18-10-2014

(سيلين) و (يوزي) !

بات من القطعي أهمية وجود (كاميرات مراقبة) في كل مكان، فمن معايير تطور الدول، ورقي المدن، كثرة انتشار هذه (الكاميرات) في شوارعها ومحلاتها ومطاعمها.. الخ، كجزء من الثقافة العصرية والعالمية، ومن المؤسف أن هذا (المعيار) يبدو متأخراً جداً في (ثقافتنا) ؟!.

المسألة لا تخص (الجهات الأمنية) وحدها، كاميرات المراقبة اليوم ضرورة حتى داخل (المنازل) لتوثيق ما يحدث؟ وضمان سلامة الأسر، خصوصاً وأن الاطلاع على تفاصيل ما يتم (تصويره) يبقى حصرياً للعائلة، لمراقبة (أمن المنزل) والمتواجدين فيه، لو كان في منازلنا كاميرات مراقبة، لتمت الاجابة على الكثير من الأسئلة الغامضة، وتم فك العديد من الألغاز، لنأخذ (جرائم الخادمات) مثالاً ؟!.

ولنبدأ من بيروت حيث كشفت تسجيلات كاميرات منزل عائلة الطفلة (سيلين) حقيقة مقتلها على يد خادمتها الإثيوبية (خنقاً)، الحقيقة كانت صادمة للعائلة، قبل أن تكون صادمة (للمجتمع اللبناني) الذي تابع ما بث على الهواء مباشرة في (ليلة حزينة) ومبكية عبر التلفزيون، روى فيها الوالدان تفاصيل ما جرى، في القضية التي شغلت (الرأي العام) و ثارت حولها العديد من الأقاويل ؟!.

صور الفيديو كانت واضحة جداً ومؤلمة وقطعية وسط حديث (راكان) والد (سيلين)، وصعوبة تعليق والدتها داخل الأستوديو، على طريقة مقتل طفلتها على يد (خادمتها) التي تعلقت بها (الصغيرة) على مدى 4 سنوات!.

الجريمة كانت واضحة أمام المجتمعين (اللبناني) و (الأثيوبي) وكل من شاهد التلفزيون، إنها (جريمة قتل) مع سبق الإصرار والترصد، والغدر بحق طفلة (نائمة) في سريرها حتى الموت !!.

لنعود (لجرائم الخادمات) في مجتمعنا، لا توثيق، لا تصوير، اتهامات يقابلها نكران حتى في تلك التي يتم يقع فيها (القتل)، لو كان من ثقافتنا وجود (كاميرات مراقبة) داخل منازلنا، لحسمت المسألة، ولم يعد هناك طريق (لتشكيك) في جرائم (الخادمات) من قبل أي مجتمع تنتمي له الخادمة !.

ربما لا تمنع (الكاميرا) وقوع الجريمة في بعض الأحيان، ولكنها حتماً تضع النقاط على الحروف، كما حدث في قصة (سيلين) و خادمتها (يوزي)؟!.

وعلى دروب الخير نلتقي.

fahd.jleid@mbc.net

fj.sa@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب