21-10-2014

(لقاح البطولة)

دوماً تتردد تلك العبارة عندما يمر الفريق المرشح لنيل بطولةٍ ما بخسارة مفاجئة (أو غير مفاجئة)، وهو في عز اشتعال مراحل الحسم.

خسر الهلال من الشباب دورياً، والحلم والهاجس كله لقب آسيوي غاب عن معقل الذهب لفترة طويلة. تلك الخسارة والتي بلا شك أتت من فريق كبير كالليث، يستطيع الهلاليون وحدهم فقط جعلها لقاحاً للبطولة أو تمريرها كمسكنٍ لألم جرح لم يبرأ بعد، بل ومن الممكن توسيعه بشكل كبير.. فالعاقل وحده سيجعل منها عبرة ودرساً قيماً يتلافى من خلاله جملة الأخطاء التي وقعت على أرض الملز في تلك الليلة.. فتجاهل الهزيمة وكأنها لم تحدث، قد يُوقع الهلال في نفس الأخطاء مرة أخرى في لقاء ليس من السهل تعويض زلاته إن حدثت - لا قدر الله -.

ومسيرة الهلال في هذه النسخة الآسيوية تثبت للفريق نفسه قبل متابعيه، أن الحسم دوماً يكون ذهاباً لا إياباً.. فلا مجال لسرحان دفاعي يطل برأسه في أجزاء مختلفة من اللقاء جعلت من (الصقر) يُواجه مرمى السديري في أكثر من فرصة.. ولا مجال أيضاً لبرود هجومي لا يتعامل مع كل فرصة تهديف بجدية بالغة وكأنها فرصة العمر التي من الممكن أن لا تتكرر.. لا نطالب ريجي بتقريع اللاعبين وسلب تميزهم في عمر هذه البطولة بسبب خسارة دورية، ولكننا نطالبه بالتمعن في نقاط مفصلية في لقاء الشباب من الممكن أن تتكرر في مواجهتي النهائي القاري، وتعليق جرس خطورة تكرارها في أذهان لاعبي الفريق ليتم اجتنابها بعد توفيق الله.

ومن ناحية أخرى، نرى ارتفاعاً مرعباً في مستوى التوتر في الوسط الرياضي.. فنصف هذا الوسط بدأ بالتوتر حرصاً على البطولة وخوفاً من ضياعها في الرمق الأخير.. وهذا ما نراه جلياً في أحاديث الهلاليين ومن ناصرهم من طامعين بلقب سعودي جديد على مستوى القارة، أو من منصفين يرون أن من الظلم عدم تتويج هذه المسيرة الزرقاء بكأس البطولة.

وفي الجانب الآخر ازداد توتر الكارهين للهلال والذي بدأ بالبروز علانية على شاشات التلفاز ومواقع التواصل الاجتماعي، بالتزامن مع اتساع فتحات (منخل) تنقيح العقليات التي يحق لها تصدُّر المشهد الرياضي، وضيق أنفس البعض عن إخفاء حقده وحسده.. قلناها سابقاً وسنعيدها مرة أخرى، لا نطالب أحداً بتشجيع فريق منافس والدعاء له بتحقيق لقب ما.. لكن ما نطالب به ويجب تطبيقه وبقوة على الكارهين، هو لجم كباح تصريحهم بالكراهية وزيادة رقعة الاحتقان الآخذة بالنمو السريع في نفوس الشباب ومحبي كرة القدم.

لا يُوجد أي سبب منطقي للتصريح بتمني فوز سيدني الأسترالي باللقب على حساب الهلال، سوى التنفيس عن تلك النيران التي تعتمل في قلوبهم تجاه الزعيم.. ولكن يُوجد ألف سبب صريح يجبرهم على الاكتفاء بعبارات مؤدبة تجاه الحدث أو الصمت عنه تماماً.. فبالأخير لو حقق الهلال اللقب بمشيئة الله وبعد توفيقه، فسيضعون أنفسهم في موقف محرج جداً ويكونوا بذلك خسروا بقايا الاحترام وزادوا أنفسهم غلاً وحقداً بلا داع.

بقايا

- هدف الشباب في مرمى الهلال وفي ذلك الوقت القاتل هو تكرار لأهداف كثيرة ولجت مرماه في مناسبات عدة. ارتباك حارس يؤثر على مدافعين فينتج عنه هدف.. بعبارة أخرى: هدف شبابي بصناعة هلالية.

- محزن شكل ذلك الذي ذاع صيته كحاقد أكثر منه كلاعب وهو يواجه بعبارات التندر والسخرية من إخواننا الخليجيين وعلى الهواء مباشرة.. فمن كان زاده الحسد، فلن يستمتع بشيء أبداً.

- نيفيز مطالب أكثر من غيره بتقديم صورة مغايرة عن ما قدمه فيما مضى من لقاءات.. التأثير الحقيقي من نجم بقيمته ليس بمطلب فقط، بل هو واجب يجب الإيفاء به.

- صورة الأسبوع بلا جدال هي صورة الأمير عبد الرحمن بن مساعد في الطائرة المتجهة لسيدني.. تلك الصورة يجب أن ترسخ في أذهان اللاعبين في كل دقائق اللقاء.

خاتمة

لا تحسبن المجد تمراً أنت آكله

لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا

(حوط بن رئاب الأسدي)

@guss911

@ghassan_alwan

مقالات أخرى للكاتب