19-10-2014

قيدك المباح..!

تنظر في الفضاء الشاسع من نافذة أسطوانة معدنية مستطيلة..

تعاود النظر لمن حولك يقتعدون جلوساً فوق مقاعدها..

بعضهم يلتهم طبقاً ساخناً تعبق لذائذُه أنفَك..

وبعضهم يلتهم عناوين الصحف..!

والمضيفون على أهبة استجابة ذهاباً..، وإياباً بآنيات القهوة، والشاي..

في الطائرة للقهوة مذاقها في المطارات..!!

ثمة خي من وميض ينبعث في جوفك راهجاً مفعماً..!!

تلهب حنيناً لشيء ما ربما يعصى عليك التقاط خيوطه في عجالة سرعة مئات الكيلوات..، وأنت قد زججت نفسك سجين هذه العلبة المعدنية لساعتين وأكثر، أو أقل..!

تتلمس صدرك ألا تزال رئتاك تعملان..؟

أنفاسك التي اختلطت بزخم القهوة ألا تزال تدفق إلى جوفك بالحياة..،؟

وتخرج ببقايا قد تفسدها فيك..؟!!

أنت سجينٌ داخل هذا الامتداد الفضائي اللا محدود أفقه بإرادتك تبيحُ قيدَك..!

أنت عجيب أمرك أيها الإنسان..!!

أسئلتك الكثيرة رهن صدرك، وإجاباتها اللا محدودة رحب المدى...!

أشحتُ عن النافذة وجهي..، عينيَّ ومخيلتي..، وطويت المدى فيَّ عميقاً هناك.. هنا...!

كنت عائدة من موت..، غير أن وجوه الذين حولي ذكّرتني بالحياة..

أخذت كوب القهوة، وأفرغت في الورقة بَوحي..!!

عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855

مقالات أخرى للكاتب