Sunday 19/10/2014 Issue 15361 الأحد 25 ذو الحجة 1435 العدد
19-10-2014

بين حزب الله في لبنان وناصر الله في اليمن!!

مسمَّيات خادعة ومضلِّلة، وليس لها في توجهاتها من اسمها أي نصيب، تطرح نفسها -هكذا- اسماً جميلاً وجاذباً ومحبباً إلى النفس، لكن ما تفعله وتمارسه على الأرض يأتي على النقيض من ذلك، فأعمالها وسلوكها -يتسمان- بدرجة عالية من العمل الإرهابي المكشوف، كما أنّ ما تفعله وتمارسه في عقول السذج والجهلة، إنما هو ثقافة معادية لتعاليم الله، ومتناقضة مع نصوص القرآن وتفاسيره وسنة النبي الكريم محمد بن عبدالله.

***

ففي لبنان فقد الناس الاستقرار والوحدة والأمن والأمان، وظل هذا البلد الجميل بعمقه الثقافي وتعايش طوائفه ومذاهبه ودياناته وقومياته على كف عفريت بسبب ما يسمَّى (بحزب الله) الذي أصَّل الكراهية والتفرقة بين الناس، وأشاع ثقافة العنصرية، وباع مصالح الوطن على حساب استملاء رضا المخطط الإيراني الذي لا يرحم.

***

مثله في ذلك اليمن السعيد، الذي أشاح -أو كاد- بوجهه عن أمته وعروبته وتاريخه المشرف، وودَّع سنوات العطاء والجمال حين أهدى حزب آخر هذا التاريخ الجميل إلى من يريد إخفاءه بخلق نزاعات بين قبائله ومذاهبه، حيث ظهر ما يسمى (ناصر الله الحوثي) بأطماعه وطموحاته وعمالته يؤدي هذا الدور المشبوه لإيران أيضاً، مما وضع مستقبل اليمن ومصالحه على المحك، فيما يستمر هذا الحزب يروج لثقافة غريبة على المواطن، بأمل التأييد لمخططه وتوجُّهاته وصولاً إلى الحال الذي وصل إليه اليمن.

***

هكذا هي بعض الدول المغلوب على أمرها، والتي تستسلم لنزوات الجهلة من مواطنيها، تتقاذف مصالحها الخيانات وعدم الإخلاص والتخابر والتعاون مع الخارج، يغريها المال والوعود وحب الذات وترجمة كل ذلك على حساب تقويض الدولة والقضاء على كل ما هو جميل فيها، وبيننا وأمامنا وما هو مكتوب وموثّق أمثلة حية على ذلك، فها هي مصر حين كانت في عهد الإخوان المسلمين، والمالكي وحكومته على مدى ثماني سنوات في العراق، مثالان صادمان على الممارسات التي لا تعير مصالح الدولتين بأي شيء أمام تنفيذ أجندة غريبة على الناس، ولا تسألني عن سوريا بشار الأسد، فهو يختصر لي ولكم المأساة التي لا يمكن لروسيا أو إيران تجميل صورتها بعد كل هذه الدماء الزكية والهدم الممنهج وتفريغ البلاد من نبض الحياة.

***

أكتب هذا، مهموماً بما أراه، خائفاً مما أتوقعه، متسائلاً بألم عن حجم المؤامرة الكبرى القادمة، بعد أن يتوقف صوت الرصاص في سوريا والعراق وليبيا والصومال، وهو ما يعني أن على أمتي، على امتداد الوطن العربي الكبير، أن تستيقظ من نومها الطويل، وتحافظ على مصالحها، وتؤمن بحق الجميع في أن يعيشوا حياة حرة كريمة لا يلوثها حزب عميل، أو تستغلها عناصر خارجة على القانون، أو أن تستدرج إلى فخ الدفاع عنها بالاستعانة بالخارج لتحقيق نصر لن يكون، ولن يأتي بكل تأكيد إلا أن يشاء الله.

مقالات أخرى للكاتب