عرض 1000 كتاب مترجم حديث وشاركت بها 10 جهات حكومية وخاصة

الجناح السعودي بمعرض فرانكفورت الدولي للكتاب .. مرآة المملكة لمخزونها الثقافي الكبير وتراثها العريق

الجزيرة - عبد الله أبا الجيش:

افتتح الدكتور عبدالرحمن بن حمد الحميضي الملحق الثقافي بجمهورية ألمانيا الاتحادية جناح المملكة العربية السعودية المشارك بمعرض فرانكفورت الدولي للكتاب في دورته السادسة والستين وذلك بحضور عدد من الأدباء والمثقفين وممثلي الجهات الحكوميَّة والخاصَّة المشاركة بالجناح ومجموعة من الطلبة المبتعثين والزائرين، وبمشاركة أكثر من ثماني جهات حكومية وخاصة تمثلت في كل من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ومعهد الإدارة العامة ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف وجامعة الملك عبدالعزيز وجامعة أم القرى وجامعة الملك سعود ومكتبة الملك فهد الوطنية ومكتبة الملك عبدالعزيز العامة إِذْ قام الحميضي بجولة في الجناح اطلع فيها على الاستعدادات المبذولة بدءًا بالتصميم الخارجي للجناح الذي روعي فيه جماليَّة المنظر وكبر المساحة، حيث اكتست جدرانه بلوح وصور تعريفية عن المملكة باللغات الألمانية والعربيَّة والإنجليزية وتفقد سعادته ما تضمنه محتوى الجناح من العديد من الإصدارات القيمة التي جذبت القارئ الألماني، بالإضافة إلى الفعاليات المقامة على طول أيام المعرض التي شملت بموضوعاتها جميع شرائح المجتمع، ومن ثمَّ أقيم حفل الاستقبال المقام بهذه المناسبة الذي ابتدأ بكلمة من الدكتور عبدالرحمن الحميضي التي رحب فيها بالحضور وممثلي الجهات الحكوميَّة والخاصَّة السعوديَّة الأخرى والزائرين، مؤكِّدًا أن المملكة تحرص على التواجد والتمثيل بكلِّ محفل ثقافي وأدبي لعرض ما تزخر به الثقافة الإسلاميَّة والعربيَّة من العديد من المعارف والعلوم التي تقبل عليها مختلف المجتمعات بالعالم، منوهًا إلى أن مشاركة المملكة هذا العام بمعرض فرانكفورت الدولي روعي فيها أن تخرج بحلة جديدة ومميَّزة مغايرة تمامًا لمشاركتها السابقة وذلك لما تحتمله التنافسية بالمجتمع المعرفي وأن التجديد والتحديث لهو المعيار لاستقطاب أكبر عدد من الزوار وبناء شراكات جديدة مع مختلف المؤسسات العلميَّة وذلك تنفيذًا لتوجيهات مقام وزارة التَّعليم العالي ممثلة بمعالي الدكتور خالد بن محمد العنقري وزير التَّعليم العالي على تمثيل المملكة على أفضل وجه في مختلف المحافل موجهًا الدكتور الحميضي الشكر لمعاليه على دعمه اللا محدود ومتابعته المستمرة لمختلف المهام الثقافية والأكاديمية المناطة بالملحقية مشيداً بهذا الجهد المتميِّز المبذول في الجناح الذي أدَّى لاستقطاب وجذب أعداد هائلة وكبيرمن الزوار، منوهًا إلى أن الأمر يدعو للتنافسية لجذب القارئ والأديب وهذا ما حققته المملكة في كونها منارة للعلم والمعرفة. وأقيمت خلال أيام المعرض العديد من الندوات وورش العمل التي لاقت حضوراً لافتاً من الزوار كما قامت الملحقية الثقافية بإنتاج وطباعة الإصدارات العلمية والثقافية والأكاديمية التي تعكس إنجازات المملكة وتطورها في عالم النشر العالمي، مما جعل الجناح السعودي في أولوية المستقبلين لرواد وزائري المعرض وساهم في أن يضم هذا المعرض العالمي كتباً ومطبوعات ومؤلفات سعودية غالبيتها باللغة الألمانية. واحتل جناح المملكة مكانًا بارزًا في المعرض على مساحة تتجاوز المائة وخمسين مترًا مربعًا حرصت الملحقية الثقافية بجمهورية ألمانيا الاتحادية بوصفها الجهة المشرفة على الجناح فيه على أن يتواءم مع المناسبة بما يعكس الأنشطة الثقافية السعوديَّة باختلاف قنواتها في مجالات النشر والفنون والتراث؛ حيث خصص لمجال النشر مساحة واسعة لقسم معني بالإصدارات في الأدب، والعلوم، واللغة العربيَّة، والتاريخ، والجغرافيا، والكتب العلميَّة بالإضافة إلى إصدارات المناسبة التي تشكّل مجموعة من الكتب المنتقاة التي تمَّت ترجمتها إلى اللغات الحية كالألمانية والإنجليزية وتركز على الموضوعات التي تهم القارئ في ألمانيا وتبرز القواسم المشتركة بين الثقافة السعوديَّة والألمانية. أما قسم الطفل فضم قصصًا للأطفال وعددًا من الألعاب التعليميَّة التي تهدف إلى تنمية مهارات الطفل اللغوية والعقلية، كما احتوى الجناح على قسم للرسوم واللوحات الفنيَّة المتخصصة، كما تحتوي تلك المساحة على قسم خاص يتَضمَّن مجموعة منوعة من الصُّور والخرائط والوثائق التي تحكي تاريخ المملكة.

وعلى امتداد أركان الجناح تَمَّ تصميم قسم بارز يلفت انتباه الزوار بتشكيلة واسعة من اللوحات التشكيلية لأبرز فناني المملكة بمدارسهم المختلفة. وشهد جناح المملكة زيارة العديد من الشخصيات البارزة أتى بمقدمتها سمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي حاكم إمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة ووزير الإعلام العماني وعدد من السفراء بألمانيا كسفير مملكة البحرين وسفير جمهورية مصر العربية. كما قام مدير معرض فرانكفورت الدولي للكتاب السيد يورجن بووس بزيارة الجناح مثنياً على ركن الأطفال بالجناح الذي ضم عشرين عنواناً من قصص الأطفال المترجمة إلى اللغة الألمانية.كما قامت الملحقية الثقافية بتنظيم حفل توقيع رواية الكاتبة السعودية رجاء عالم «طوق الحمام» المترجمة إلى اللغة الألمانية التي نالت عليها الكاتبة السعودية رجاء عالم جائزة المعرض لأفضل كتاب أجنبي مترجم للغة الألمانية واستلمتها ضمن حفل رسمي بقاعة «استقبال العالم» بأرضية المعرض مع العلم بأن وزارة الخارجية الألمانية هي الداعم الرسمي لهذه الجائزة المرموقة.

وفي تصريح للجزيرة بين الدكتور الحميضي أن مشاركة المملكة هذا العام إنما تأتي امتداداً لمشاركاتها السابقة بمختلف المحافل الثقافية والعلمية بجمهورية ألمانيا الاتحادية مشيراً إلى أن الملحقية الثقافية تحرص دوماً بتجديد نتاجها الثقافي في جميع مشاركتها وتزويد المكتبة العربية بأحدث الإصدارات القيمة المترجمة من الألمانية وكذلك ترجمة المطبوعات العربية إلى الألمانية حيث بلغ عدد الكتب الجديدة التي تَمَّ عرضها هذا العام حوالي ألف كتاب جديد واستقطاب أبرز المثقفين السعوديين الذين تترجم أعمالهم الثقافية إلى الألمانية مزامنة مع هذا الحدث الثقافي المهم وفي الختام كرّم الحميضي المشاركين في الجناح وضيوفه من العلماء والأدباء نظير جهدهم الكبير وأدائهم المتميز، الجدير بالذكر بأن فنلندا هي ضيف الشرف للدورة الحالية من معرض فرانكفورت الدولي للكتاب التي تشارك بعدد مائتي عنوان مترجم إلى اللغة الألمانية وبعدد من المحاضرات والقراءات الأدبية لما يناهز سبعين كاتباً وأديباً فنلندياً. كما تستعرض فنلندا من خلال هذه المشاركة تجربتها الرائد في مجال التعليم والبحث العلمي. ولاقى جناح المملكة المشارك في المعرض إقبالاً من زوار المعرض الذين حرصوا على التعرف على ما وصلت إليه المملكة من ثقافة وفكر وتقدم علمي مما يسهم في تعزيز العلاقات الثقافية والعلمية بين البلدين.

موضوعات أخرى