خاطرة

غدير الشميمري

هدوووء وطقس بارد ويدان صغيرتان تلتف على عنقي، تنبّهت لوهلة، إنها يد ابنتي الصغيرة وإذا بصوت صاخب يصدر رنيناً مزعجاً، إنها الساعة الثانية ظهراً معلنة تمامها، احتضنت ابنتي بقوة أدركت أنها نعمة.. أدركت أنها شيء جميل لم أخطط له أو أحلم به في سجل أحلامي.

قفزت ابنتي من أحضاني فزعت لبرهة، كسر فزعي صوت تزاحم مجموعة المفاتيح التي تعود لزوجي في ميداليته الثمينة التي أهديتها إيّاه في ذكرى عزيزة، أخذتْ ابنتي تردِّد بابا جا بابا جا، وارتمت في أحضان والدها، في هذه اللحظة غبت أنا عن الوعي، نعم فأنا لست معهما، أنا في منظر لن يغيب عن مخيلتي ما حييت، أنا الآن أسمع صوت مفاتيح والدي على الباب، أسرع لأرتمي بأحضانه، أنظر إلى يديه وماذا يحمل بهما لي من الحلوى والهدايا.. لكن لحظة غدير غدير ياااااه إنه قبل أربع وعشرين سنة.

أعاد لي الزمن واقع طفولتي، وها هي ابنتي أمامي تعيد لي ذكريات زمن بعيد .. ربِّ اجعلها وأخيها قرّة عين لنا، واحفظ لي والديّ وأطل في أعمارهما على طاعتك.