05-10-2014

إحصائيات زوجتك

والله إني شعرت بالخجل، وأنا أتابع الزميل الدكتور محمد العبداللطيف والدكتور أمير العمران، في حلقة «يا هلا» على روتانا خليجية مع الزميل خالد العقيلي، وهم «يطقطقون» بسخرية حارقة على الإحصاءات التي تصدرها مؤسساتنا الرسمية فيما يتعلق بالإسكان، على الرغم من إني تناولت هذه الظاهرة أكثر من مرة، آخرها الاثنين الماضي. يعني هذه الفضيحة «صارت بجلاجل»، بحسب المثل المصري، وليست بحسب جلاجلنا الحبيبة، وصار الجميع يدركها، القراء والمشاهدون، محلياً وعربياً.

إن الشروع في تنفيذ برنامج وطني مثل الإسكان، يحتاج إلى معلومات وإحصاءات دقيقة جداً، لأن هذه البيانات والأرقام ستتحول إلى ميزانيات من المال العام للدولة، فإذا كانت المعطيات عشوائية، فإن المُخرَج المالي لن يكون معبراً عن الحاجة الحقيقية، إما بالزيادة أو بالنقصان. وفي كلا الحالتين، سيكون لدينا هدر مالي، يجب أن يُحاسب عليه كل المسئولين عن التنفيذ.

يخبرني أحد القراء أن موظفة عربية في مؤسسة عامة من مؤسسات الدولة، اتصلت به لكي تحصل على معلومات عن زوجته، فأعطاها رقم جوالها، لكنها قالت:

-أنت فيك الخير والبركة.

وبدأت بطرح الأسئلة، وبعضها كان شخصياً جداً جداً جداً، ولكنها كانت تطرحها بكل دم بارد، على أساس أن الزوج يجب أن يعرف هذه المعلومات، دون أن يكون للأخت أية آلية للتأكد من أن مّن يتحدث معها هو الزوج فعلاً.

هكذا تتأسس المعلومات والإحصاءات لدينا!

مقالات أخرى للكاتب