بعض الأحياء تدفع ثمن «الزحام»

تعقيباً على بدء العمل في مترو العاصمة أقول من دون أدنى شك أن مشروع النقل الذي أمر به خادم الحرمين الشريفين ليغطي أهم المدن والقرى بربط حضاري مدروس، حظي بتغطية إعلامية وافية في صفحات الصحف ووسائل الإعلام الأخرى وكانت التغطية توضح مراحل المشروع ومدد التنفيذ ومواقع التنفيذ وأسلوب التنفيذ لما يحتويه من باصات نقل عام وقطارات داخل المدن وخارجها، ومن خلال هذا الطرح سألقي الضوء على مشروع مترو العاصمة الرياض.

كان ذلك المشروع عبارة عن حلم لأهالي الرياض خاصة الذين يعانون من ازدحام المركبات حول أحيائهم إيماناً منهم بأن مشروع النقل سيكون هو الحل السحري للقضاء ولو بشكل جزئي على الاختناقات المرورية، لكن القشة قصمت ظهر البعير لأن موعد تنفيذ مشروع المترو خاصة شمال العاصمة الرياض قد تسبب في إزعاج مستمر نتج عنه كثرة التحويلات وتغيير مسار بعض الطرق، وما زاد الطين بلة أن معظم المواقع شمال العاصمة بها مشاريع أنفاق وكبارٍ تزامن تنفيذها مع تنفيذ المترو وصار الخروج والدخول لبعض الأحياء الشمالية عبارة عن لغز مستمر الغموض لأن الساكن هناك عندما يخرج من منزله صباحاً ويعود في المساء يجد الطريق الذي يسلكه قد تحول مساره، ومن المؤكّد أن تحويل الطرق عن مساراتها يحدث ربكة في السير وازدواجية في تفكير السائق، وعلاوة على ذلك فمعظم أحياء شمال الرياض مليئة بالوافدين الذين فاضت جيوبهم من خيرات هذه البلاد وأصبح كل واحد منهم يمتلك أربع مركبات أمام مسكنه.

سؤال على لسان كل متضرر من ذلك المشروع النافع موجه للهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض لأن حديث المجالس يقول طالما أنكم تعرفون بموجب ما لديكم من مخططات للمشروع عن مدى تأثير مراحل تنفيذ المشروع على انسيابية سير المركبات، لماذا لم يسبقه وضع غرامات مالية بمبلغ لا يقل عن 5000 ريال لكل من يستخدم الجوال أثناء القيادة وغرامة مثلها لمن يمتهن تظليل زجاج مركبته ويعرقل السير بسرعة بطيئة ولماذا لم يصدر نظام حاسم تبلغ به شركات الليموزين بأن من يمتلك مثلاً 300 مركبة فإن عليه اختصار ذلك العدد بـ50% ولماذا لا تعود حملات المرور على المركبات لقديمة والمشوهة لإيقافها ومصادرة التالف منها وإعادة النظر في الدراجات النارية صغيرة الحجم التي صارت وسيلة إيذاء يستخدمها العمالة لإيصال الطلبات من البقالات ويسلكون بها ممرات المشاة ملوِّثين بها أجواء تلك المواقع ومشكلين بها خطورة مستمرة على العوائل والأطفال.. والأسوأ من ذلك أن معظمها بدون لوحات ويمكن أن تستخدم للسرقة.

ختاماً أوجه ندائي لذلك الشاب المتحمس صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ورئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض وأقول لسموه إن كثرة التحويلات في الشوارع العامة والداخلية بشمال الرياض والتي وصلت بعدما ثم البدء بمشروع المترو أصبحت مؤذية جداً وتسبب في تعطيل الناس عن أعمالهم وأملي من سموه الكريم التوجيه لجهات الاختصاص بإعادة النظر في ما اقترحته في هذه المقالة، وفي الختام أدعو الله ويدعو الله معي كل مواطن مخلص أن يرافق النجاح كل مشاريع التطوير لكافة أرجاء البلاد، والله من وراء القصد.

إبراهيم محمد السياري - الرياض