من سجون الرياض كل عام وأنتم بخير

د. طلال بن سليمان الحربي

كل عام والكل بخير في وطني الحبيب بكل ذرات هوائه وتفاصيل ترابه وقطرات مائه, كل عام والسعودية بكل أركانها قيادة وشعبا بخير من الله ودوام نعمه, كل عام وكل مدن المملكة بألف خير وسعادة, لعلنا أبدا لن نمل ونحن نهنئ وندعو بالخير للجميع, حفظك الله يا وطني ودام عزك وعز الفارس المعتلي صهوة الفخر والعلياء أبو متعب أطال الله في عمره وعمر سلمان الأمين ومقرن الحكيم وأدامهم ذخرا للوطن والإسلام والإنسانية جمعاء.

عيدنا هذه المرة في الرياض كان له نكهة مختلفة جديدة بل وأقولها بعالي الصوت رهيبة, تفاصيل يوم السبت العاشر من ذي الحجة 1435هـ عيد الحج والأضحية في الرياض كان يوما خاصا ألزمنا أن نكتب بعفوية دون قافية كما جعلنا صاحب الأمر فينا تركي بن عبدالله فارس الرياض وربانها في هذا اليوم أن نعوم بين بحور القوافي والشعر بفرحة وسعادة, دائما لتركي حكاية تروى وبين بين سطوره ما يقرأ, حين يقوم بعمل نشاركه فيه يرمقنا بتلك النظرات التي تجعلنا نسأل أنفسنا: حسنا وماذا بعد؟, بل ومن جميل رفقة تركي بن عبدالله أنه كثيرا ما تكون النظرات لكل واحد منا بمعنى مختلف عن الآخر، وكل حسب توجهه واختصاصه, هكذا يكون الربان حين يقود فريق العمل بروح الوطن والإخلاص والرغبة في الإنجاز, هكذا يكون المسؤول حين ينذر حياته وكل وقته لخدمة أهله وبلده.

من قصر الإمارة وبعد أن أنهينا مراسم العيد الروتينية الجميلة من معايدة وسلام مع سمو الأمير وضيوفه الكرام, كانت الرسالة الجديدة التي بعثها تركي بن عبدالله ليفسرها الركب كل حسبما يراها في خدمة الوطن, حين تحركنا لزيارة المساجين في نزلهم في سابقة أقول عنها خطيرة ليس لأنها جديدة بل لأنها تحمل من المعاني والعبر الكثير, هؤلاء الفئة الذين ابتلاهم الله عز وجل هم اولا وأخيرا منا وأمانة في أعناقنا, يقضون ما حكم الشرع فيهم، واليوم تركي بن عبدالله معهم وبينهم يخبرهم ان الحياة ما زالت مستمرة، وأن المسيرة تنتظرهم، وأن التصويب امر واجب عليهم والوطن وحب العمل لأجله يسع الكل, تركي بن عبدالله وهو يمازحهم مهنئا بالعيد مبتسما رافعا من أزرهم وأزرنا معهم وموجها لنا كلنا رسالة خير ومحبة وتحفيز.

الرسالة من نظرات تركي بن عبدالله هذه المرة أن التعامل مع هؤلاء الإخوة المساجين يجب أن يكون على أساس الاحترام والاحتواء والتعامل الحسن معهم مهما كانت ظروفهم وأحوالهم, كما أيضا في زيارته حفظه الله هناك صرخة انطلقت من وقفته بينهم الى المجتمع السعودي المتعاون المتكاتف ان من يقدر على عمل الخير لا يتأخر عنه، وأن الأجر عند الله عزوجل, كم من نفقات ومصاريف تهدر في الرحلات والولائم والمناسبات الخاصة التي لو تكاتفنا وتواصلنا لوجدنا أنه لو سخرناها بشكل سليم لفرجنا كرب العديد من هؤلاء ولكانوا في عيد الحج بين أهلهم وأولادهم, المجتمع المثالي السليم هو المجتمع الذي تكون الرحمة فيه أساس التعامل, الخير من الله موجود ودولتنا وقيادتها تحثنا عليه وتضرب لنا فيه القدوة الحسنة, وأقسم أن الكل يحب الخير وعمله في وطني، لكن دائما هناك شرارة تنفجر لتوجهنا وتعلمنا, تركي بن عبدالله في زيارته لسجون الرياض في يوم العيد هي اللحظة التي علينا أن نستفيد منها خيراً وعملاً صالحاً معنوياً ومادياً.