18-10-2014

يا عاصب الرأس

معالجات الإرهاب تحتاج في هذه المرحلة الدخول على خط صناعة الإعلام، ولا يكفي الإشارة إلى عبارة التغرير واصطياد الشباب بالداخل والخارج، فالإنترنت يكاد تسيطر عليه جماعات من المتطرفين والتخريبيين والطوائف المعادية للخليج ومن المذهبيين الذين يسعون إلى زعزعة أمن المملكة والخليج عبردول ترعاهم بالمال والتقنية والعناصر البشرية المدربة إعلاميا وتقنيا ومهنيا، هناك مساحة في الفضاء والإنترنت وتحديدا في التواصل الاجتماعي النصي والفيديو تستفيد منها المنظمات الإرهابية ويعملون بحرية دون رقابة عبررسائل في الوسائط والبريد الالكتروني والوتس أب والتغريدات وحتى عبر المحطات التلفزيونية، في حين يشكل الإعلام الحكومي من وزارات الإعلام ووكالات الأنباء الخليجية والمحطات الحكومية وشبه الحكومية -تشكل - نسبة عالية من حجم المادة الإعلامية المنشورة، وتشكل ثقلا ماليا وبشريا إذا أدخلنا معها إدارات الإعلام والعلاقات العامة في الوزارات، إضافة إلى المتحدثين الرسميين بقطاعات الدولة. وفي المقابل يتفوق في بعض الحالات إعلام داعش على الإعلام الخليجي، فلو أخذنا أهزوجة (يا عاصب الراس وينك) التي كانت موجهة بالأساس ضد الإرهابيين من داعش تم استلهامها وأعيدت لصالحهم، ارتبطت بمظهرهم الذي حولوه إلى ثقافة خاصة بهم، بل جعلوا مظهرهم جاذبا للأعمار السنية ما بين (18-25) سنة وبرمزية يختصون بها تناسب الثقافة المحلية لهؤلاء الشباب الذين تستهويهم حياة الصحراء وروح التمرد، تقوم مفرداتها على: عصبة رأس على شعر مجدول، وثياب رمادية، وسيارة دفع رباعي مكشوفة، يتأبطون سلاحا رشاشا، ويتحدثون بروح قتالية.

هذه الصورة والرمزية لداعش فشل الإعلام الخليجي في كسرها -الإعلام الخليجي- الذي أصبح في بوتقة واحدة تستهدفه داعش ومنظمات إرهابية عديدة لكن أبرزها داعش والقاعدة وخلايا أخرى نائمة ومنظمات وجماعات عدة تدعمها إيران، والسؤال المقلق كيف فشل الإعلام الخليجي في كسر وإذابة شخصية (عاصب الراس) في إعلامه وجعلها صورة معطوبة في ذهن هذا الجيل الذي ما يزال على مقاعد الدراسة ويتغذى من المادة الإعلامية التي تصله عبر جواله.

هناك أموال كثيرة تصرف على الإعلام الحكومي عبر إدارات الإعلام والعلاقات العامة والقنوات التلفزيونية الحكومية وشبه الحكومي لكنه إعلام غير مؤثر وفاعل في ذهنية الشباب في المدارس والجامعات، فالمغرر بهم لم تعد كافية إذا لم تتحرك أجهزة الإعلام وتعمل على إسقاط رمزية ثقافة وأجندة (يا عاصب الراس).

مقالات أخرى للكاتب