23-10-2014

هيئة الطيران ونصائح موقع دليل النوم!

لو كنت مكان المسئــــولين في هيئـــة الطيران المدني لبـــادرت لتقديم الشكـــر الجزيل والفوري للقــائمين على الموقع الإلكتروني المسمى بـ»دليل النوم في المطارات» ليس بسبب تصنيفه لمطار الملك عبدالعزيز بجدة في المرتبة الثانية ضمن أسوأ عشر مطارات دولية بعد مطار إسلام آباد وهو التصنيف الذي أثار الهيئة بمن فيها، ولكن لكمية الملاحظات والنصائح التي قدمها للمسئولين بهدف تطوير المطار وتهيئته ليكون مريحا للركاب خاصة في أوقات الراحة والنوم، وبالذات المطارات الدولية الكبرى، تلك المطارات التي تستقبل يوميا مئات الرحلات الجوية ناهيك عن مطار ضخم كمطار الملك عبدالعزيز الميناء الجوي الذي يستقبل سنويا مئات الآلاف من حجاج بيت الله الحرام، وهو واجهة لا بد أن تكون مشرفة لبلد مرموق مثل المملكة العربية السعودية.

الموقع لم يتحدث عن الرحلات المتأخرة ومواقف السيارات وصيانة الطائرات وخدمات العفش وغيرها من العناصر التي يعاني منها معظم المسافرين، وإنما تطرق لأمور تتعلق بالراحة البدنية والنفسية للمسافر مثل الازدحام ومستوى الراحة وأماكن الجلوس ودرجات الحرارة المرتبطة بجودة التكييف ووسائل الترفيه كأماكن الطعام المفتوحة طوال اليوم، وتوافر خدمة الواي فاي ومستوى النظافة، وخدمة العملاء المتمثلة في معاملة الموظفين، وكلها عناصر في جودتها وتكاملها تشعر المسافر بالارتياح التام ليستمتع برحلته.

الحقيقة استغربت كثيرا ردة فعل الهيئة من تشكيكها أولا في الموقع ودقة الترجمة وثانيا فتح التحقيق ليس من أجل تحديد السلبيات ومعاقبة المقصرين إن وجدوا وإنما من أجل معرفة أسباب ودوافع الموقع رغم أنه موقع يعتمد على تصويت المسافرين من خلال البصمة، وثالثا اصدار بيان لتوضيح الحقائق بناء على التحقيقات التي ستقوم بها الهيئة «منها وفيها»!

في نظري الأمر لا يستدعي من الهيئة أكثر من مطابقة الملاحظات على مطار الملك عبدالعزيز الدولي للتأكد من وجودها فعليا ثم إصلاح الخلل إن وجد. مثل هذه الملاحظات كان الأولى من هيئة الطيران أن لا تنتظرها من مواقع من خارج المملكة أو حتى من داخلها فلو صممت استبيانا يوزع في كل المطارات الدولية والمحلية ويطلب من كل مسافر تعبئته للإجابة على تساؤلات مغلقة حول مستوى الخدمات التي تقدمها المطارات ثم تجمع وتحلل لأمكنها معرفة كافة الثغرات والسلبيات وبالتالي إصلاح الخلل وتطوير العمل في مطاراتنا لمستوى يرقى لذائقة كافة المسافرين.

من خلال سفري عبر مطارات المملكة للداخل أو الخارج لم ألاحظ عمليات توزيع استبانات لرصد ملاحظات المسافرين الإيجابي منها والسلبي رغم أن هذه الخطوة الأولية من بديهيات العمل التطويري إلا إذا كان لدى الهيئة قناعة بمستوى ما يقدم من خدمات عبر مطاراتها المنتشرة في المملكة! أيضا ما أورده موقع دليل النوم من ملاحظات هي معروفة لدى الكثيرين وربما لا يختلف عليها اثنان، لكن الاختلاف في نوعيتها من مطار لآخر. الازدحام لا يخلو منه أي مطار، ووسائل الترفيه شبه معدومة في غالبيتها ومنها خدمات الانترنت، بل إن راكب الدرجة الأولى في بعض المطارات لا يجد مكانا مستقلا مجهزا لركاب هذه الدرجة نظير ما يدفعه من مبالغ!

أتمنى أن يكون تعامل الهيئة إيجابيا مع ملاحظات الموقع لتطوير المطار. على الأقل تعتبر هذه الملاحظات رغم قسوتها وألم التصنيف قد وردتها من أحد الركاب وما أكثرهم!

Shlash2010@hotmail.com

تويتر @abdulrahman_15

مقالات أخرى للكاتب