12-10-2014

الوالد العنيف والقيد المكسور!!

بعد أن ضاقت حيلتها، تقدَّمت فتاة جامعية بشكوى لقسم الشرطة في الرياض ضد والدها تصف فيها تعنيفه أخوَيْها الطفلين الصغيرين وطردهما من المنزل يومياً منذ عودتهما من المدرسة إلى منتصف الليل، وأظهرت ألمها من لجوئهما للمسجد طوال هذا الوقت وخوفها عليهما من الأذى والتحرّش. وقد استجابت الشرطة لشكواها وتم القبض على والدها وأُدخل التوقيف!

قرأت هذه الحادثة وأعجبت بوعي الفتاة وإدراكها للخطر، وأسفت لحالها وأخويها، وتألمت لحالتها بعد خروج والدها من التوقيف، حيث ستكتفي الشرطة بالتعهد ثم يخرج ليصب عليها وعلى أخويها جام غضبه دون وجود حماية لهم.

ولعلي لا أجافي الحقيقة حينما أزعم أن هذه الحادثة تقع يومياً في بعض العائلات، وقليل يشتكي وكثير منهم الصبور! وطالما لم يجد رب الأسرة العنيف وازعاً من دين أو زاجراً من ضمير أو رادعاً من قانون؛ فإن العنف سيستمر بوتيرة أقسى في ظل الأوضاع الاقتصادية والنفسية الحالية!

وحالات العنف المتكررة بصور مختلفة تحتاج لدراسة اجتماعية جادة من متخصصين وممارسين بحضور أشخاص تعرضوا للعنف والقسوة، وسبر أسبابها وعواملها للوصول لتشخيص صحيح ونتائج سليمة.

إن ما تنشره الصحف وما تتناقله وسائل التواصل الاجتماعي يشير لوجود خلل اجتماعي بالغ الخطورة يتمثّل في موروث ثقافي يجيز للأب والزوج التصرف في أبنائه وزوجته على النحو الذي يهواه، تحت مفاهيم مغلوطة مثل التربية والتملك والحرية المطلقة. وهو ما يتطلب الحوار والمناقشة مع المشايخ على وجه الخصوص، وتوعية الرجل أن ضرب الزوجة المقصود في القرآن يحمل معاني متعددة. وينبغي إعمال العقل والاجتهاد في التفسير بما يتوافق مع الوضع الحالي الذي لا تقبل به المرأة المتعلمة المثقفة ذات الدخل المادي أن تتلقى صفعة على وجهها، وقد تفضّل الانفصال على حياة يشوبها العنف. كما أن الأبناء مهما كان ضعفهم وقلة حيلتهم لا يقبلوا ما يُسمى تجاوزاً بالتأديب بهذا الشكل المؤذي. وشكوى الفتاة الجامعية الشجاعة دليل على رفض العنف مهما كانت النتائج!

ورغم إدراك نتائج شكواها مسبقاً ولكن، لا بد للقيد أن ينكسر!!

rogaia143@hotmail.com

Twitter @rogaia_hwoiriny

مقالات أخرى للكاتب