أدوا الركن الأعظم من الحج

حجاج بيت الله الحرام وقفوا على صعيد عرفات الطاهر

عرفات – علي بلال / تصوير - سليمان الغوينم وعبدالله المسعود:

وقف ضيوف الرحمن إشراقة صباح أمس الجمعة خير يوم طلعت عليه الشمس، على صعيد عرفات الطاهر في مشهد إيماني، ليشهدوا الوقفة الكبرى عند جبل الرحمة، لأداء الركن الأعظم من الحج عقب انتهائهم من قضاء يوم «التروية» أمس الأول بمشعر منى اقتداءً بسنّة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وذلك تلبية لنداء خليل الرحمن إبراهيم «عليه السلام»، بعد أن جاءوا من كل فج عميق إلى أطهر بقاع الأرض التي شهدت مولد الرسول صلى الله عليه وسلم، تاركين المال والأهل والولد، طامعين في مغفرة الله ورضوانه، مفعمين بأجواء إيمانية يغمرها الخشوع والسكينة تحفهم العناية الإلهية، ملبين متضرعين ، داعين الله أن يمنّ عليهم بالعفو والمغفرة والرحمة والعتق من النار. وقد ارتفعت أصوات الحجاج التي غطى لون لباس إحرامها الأبيض في مشعر عرفات، مرددة لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك.. إنّ الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك لبيك، بهذه التلبية الصادرة من القلوب والحناجر، طامعين في رحمة الله عز وجل أن يجعل حجهم مبروراً وسعيهم مشكوراً، وأن يغفر لهم ما تقدم من ذنبهم. وكان النبي محمد ألقى خطبة الوداع في مثل هذا اليوم التاسع من ذي الحجة في السنة العاشرة للهجرة.

وواكب ضيوف الرحمن من انتقالهم من مشعر منى إلى مشعر عرفات الطاهر، متابعة أمنية مباشرة قام بها أفراد من مختلف القطاعات الأمنية، التي أحاطت طرق المركبات ودروب المشاة، لتنظيمهم حسب خطط تصعيد وتفويج الحجيج، إلى جانب إرشادهم وتأمين السلامة اللازمة لهم، وشهدت الحركة المرورية انسيابية بفضل ما هيأته حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو ولي ولي العهد - حفظهم الله -، من إمكانات ضخمة وترتيبات متميزة، لينعم الحجاج بالأمن والأمان والراحة والاطمئنان.

وقد تميزت الحركة المرورية باليسر رغم الكثافة الكبيرة في أعداد السيارات والمشاة، بفضل الجهود الكبيرة التي يبذلها رجال المرور، يساندهم أفراد الأمن لتنظيم حركة السير، وإرشاد ضيوف الرحمن ومساعدتهم، والحفاظ على أمنهم وسلامتهم، وبذل الغالي والنفيس لخدمتهم والسهر على راحتهم وتيسير تنقلاتهم، تنفيذًا لتوجيهات القيادة الرشيدة، ببذل أقصى الجهود لتأمين المزيد من الراحة والأمن والطمأنينة، ليؤدوا مناسكهم في أجواء يسودها الأمن والطمأنينة.

وبجاهزية تامة لمختلف القطاعات الحكومية العاملة في خدمة الحجاج، وفرت في مختلف أنحاء المشعر الخدمات الطبية والإسعافية والتموينية، وما يحتاج إليه ضيوف الرحمن الذين قطعوا المسافات وتحملوا المشقة من أنحاء المعمورة، ليؤدوا الركن الخامس من أركان الإسلام حامدين العلي القدير على ما هداهم إليه.