19-10-2014

(كاريكاتير) سعودي !

خلال الأسبوعين الماضيين نظمت (ثلاث) جامعات خليجية في البحرين والإمارات والكويت (محاضرات) ولقاءات مباشرة بين (فناني الكاريكاتير) وطلاب وطالبات هذه الجامعات، الهدف هو التعريف بهذا الفن الذي يعد (مقالة هامة) استبدلت فيها الأحرف بالخطوط والرسومات، كونها المقالة (الأصعب والأهم) في الصحافة العالمية اليوم للحديث عن القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية!.

صحافتنا السعودية لم تكن بمعزل، (فرساموا كاريكاتيرتها) منذ انطلاقته من خلال علي الخرجي ومحمد الخنيفر وحتى الآن كانوا وما زالوا مفصلاً هاماً، في تحقيق أرقام توزيع مرتفعة لصحفهم، حيث ساهمت هذه (الرسومات) في حصول السعوديين على هامش أكبر في (النقد والتعبير) عن بعض القضايا الاجتماعية، لأنه كان يجوز لها ما لا يجوز لغيرها، كونها تقرأ من كل شخص (حسب رؤيته وتفسيره) للشخصيات والأحداث التعبيرية المرسومة، فقد ساهموا في صنع قبول (للكاريكاتير السعودي) الذي ينتقد الكثير من (الممارسات الخاطئة) في المجتمع، بل وتجاوزوا الرصد والنقد إلى تقديم بعض الحلول في مساحة تعبيرية (ساخرة ومبسطة) تعتمد على التعليق (بلغة عامية) مفهومة ومتماشية مع الفكرة!.

السؤال الأهم (ماذا قدمنا لهؤلاء النجوم)؟! فلم نسمع يوماً عن تكريمهم من قبل جامعات سعودية استضافتهم، للتعريف بفنهم، و قراءة تجربتهم، كتجربة فريدة امتدت لعقود كان فيها (الرسم محرماً)، ورسام الكاريكاتير (مُفسداً)..؟!.

(الكاريكاتير) لغة عالمية، تفهمه كل الشعوب، لا يحتاج إلى تفسير طالما أنه يعتمد على الرسومات والشخصيات، والأمر لم يولد مع الصحافة الغربية أو العربية التي تتنافس اليوم بمهارة (فنانيها) لترجمة الأحداث وقراءة الواقع (بالرسوم)، فهو (سلاح ناعم) للدفاع عن الحق والتعبير عن الصواب، كان معروفاً منذ (البشرية الأولى) بصيغ مختلفة قبل أن يصل الإنسان إلى لغة التخاطب، حيث كانت الرسومات هي وسيلة التعبير والتواصل (لإنسان) تلك الحقبة!.

أشعر بالخجل أننا لازلنا متأخرين حتى في جامعاتنا، عن فهم فن الكاريكاتير الساخر (كفن راقٍ)، يقدم (نقداً لاذعاً)، يجعلك تبتسم بحرقة على (واقعك المرير)؟!.

وعلى دروب الخير نلتقي.

fahd.jleid@mbc.net

fj.sa@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب