15-10-2014

يرمون بفشلهم على السعودية

لقد صدع رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله صلى الله عليه وسلم بالدعوة من مكة المكرمة التي تقع في شبه الجزيرة العربية فآمن به من آمن من أهالي هذه البلاد الطاهرة ونصروه وحملوا تلك الدعوة الى مشارق الارض ومغاربها بهمة تنوء بها الجبال الراسيات، وأمتنا اليوم تستظل في ظل العز الذي حققوه لها، والرسول صلوات الله عليه هو خير من يعرف الفضل لأهله وهو خير من يرد الجميل؛

فقد أوصى أمته بآل بيته الأطهار وصحابته الكرام تقديرا لجهودهم والأرض التي انطلقت منها هذه الدعوة، والتي تدعى اليوم السعودية هي نفس الأرض والشعب الذين يعيشون عليها هم أحفاد هؤلاء الأبطال وحكومة وشعب هذه الأراضي الطاهرة هذه الأيام هم خير من يقوم برعاية الكتاب والسنة والمقدسات والدعوة ودعم الدعاة والمؤسسات والهيئات الإسلامية ومساعدة المتضررين والمنكوبين حتى إن ملوكها خلعوا تيجان الملوك ولبسوا لباس الخدم لبيت الله الحرام ومسجد سيد الأنام وأعطوا الخدمة حقها ويشهد لهم بذلك الواقع وملايين المسلمين ممن حجوا هذا البيت.

و لكن عذراً رسول الله فالكثير من أمتك هذه الأيام لم يرد الجميل لخدام مسجدك ولأحفاد صحابتك بل أساء والبعض منهم لا هم له سوى الطعن فيهم والبحث في قمامة الانترنت من أجل العثور على شائعة تطعن فيهم ولو كانت من مخلفات إيران وأتباعها وأعداء الإسلام والأمة الانترنيتية .

و الغريب أن البعض منهم يقوم بذلك باسم الاسلام والتقرب إلى الرحمن .

- فلو أصيبوا بمصيبة نتيجة تبنيهم الفكر والمنهج الثوري الاستبدادي الروسي البعيد عن دين الله قالوا السعودية.

- ويتخذون رموزاً ممن يتحالف مع المشروع الإيراني أخطر ما يهدد أمتنا اليوم أمثال مرسي وأردوغان وحماس والجهاد الإسلامي وحزب الله والنظام الأسدي ويعتبرون السعودية خائنة وعملية ومعادية للإسلام ومتآمرة عليه ومن التناقض المقزز المثير للاشمئزاز والغثيان أنهم يعطون تعليمات للسعودية بالخطر الإيراني العدو اللدود لها، وإذا بغى عليهم الروافض يطلبون النصرة من السعودية ولا يطلبونها من رموزهم: فهل رأيتم عاقلا يستنجد ويلوم خائنا وعميلا ومتآمرا ولا يستنجد ولا يلوم رموزه.

- ولو تعرضوا لاحتلال أو تدخل خارجي نتيجة بيعهم أراضيهم وحماقاتهم وتفرقهم وكثرة المظالم والفساد بينهم وتطبيقهم مناهج ودساتير مستوردة بعيدة عن شرع الله قالوا السعودية، وعلى السعودية تحريرهم.

- ولو افتقروا وحلت بهم أزمة اقتصادية نتيجة كثرة الظلم والفساد بينهم وتنكرهم لجميل بلاد الحرمين التي تغدق عليهم المليارات ويقابلونها بالحقد والعداء بدل الشكر والثناء لأنه بالشكر تدوم النعم وبكفرانها تزول ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله، ولو أعطاهم رمزهم تصريحا ناريا لا يغني، ويأتي بالجوع يطيروا به فرحاً وسروراً وفخراً واعتزازاً وشكراً وثناءً .

- ولو تفرقوا واقتتلوا فيما بينهم نتيجة تبنيهم الفكر الثوري الاستبدادي الذي يمزق صف الأمة وولاء بعضهم للخارج مثل إيران وسكوتهم عنهم حتى سيطروا وتمكنوا وسيطرة الهوى والأنانية وعشق السلطة وضعف الوازع الديني والأخلاقي قالوا السعودية.

- ولو أهملهم الآخرون وتعاملوا معهم بازدواجية وعدم احترام نتيجة تناقضاتهم الفاجرة وتعاملهم بازدواجية معايير مقززة وصارخة قالوا السعودية.

- ولو استأجرت السعودية قوات أجنبية للدفاع عن أراضيها التي هي محل أطماع كثير من القوى والتي تضم مقدساتهم وخيرات كثيرة تعود بالخير على جميع الأمة نتيجة ضعف الأمة وتفرقها وبعدها عن دين الله ضد أي أعتداء خارجي تعالت الأصوات وارتفع الصراخ وثارت الغيرة بينما إذا استعان واستنجد ثوار ليبيا المحسوبين عليهم بتلك القوات ضد الطرف الآخر من نفس الشعب أفتوا وباركوا وهللوا وخفتت أو خرست تلك الأصوات بل ربما وصلت الوقاحة ببعضهم لتحميل السعودية المسؤولية عن استعانتهم بتلك القوات.

- ولو فشلوا في مشاريعهم نتيجة فساد في مناهجهم وخططهم قالوا السعودية.

- ولو تسلط عليهم الطغاة نتيجة صنعهم لهم وتصفيقهم وهتافهم وخنوعهم قالوا السعودية وعلى السعودية تحريرهم من هؤلاء الطغاة، وهم جالسون في دول الخليج والغرب يتمتعون بخيراتهم ويطعنون في ظهورهم.

- ولو اشترت أسلحة متطورة للدفاع عن أراضيها ومقدسات المسلمين والاستغناء عن القوات الأجنبية، قالوا لماذا تهدر أموالها ولماذا هذا التسلح.

- ولو فشلوا في إزاحة طغاتهم الذين صنعوهم بأيديهم نتيجة تفرقهم وتنازعهم وتطرف بعضهم وبقاء الأكثرية خانعة وتبنيهم فكر هذه الأنظمة ومنهجها فيخونون السعودية ويتهمونها بالعمالة والعداء للإسلام والمسلمين بناء على كلام هذه الأنظمة، ومن التناقض المقزز يرمونها بالعمالة ويطلبون منها تحريرهم من هؤلاء الطغاة ولا يطلبون من رموزهم مرسي وأردوغان.

- ولو تسلط عليهم الفرس وأذاقوهم سوء العذاب نتيجة تفاخرهم بمقاومتهم وممانعتهم وسكوتهم على أنظمتهم التي تحالفت معهم ضد الأمة وخاصة السعودية وخونوا السعودية ودول الخليج لأجلهم قالوا السعودية وعلى السعودية تحريرهم منهم، وتراهم يعطون التعليمات لدول الخليج حول خطر النظام الإيراني ونسوا بأن دول الخليج عرفت خطره منذ نشأته يوم كانوا يصفقون لمقاومته وممانعته فدعموا العراق ضدهم، ولو لا هذا الدعم لكان العراق تحت الاحتلال الإيراني منذ زمن بعيد.

- ولو بغى عليهم الأعداء نتيجة تهورهم وقيامهم بأعمال غير محسوبة ولا يوجد تكافؤ في القوة خدمة لحلفائهم الإيرانين ولم يستشيروا السعودية أصلا بهذا العمل قالوا السعودية وعلى السعودية نصرتهم والدخول في مغامرات غير محسوبة وتضييع مقدسات المسلمين كما ضيعوا هم مقدساتهم.

- ولو أغاثت السعودية الملهوف وأجارت المستجير وعفت عمن كان يحقد عليها طعنوا وشككوا فيها رغم أنهم يعلمون أن هذه الأعمال من صلب قيمنا الإسلامية والعربية الأصيلة.

- ولو أن السعودية فعلت جميع المكرمات قالوا هذا بأمر أمريكا ولا فضل لها، فإذا كانت أمريكا تأمر بتطبيق شرع الله وخدمة الحرمين وتنفيذ المشاريع التنموية الضخمة التي تعود بالخير على جميع بلاد المسلمين وتطوير الاقتصاد والجامعات فلماذا تكرهونها؟

- ولو أنها عثرت عثرة أو خيل إليهم أنها عثرت قالوا هذا بفعلها، وهتكوا عرضها فعليها ألا تخطئ وألا تصيبها كارثة طبيعية، وإذا أصابتها فهي لا تنسى وتستحق الشماتة ولا تستحق التعاطف رغم أنها من أكثر الدول مساعدة لهم في الكوارث والأزمات التي تحل بهم .

و خلاصة الكلام لو أن أحدهم شيك بشوكة في مدينة إينوفيك نهاية العالم - مدينة في كندا في القطب بنى فيها سعودي مسجد - قالوا السعودية، أما المسجد الذي بني فيها فهو بأمر أمريكا ولا فضل لها.

فكرت كثيراً في السبب فتوصلت إلى الآتي: قديماً خرج من هذه البقعة المباركة منقذ البشرية صلوات الله عليه ومنها خرج صحابته الكرام رضوان الله عليهم الذين قادوا أمتنا الى المجد والعلياء وأمتنا اليوم تئن من الظلم والذل والهوان والفرقة والأزمات والمشاكل فذاكرة الأمة وعقلها الباطن تنظر إلى تلك البقعة التي خرج منها تلكم القادة قديماً ويقول إن الذي انتشلها قديما لهو القادر على انتشالها حديثا، ولكن نتيجة انقلاب المفاهيم وطمس المعايير واضطراب الفكر وقلب الحقائق الذي تعاني منه أمتنا اليوم فبدل أن تلتف الأمة حول هذه البقعة المباركة وتأخذ بحكمة ورأي قادتها فيتم تحميلهم كامل المسؤولية عما يجري للأمة ظلماً وعدوانا؛ فالراعي يسأل عن رعيته ومن يدين له بالطاعة والولاء ولا يحاسب عما سواه.

فيتم تحميل المسؤولية لغير المسؤول، ويتم اتهام غير المفروض به أن يتهم ويتم وضع أسباب للفشل غير الأسباب الحقيقية: فماذا يستطيع أن يقدم قائد لرعية غير ملتفة حوله ولا تأخذ برأيه ومتمردة عليه، وتطعن به وتحقد عليه وتعتبره متآمر وعدو : فهل من العقل والمنطق والإنصاف تحميل هذا القائد مسؤولية ما يحصل لهذه الرعية التائهة ؟ الصحيح أن تلتف هذه الرعية حول هذا القائد وتطيعه وتأخذ بحكمته ورأيه، وبعد ذلك يتم تحميله المسؤولية عما يجري لهم.

مقالات أخرى للكاتب