاص الذين يطبقونه. عليهم أن يحرصوا على تمثيل الجهاز بشكل جيد، وليس العكس!

مقالات أخرى للكاتب