Wednesday 08/10/2014 Issue 15350 الاربعاء 14 ذو الحجة 1435 العدد
08-10-2014

حين يغيب القرار الصحيح

نتباكى بألم قاتل على ما آل إليه الوضع في منطقتنا، بينما لا نجد سبباً في غياب التنسيق بين دولنا لقهر هذا المد العدواني الذي لا ينتهي، فضلاً عن مبررات مقنعة لهذه الخلافات المتأزمة بين دولنا، والتي انسلّ منها العدو المشترك إلى حيث تتحقق أهدافه على الأرض بالعدوان الذي نراه، مكتفين أمامه بالضجيج وإعلان قلة الحيلة، فيما هو يمارس ما يريد من قتل وتشريد وتدمير واقتحام لحرمة البيوت.

***

ويبدو أننا لم نقرأ بعد مستقبل منطقتنا ودولنا وشعوبنا بشكل صحيح في ظل التطورات المتسارعة على الأرض، إذ لا نعرف حتى الآن ما الذي يُخطّط لنا ويُرسم لمستقبل منطقتنا من قِبل الجبابرة وأعوانهم من الإرهابيين، فلا أحد من الساسة المسؤولين أفصح لنا عن حقيقة ما يجري حالياً، أو دلَّنا على ما هو متوقع في المستقبل، لطمأنة الشعوب المنهكة في القراءات والاستنتاجات الشخصية التي ربما تكون خاطئة أو مضللة.

***

لقد عاشت الأمة العربية في السنوات الأخيرة ولا زالت، حالة من القلق والاضطراب وعدم الاستقرار، وفي لجة من التطورات الخطيرة التي لم تألفها من قبل، بين إرهاب أنظمة ومغامرات إرهابية أخرى تقوم بها جماعات أو أفراد، دون حلول مباشرة وسريعة لمواجهة ذلك في المكان والزمان المناسبين، بأمل قطع رأس الأفعى أولاً ومن ثم التضييق على ما تبقى والإجهاز عليهم.

***

هذه ليست شكواي، ولا تشاؤمي وحدي، وإنما هي محاولة مني لاستقراء ما يتحدث الناس في أمتي عنه، في ظل تطورات خطيرة وسريعة يحاول المغرّر بهم من غير العقلاء أن يسيئوا بها لدولهم وشعوبهم، ويعرّضوا أمنها واستقرارها ومستقبلها للخطر، دون وازع من ضمير، أو تفكير بما يمكن أن تكون عليه المنطقة أو تؤول إليه من فوضى وغياب لأي نظام أو تنظيم.

***

وحسبي أنني أشير هنا إلى مكامن الخطر، وإلى الجرح المثخن في جسد كلٍّ منا، فالمؤامرة كبيرة، والإرهاب في تصاعد، ومنطقتنا مؤهَّلة ومهيّأة ليجد الإرهابيون فيها متنفّساً لممارسة نشاطاتهم الشيطانية، طالما أنّ التعامل معهم يتم على هذا النحو من البرود والهدوء والدبلوماسية التي لن يكون لها ذلك المفعول أو التأثير الإيجابي المطلوب.

***

لقد كتبت على مدى الأيام السابقة من هذا الأسبوع، وتحديداً في يومي الأحد والاثنين، مقالين عن هذه الأجواء التي تمر بها المنطقة، حيث لا زالت مشحونة بكل أنواع الإرهاب، وأستكمل بهذا المقال مخاوفي مما يحضّر لدولنا وشعوبنا، فالمشهد - لهذه المؤامرة - بكل صوره وأشكاله وألوانه ووقائعه أصبح واضحاً، ولا يحتاج منا إلى مزيد من الإيضاح، وهو - باختصار - عمل عدواني كبير وواسع يستهدف الأمة في الصميم، ضمن محاولات إرهابية جبانة لتقويض كل ما بنيناه وأنجزناه أباً عن جد في هذا الجزء المهم من العالم.

مقالات أخرى للكاتب