09-10-2014

شكر يكتبه حجاج بيت الله العتيق

سيدي خادم الحرمين الشريفين:

يا قبطان سفينة الخير والعطاء والنماء، أهديك التحية.. تحية بعدها تحية.. وسلاما بعده سلام.. لمقامك العلي يجل أن يرفع إليه مثلي فقد عرفناكم متواضعين في علاكم، قريبين مع اعتلاكم.

ها أنت بعد كل هذا المشوار الذي منحته سهر عينيك.. وإعمال فكرك.. وعرق كفيك.. وسمو توجيهاتك.. وخريطة طموحك الأمنية والوقائية والتنظيمية والخدمية والمرورية.. ينقضي واحد من أكبر مواسم الحج بكل نجاح وبكل جدارة وبكل تفوق وبكل اقتدار.. وبدأت عودة حجاج بيت الله الحرام إلى أوطانهم، بعد أن من الله عليهم بأداء الركن الخامس للإسلام.. وبعد أن قضوا أياما معدودات في ضيافة الرحمن، أدوا خلالها مناسكهم وشعائرهم في طمأنينة وسكينة.

سيدي خادم الحرمين الشريفين:

وكما يغسل المطر القلوب والعقول، فلقد غسلت كلمتك الضافية - يرعاك الله - الموقف والفعل اتجاه ثقافتنا الإسلامية التي توحدنا وتصل بيننا وبين إخواننا على أطياف الشعوب والدول، والتي ألقاها نيابة عنك نجلك صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة، في حفل افتتاح مؤتمر مكة المكرمة الـ 15 الذي نظمه رابطة العالم الإسلامي تحت عنوان «الثقافة الإسلامية: الأصالة والمعاصرة» يوم الأحد 4 ذي الحجة 1435هـ»، تلك الكلمة الرائفة والتي أثرت في الحضور والمستمعين والمشاهدين لها. الذي جاء قبلها ومعها وبعدها هدير الغضب العالمي، مبشرا معك أن العالم كله يدين ويرفض التشدد المقيت الذي أضر كثيرا أمتنا الإسلامية في ماضيها وحاضرها ومستقبلها.

فنحن معك -رعاك الله- في قولك: «إن الثقافة الإسلامية هي التي تعرف بالأمة وتحدد وجهتها الحضارية، وتربط أطرافها بعضهم ببعض، فبهذه الثقافة يرتبط المسلم بمئات الملايين من المسلمين المبثوثين في مختلف أنحاء العالم، ويشترك معهم في الدين الذي يدين به، والرسالة التي يتبعها، والمشاعر والآمال والتطلعات التي تعتلج في وجدانه تجاه حاضر الأمة ومستقبلها». ونحن معك أيضا عندما قلت قول الحق: «فمن الواجب على الأمة الإسلامية أن تتمسك بثقافتها وتدافع عنها بالطرق المشروعة، ووفاؤها بالتزامها في التعاون الدولي والإنساني، لا يتعارض مع خصوصيتها الثقافية، ذلك أن التنمية البشرية وما يتصل بها من مفاهيم كالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، لا يجوز أن تكون خارجة عن إطار البيئة الثقافية للأمة. وصلتنا بثقافتنا تتطلب الموازنة بين الأصالة والمعاصرة فيها».

تلك الكلمة التي تعلمنا منها أن دوام الحال من المحال.. وأن الفجر لا بد أن يشرق.. وأن المطر لا بد أن ينزل.. هذه هي الحكمة التي جاءت إلينا من على غير موعد.. جاءت وسط ظلامات كثيفة وعداد الأيام يهرول نحو نهاية العام الهجري. فقلت يا سيدي - رعاك الله -: «واليوم تعيش أمتنا واقعا ثقافيا مضطربا يحتاج منكم أيها العلماء والدعاة وأصحاب الأقلام أن تدرسوه دراسة ضافية وتتبعوا أسباب الخلل فيه وتعالجوها بالحكمة والحجج المقنعة حتى يستقيم على المنهاج الصحيح الذي يتصف بالوسطية والاعتدال ونبذ التطرف والعنف والإرهاب».

ومن بحر تلك الكلمة نرى مضيك وعزمك وإرادتك الواثقة والواعية.. وكأنك تلمح إلى أن في استطاعة الحق أن يهزم الباطل دائما.. مهما كانت أسلحة الباطل ومهما كان صلفه وغروره. فقلت بالفخر - ألبسك الله سربال الصحة والعافية -: «إننا في المملكة العربية السعودية، استطعنا أن نجرد الفكر المنحرف، من كل الشبهات التي حاول أن يجد فيها سندا له، وينشر من خلالها دعايته، بفضل التعاون بين علمائنا وأجهزتنا الأمنية ووسائلنا الإعلامية والثقافية، فكونا بذلك جبهة موحدة عملت على كل المستويات، وفي كل الاتجاهات، لإيجاد تحصين قوي ومستقر في المجتمع من هذه الآفة الدخيلة».

سيدي خادم الحرمين الشريفين:

هذا هو سبيلك الذي اختاره الله لك.. واختاره لأبناء وطنك.. تسيرون فيه بخطى ثابتة نحو واجبكما الأسمى.. بأن تكونوا حراسا للمقدسات.. أمناء عليها.. تجعلونها مكانا فسيحا رحبا تلتقي عليها الجموع المؤمنة في جو إيماني آمن.. لا تلفتهم عن صلاتهم ونسكهم صيحة ضالة في واد أو نفخة في رماد.. هذا هو سبيلكم تدعون على بصيرة لا يضركم من ضل إذا اهتديتم إلى الحق، الذي لا يزيغ عنه إلا طامع أو حاقد أو حاسد.

فمن أرض وطنك.. خرجت أفواج النور لتقهر الظلم والظلام وتقدم للبشرية كلها الدواء الشافي لآلامه وحصن المستقبل لها ولأجيالها، على أرض وطنك.. أضاءت أنوار الإسلام ظلامات الجاهلية وصنعت فجرا جديدا من الأمل وأنهت معاناة الإنسانية في بحثها عن الحقيقة، من أرض وطنك.. اطمأنت الإنسانية وسكنت نفوسها وقلوبها بعد أن استراحت من عناء البحث الطويل، وأصبح القرآن الكريم هو الهادي، وهو ناموس الحياة الأعظم، وهو أساس الفكر الصحيح!

سيدي خادم الحرمين الشريفين:

نعم يا ابن عبد العزيز.. كل الأمة في الداخل والخارج تجتمع على حبك وإعزازك وتقديرك، وتلك حقيقة - لا ينكرها أحد منا أو حتى غيرنا -، تتناقلها رسائل الإعلام يوما بعد يوم، وكأنك في وطن الحب والإعزاز هذا تعايش الحب والإعزاز والتقدير في كل مكان حتى أقصى المعمورة.. فإليك نقول وبصوت واحد ممتد عال: «لقد منحت الحب لشعبك فأعطاك الحب، ومنحت وقتك للمسلمين جميعا فلم تبخل عليهم بعطائك، بل أرسيت قواعد العدل بينهم. وكأنك تريد أن تعيد سيرة أولئك الذين سبقونا يوم جابوا مدن هذه الدنيا يرفعون كلمة التوحيد ويزرعون في قلوب الناس كل الناس هذا الحب الذي تزرعه أنت في قلوب الجميع».

لا زلت أذكر جدي سعد بن عبيد آل حاقان - رحمه الله - وهو يذكر لي أن المسجد الحرام كانت مساحاته صغيرة.. تظلل حائطه ستائر القماش.. ويحيط به السوق من كل جانب.. ولا زلت أذكر رواياته بأن مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك التاريخ.. حين كانوا يسافرون إلى المدينة المنورة على اللوراي وبكسات (الأبلكاش) الذين يكادون يصلونها بشق الأنفس!.

واليوم.. أقارن.. فأرى الصورة غير الصورة.. فقد اتسع الحرمان فشملا كل ما كان يحيط بهما، فوسعت الرحاب، الطائفين والزائرين والركع السجود. وظل إنسان أرض وطنك شديد الالتصاق بطهرها.. يستمد تماسكه وقوته وصلابته من صلابة البيت المعمور.. ويستظل آمنا بالسقف المرفوع.. لأن عزه وأمنه ارتبط بهما ارتباطا وثيقا بعروة وثقى لا انفصام لها.. وكثير كثير.. هذا الذي تحقق لأرض وطنك في زمن قصير.. وتظل مآذن بيوت الله معالم شامخة.. تشهد بأنكم أمناء على بيت الله الذي شرفتم بخدمته. وكثير كثير.. هذا الذي تزهون ونزهوا زهاء ما بعده زهاء نحن به اليوم.. ولو لم يكن لكم إلا عمارة المسجدين لكفى!.

سيدي خادم الحرمين الشريفين:

سنوات تذهب وسنوات تجيء.. ركاب الخير في ركاب الماضي.. والخير في ركاب الآتي.. لا ننسى الاهتمام الذي نلمح أثاره على مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، شبرا بعد شبر.. وناحية بعد ناحية.. وموضعا بعد موضع.. ومكانا بعد مكان، الاهتمام في ركاب الاهتمام.. تتجسد معالمه وصوره أشجار حور باسقة تمتلئ فروعها بالندرة والخضرة والجمال.

نعم.. فأنت القائد الاستثنائي لمسيرة نهضة وطنك.. الذي سرت على مسارات والدك القدوة الأنموذج البطل المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - طيب الله ثراه -، وهذا هو وطنك ووطننا المبارك.. الذي يتصدر موسم الحج وراحة الحجيج وتوسعة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة أولوية اهتمام مشاهد ولاة أمره، منذ توحيد أرجائه، مرورا بعهود إخوانك - رحمهم الله - (سعود وفيصل وخالد وفهد)، ووصولا إلى عهدك الزاهر الخصيب الباهر الذي أجدت فيه - يحفظك الله - صنع الاهتمام، وصنع النماء. فها هي تتهادى أحلامنا وتتجسد، وكأن أيامنا كلها إنجازات وإرادة وعمل تملأ نفوسنا بالفرحة، وتحيل سماءنا صفاء، والبقاع المطهرة فخرا.

فها هو مشروع «جسر الجمرات» بعد التوسعة من أعظم المشاريع التاريخية التي لم تشهد «منى» مثيلا لها على مر التاريخ. وها هو مشروع توسعة صحن المطاف المشرف. ناهيك عن قطار المشاعر، وقطار الحرمين والمسعى والطرق والجسور والأنفاق ومطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة ومطار الأمير محمد بن عبد العزيز في المدينة المنورة ومدينة الملك عبد الله لاستقبال وتوديع الحجاج والمعتمرين والزوار للمدينة المنورة ومشروعات النقل العام في مكة المكرمة والمدينة المنورة وغيرها من المشروعات والمنجزات التي سخرتها - يرعاك الله - لخدمة ضيوف الرحمن.

هكذا جاءت المشاريع.. وهكذا كانت.. وستظل علامة بارزة ومضيئة من علامات جهدك الخلاق المسؤول لخدمة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.

سيدي خادم الحرمين الشريفين:

لا أريد في رسالتي هذه الحديث عنكم، ولكني أكتب رسالة حق للتاريخ، وأكبر الظن.. إلى رسالة ثناء تقال عنكم، غير أن الإنصاف يقتضي أن يذكر العمل الناجح لذويه، وأن يقال للمحسن أحسنت، وللمسيء أخطأت، ومن الجحود ذكر السيئات، وترك الحسنات. وإذا كان في ميزان الله.. أن الحسنات يذهبن السيئات، فما أحرى البشر.. أن يستلهموا من القانون السماوي المزيد من الرشد.. والحق.. ذلك أن ذكر المساوئ وجحد المحاسن غمط وظلم.. ونكران للخير. كما أن الإشادة بالعمل الإصلاحي، والنهوض بالمشروعات التي تنفع الناس.. دافع إلى المزيد منها، وحث غير العاملين أو الذين يؤدون أقل مما يقدرون عليه.. أن يزيدوا عطاءهم، ليكون لهم ذكر حسن، وقبل ذلك لهم الجزاء الأوفى من عند الله سبحانه وتعالى. ونتذكر في ذلك قول الله عزوجل: {إن الله لا يضيع أجر المحسنين} (120) سورة التوبة.

سيدي خادم الحرمين الشريفين:

لا ننسى ونحن في غمرة البهجة والفرحة والحبور بإتمام مناسك حجنا - والحمد لله تعالى على كل حال - والذي نلمحه على قسمات وجوه أبنائنا وإخواننا وأقاربنا وعشائرنا، العاملين في وطنك بتنوع مناطقهم ومصالحهم ووزاراتهم ذات العلاقة بالحج الذين عززوا قدراتهم بما اكتسبوه من خبرات تراكمية خلال مواسم الحج الماضية، والذين كانوا هم بإحساس الرجل المسلم الواحد وشعور المؤمن الذي يعرف كيف يستقبل أخاه المسلم ويرحب به ويوفر له سبل الراحة والطمأنينة واليسر في أداء المناسك. والذين يعتبرونه واجبا مقدسا خصهم الله سبحانه وتعالى به. وهم له - بإذن الله تعالى - حافظون ومقدرون ومنفذون.

لقد كنا نرى ونحن نتنقل بين مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، وجوه العاملين من كل القطاعات المختلفة المشرقة بالإنسانية، ونقرأ في قسماتها التعامل الحسن ممزوجة بحماس متلهف لخدمة وطنهم، ورد جميله وسخاء عطائه، عملا مخلصا، وإسهاما وفيا في إنجاح موسم الحج. لقد احتشدت قدراتهم.. قطاعا بعد قطاع.. وفردا بعد فرد.. وشاركوا مشاركات مؤثرة بتوجيهاتك أيها الملك الإنساني. وإشراف ومتابعة مستمرة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، وصاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة. فلو سرحنا في ذكريات همتهم التي لم تعرف التواني والعزيمة والتي لم يعترها الكسل أو الضعف في أداء مهماتهم بمهنية عالية المستوى أو حتى التعامل الإنساني التي شاهدناها ما توقفت.. ولو سرحنا في ذكريات همتهم التي لم تعرف التواني والعزيمة والتي لم يعترها الكسل أو الضعف في أداء مهماتهم بمهنية عالية المستوى أو حتى التعامل الإنساني التي سمعنا عنها ما توقفت، في ظل اختلاف جنسياتنا وتنوع لغاتنا. علاوة على هديتك - يا رعاك الله - (مصحف من إصدارات مجمع الملك فهد بالمدينة المنورة) باللغة العربية وبمختلف التراجم العالمية، التي صنعت منها طاقة نجاة للواقع ندفع بالأمل من أعماقنا رغم كثافة الظلام حولنا، التي تسلمها إخواننا المغادرون إلى أوطانهم عبر جميع منافذ المملكة البرية والجوية والبحرية.. ويكفينا أن الذكريات ناقوس يدق في عالم النسيان.

سيدي خادم الحرمين الشريفين:

لقد رفت قلوبنا جذلى بترانيم الخير التي ترددت صداها من أعماقنا، وكنته أفئدتنا، وفاضت به مشاعرنا، وتدفقت به أحاسيسنا. فنطقت بلساننا.. حاجا بعد حاج.. وزغردت كما الطير الذي ينتشي بالربيع !،فعبرت عنا، وعزفت أنشودة الشكر والامتنان في كلمتك الجامعة - يا رعاك الله - التي ألقاها نيابة عنكم أخوكم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، أثناء استقباله المهنئين بالعيد من الأمراء والفضيلة العلماء وقادة القطاعات العسكرية وقادة الأسرة الكشفية في المملكة المشاركة في الحج، في قصر منى، يوم السبت 10 ذي الحجة 1435هـ: «أنتم أحفاد الرجال الكبار، الذين ساروا مع قائدهم موحد هذه البلاد المباركة الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - فبنوا هذا الوطن، واليوم أنتم تكملون مسيرة العطاء، والفداء، والتضحية، وهي مسؤولية عظيمة، وجسيمة، لا يتصدى لها إلا من كان قلبه ينبض بالإيمان، والوفاء والإخلاص، وأنتم وزملاؤكم في القطاعات الأخرى تثبتون عاما بعد عام للعالم أجمع بأنكم قادرون بمشيئة الله على القيام بكل ما تتطلبه هذه الشعيرة العظيمة، بروح الفداء، والمسؤولية، وكنتم ولا زلتم ولله الحمد خير الجنود، وخير السفراء، مثلتم بلدكم خير تمثيل، وقمتم بالواجب بكفاءة وعزيمة الرجال المخلصين، فأنتم عماد هذا الوطن بحفظ الله سبحانه، وحماة أمنه، تصدون عنه كل طامع وحاقد وحاسد، مستعينين في ذلك بالله، يقظين صابرين ومحتسبين في عملكم للأجر والثواب، تحملتم مسؤوليتكم في ذلك متوكلين على الله جل جلاله طالبين رضاه».

لقد كان نداؤك في كلمتك - يا رعاك الله - التي وجهها نيابة عنكم أخوكم الوفي الأمير سلمان في الديوان الملكي بقصر منى يوم الأحد 11 ذي الحجة 1435هـ خلال حفل الاستقبال السنوي لأصحاب الفخامة والدولة قادة الدول الإسلامية وكبار الشخصيات الإسلامية وضيوف خادم الحرمين الشريفين ورؤساء بعثات الحج الذين أدوا فريضة الحج هذا العام، نداء مخلصا سنمسك بحباله لنذيب به - إن شاء الله تعالى - القلق القابع في صدورنا من الغلو والتطرف والإرهاب.. كالهم الذي هو على القلب! الذي لم يكن في بالنا أن يحدث لنا مشاهدته أو توقعه أو النزول في بئر أحداثه. فقلت: «إن الغلو والتطرف وما نتج عنهما من الإرهاب يتطلب منا جميعا أن نتكاتف لحربه ودحره، فهو ليس من الإسلام في شيء» وقلت: «ولا سبيل إلى التعايش في هذه الحياة الدنيا إلا بالحوار، فبالحوار تحقن الدماء وتنبذ الفرقة والجهل والغلو، ويسود السلام في عالمنا» وقلت: «على المعلمين والمربين في مدارسهم أن يهيئوا أبناءهم الطلبة لخوض حياة تقبل الآخر، تحاوره وتناقشه وتجادله بالتي هي أحسن» وقلت: «نسك الحج نموذج واضح لمعنى الأمة الحقة، في أسلوب التآخي والتواد والتراحم فيما بين المسلمين، والمساواة والعدل في ظل شرع الله القويم، وهدي رسوله الأمين».

سيدي خادم الحرمين الشريفين:

المجد لكشافة وطنك ووطننا.. الذين أعادوا إلينا البسمة والفرح، وحملونا إلى المستقبل على أجنحة الأمل. المجد لكشافة وطنك وطننا.. الذين صنعوا من أمانينا صورا ترتسم معالمها على كل أراضي مكة والمشاعر المقدسة والمدينة المنورة شريان أعمال تطوعية وجهود مثلى في خدمة المجتمع، فعكسوا صورا مشرقة لشباب وطنك ووطننا الغالي. صنعوا من معسكرات الخدمة العامة في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة التي نظمتها جمعية الكشافة العربية السعودية عنوان فخر لكم ولوطنكم ولوطننا، فلهم التقدير نمحصه تقديرا بعد تقدير.. وشكرا بعد شكر.. وثناء بعد ثناء.

سيدي خادم الحرمين الشريفين:

لك الحب نمحصه حبا بحب.. ولك الوفاء نغرسه في كل القلوب ليتصل بالقلوب.. ولك منا الدعاء كل الدعاء بأن تمضي في مسيرتك الخيرة، وأنت على أتم نعمة وأسعدها، وأعم عافية وأزيدها. وأن يتقبل منك ما قدمت يداك من خير عميم للحرمين الشريفين والمدينتين المشرفتين. ويكتبها لك في سجل حسناتك وموازين أعمالك. وأن يمدك بالعون والتوفيق لتمضي قدما على دروب الخير مستعينا بالله تعالى ثم بعضدك وساعدك الأيمن ولي عهدك الأمين وزير الدفاع أخيك صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء المستشار والمبعوث الخاص لك. وأن يجزيكم جميعا عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.. وأن يتولاكم المولى بحياطته، ويحرسكم تحت جناح السلامة برعايته، يقول الله تعالى: {إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين} (18) سورة التوبة.

دعاؤنا أيضا بأن يدرأ عنكم وعن وطنكم ووطننا كيد الكائدين، وحسد المغرضين، وتكالب المتحزبين المؤلبين. وأن يحطم همم أعوان الشيطان من الفئات الضالة، وأن يحفظ عليه أمنه وتضامنه ووحدة صفه وتكاتفه، وأن يوفقنا جميعا إلى خدمة ديننا والرقي بوطننا، إنه على ذلك قدير، وبالإجابة جدير.

Twitter: @alshamlan641

مدير الإعلام التربوي بإدارة التربية والتعليم بمحافظة وادي الدواسر

مقالات أخرى للكاتب