23-10-2014

«عبدالله القاضي» يطالبنا أن....!!

بمقتل ابن الوطن «عبدالله القاضي» رحمه الله وأنزله مع الشهداء، في ظروف غامضة لم يتم اكتشافها إلا بعد شهر من اختفائه, وفي أمريكا التي يفترض أن تكون الإجراءات البحثية, والتعقبية الأمنية فيها أسرع..، يتبدى لنا أن نعيد التفكير فيما تقدمه القنصليات, والملحقيات التعليمية بل الثقافية أيضا للمبتعثين من إرشادات, وشروح عن طبيعة الأمم التي يضطرن للتعايش معهم فترة الدراسة, ومتابعات دقيقة لأمورهم وعلاقاتهم, ولا بأس من حصر لمقتنياتهم وتوالي تقديم التعليمات لحمايتهم.., واستمرار الحرص على ربط العلاقات بينهم وبين هذه الجهات في جميع شؤونهم المالية وعند عزمهم البيع والشراء لممتلكاتهم، وتحديدا الاطلاع على عمليات الإيداع النقدي في حساباتهم الواردة لهم من ذويهم وطلب تقنينها، وتوجيههم للرجوع إلى المسؤولين عنهم في هذه الملحقيات، والقنصليات، والمشرفين فيها على شؤونهم عند رغبتهم في التصرف ببيع أو شراء بأسعار عالية، وفرض أن يتم ذلك في مقر رسمي فيه مندوب يمثل جهة مرجعية لهم في حالة اضطرارهم, أو منذ البدء يتم اشتراط تحديد المبالغ التي تكون في حساباتهم عند الابتعاث, وإلى أن يعودوا للوطن بهدف الحماية لهم من طمع الطامعين..لأن المدد التي يقضونها في الابتعاث هي للدراسة..

كما هناك ما يدعو وزارة التعليم العالي، وجهات الابتعاث أيا كانت أن تتخذ إجراءات أكثر تفصيلا، وأدق سبيلا لتوعية المبتعثين بما يقيهم الوقوع في مغبة الأخطاء العفوية, بإعطائهم النماذج من أنواع الجريمة في المجتمعات التي يذهبون إليها..,وتحذيرهم من ثم من سبل الإيقاع بهم بحسب طبيعة الشعوب، ومستوى الخديعة في مجرميها.

أو بابتكار خطط أخرى لهذه التوعية، وللجديد من التعليمات التي تفرضها الحادثة على موقعها الإلكتروني أو سواه..

إن «عبدالله قاضي» الشاب الخلوق، ذو النية الحسنة, خالي المعلومات عن كيد الغادرين، وخطط المجرمين ذهب ضحية.., وأصبح درسا..,

وإن كان فقده قاسيا ليس على قلوب والديه، وأهله بل علينا جميعنا لأن الكل يصبح واحدا عندما يطعن الجسد، أو يلم الخطب..

ولأنه النموذج لمن يتعامل بحسن النية، والظن، والثقة في نزاهة من كان يتربص به، وينوي سرقته باغتياله.. فإن ما حدث له لابد أن يوضع خط أحمر في قائمة التعليمات المستجدة لكل المبتعثين في تعاليم الابتعاث..وفي مناطق الاغتراب المؤقت.

لذا فالعمل الآن سيكون جادا في سفارات المملكة ملحقياتها، وقنصلياتها لوضع التوجيهات, وبنود الضوابط، وتقنين العلاقات بينها، وبين المبتعثين فيما يتعلق بمعاملاتهم المالية, وممتلكاتهم الشخصية..

فأرواحهم صغارنا الطيبون أثمن مما يتلقونه من الخبرات.. مهما كانت أثمانها..!!

وإلا فمحضن الوطن آمن لهم.. دافئ بهم. ولا نريد أن نفزع بغيره بأسباب شبيهة..

فرحمك الله يا صغيري عبدالله القاضي رحمة الأبرار, وجعلك قرة عيون والديك في الجنة، وأنزل عليهما الصبر..

وعلى إخوتك, وأهلك, وكسر جبرهم، وآمن روعهم، وأضاء لك القبر, وأجزل لك العوض في الفردوس والأجر. والعزاء فيك موصول للوطن, ومن فيه.., اللهم آمين.

Alsaggafk@

عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855

مقالات أخرى للكاتب