طمأن أنصار الزعيم على آخر الاستعدادات للمباراة الآسيوية الحاسمة .. رئيس الهلال لـ«الجزيرة»:

متفائلون بتحقيق المنجز الآسيوي الكبير .. وهذا ما قلته للاعبين قبل ذهاب النهائي

سيدني - موفد الجزيرة - عبد الله الحنيان:

طمأن سمو رئيس نادي الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد أنصار فريقه على سير استعدادات الزعيم لخوض مباراة ذهاب نهائي دوري أبطال آسيا التي ستجمعه بفريق ويسترن سيدني الأسترالي بعد غدٍ، مبديًا تفاؤله الكبير بعودة ممثل الوطن بنتيجة إيجابيَّة تضاعف من حظوظه في تحقيق اللقب.

وأبدي رئيس الهلال في حوار مطول لـ(الجزيرة) من مقر معسكر الهلال في سيدني انزعاجه مما يطرح في بعض وسائل الإعلام من تمنيات علنية لخسارة الهلال وما أبعد من ذلك

الأمير عبدالرحمن كشف في حواره معنا عن فحوى رسالته التي وجّهها للاعبي فريقه قبل ذهاب النهائي.. وتحدث عن العديد من الأمور التي تهم المتابع الرياضي.. لا نطيل عليكم وإلى الحوار:

- في البداية.. كيف ترى استعدادات الهلال لذهاب النهائي الآسيوي؟

الاستعدادات على قدم وساق، الكل يشعر بالمسؤولية ومدرك لصعوبة المهمة وأهميتها للهلال والكرة السعوديَّة، لغيابها عن تحقيق المنجزات الآسيوية منذ 2005م لا على المنتخبات ولا على مستوى الأندية، فآخر منجز تحقق هو بطولة دوري أبطال آسيا 2005م عندما حققه شقيقنا الاتحاد، ومؤكدًا أن بطولة هذا العام تعد مهمة جدًا للكرة السعوديَّة حال حققها الهلال كما نأمل ونعمل من أجله، فنحن أعددنا العدة ومتكلون على الله، فالجهاز الفني وكذلك الإداري واللاعبون كل يقوم بمسؤولياته ونسأل الله التوفيق.

- يتحدث الكثيرون عن حاجة الفريق لإعداد نفسي خاص لمواجهتي النهائي، هل كان وجودك بجانب اللاعبين للقيام بهذه المهمة؟

كل ما فات «كوم» والقادم «كوم»، برأيي نحن تجاوزنا مرحلة الإعداد النفسي كليًا، المطلوب أن يكون الجميع في قمة تركيزهم - وأقصد بذلك اللاعبين - فالفريق بحاجة لأن يكونوا في حضورهم الذهني والفني المنتظر في الـ180 دقيقة القادمة كون الكرة أصبحت الآن في أقدامهم والآمال كلّّها أصبحت معقودة بما يقدمونه بعد توفيق الله.

- لماذا حرصت على السفر مع الفريق بالرغم من ظروفك الصحية غير الجيدة؟

أنا الآن بخير ولله الحمد وصحتي في تحسن، وبالنسبة لسفري مع البعثة كان واجبًا علي بكلِّ تأكيد كون أمر تحقيق البطولة الآسيوية بحثنا عنه طويلاً واقتربنا الآن منه بوصولنا للمباراة النهائية، حتَّى لو كان بذلك تعب كان لا بُدَّ من التضحية كون المناسبة تتطلب حضوري بجانب الفريق مهما كلف الأمر.

- صاحب وجودك بجانب اللاعبين في دكة البدلاء بالمباريات الحاسمة أثر نفسي إيجابيّ كبير، بعد ذلك، ألم تتنازل عن قناعاتك السابقة بعدم أهمية ذلك؟

أنا ذكرت في الموسم الماضي سبب عدم وجودي وهو عدم رغبة المدير الفني السابق سامي الجابر في ذلك، إِذْ يَرَى سامي بأني عصبي، ولعلكم لاحظتم انفعالاتي في المباريات الحاسمة والمضرة لي شخصيًا، وفي المباريات القادمة لن أكون موجودًا على دكة البدلاء، إلا في المباراتين النهائيتين اللتين نسأل الله أن يوفقنا فيهما.

- ما سر حماسك المنقطع النظير في المباريات الآسيوية الأخيرة؟

طبيعي بأنه كُلَّما اقتربت البطولة الآسيوية يزيد الحماس لدينا جميعًا كإدارة وجهاز فني ولاعبين وأعضاء شرف وجماهير، كوننا تعبنا على إعداد الفريق في المواسم الثلاثة الماضية من أجل المنافسة على كلّ شيء، وإن شاء الله قرب الحصاد.

- خسر الفريق في مباراته الأخيرة أمام الشباب كأول خسارة له هذا الموسم، ألا تخشى أن تلقي بظلالها على مباراتي النهائي؟

أتمنَّى أن تلقي بظلالها بشكل إيجابي، ولا تنسى أن منافسنا الأسترالي خسر أيْضًا آخر مبارياته الدورية، فظروف الفريقين متشابهة إلى حد كبير.

- ماذا عن حظوظ الهلال بمباراة بعد غدٍ؟

أراها 50 في المئة لكل طرف، وسبق أن قلت للاعبين يجب أن نلعب مباراة الذهاب على أنها مباراة النهائي الوحيدة، ولا نفكر في مباراة الإياب ونحاول قدر الإمكان تحقيق نتيجة إيجابيَّة في سيدني، وأن نسعى لتسجيل الأهداف، فإنَّ لم نحقق الفوز سنلعب للتعادل الإيجابيّ وفي حال الخسارة لا قدر الله يجب العمل لتسجيل أهداف، ستجعل من ظروفنا أفضل في مباراة الرياض

- ردد البعض - بهدف وبدونه - أن سيدني ضعيف مستشهدين بحداثة تأسيسه، بماذا ترد؟

فريق سيدني فريق صعب، ولديه نقاط قوة مزعجة لكرتنا في الخليج، وهنا أتحدَّث عن التَّميز بالكرات العرضية والالتحامات البدنية التي غالبًا ما تصب في صالحهم، والتنظيم بالهجوم سويًا والدفاع سويًا، والتَّميز بالكرات الهوائية دفاعًا وهجومًا، والمباراة لن تكون سهلة بأي حال من الأحوال.

- أبدي بعض محبي الهلال خشيتهم على الفريق من سوء أرضيَّة ملعب «الباراماتا» في حال رشه بالمياه، ماذا فعلتم بهذا الشأن؟

تحدثنا مع الاتحاد الآسيوي بهذا الخصوص، وأكَّد أنّه مطابق للشروط والمواصفات المعتمدة لديهم، وسنرى ذلك في التمرين الأخير بوجود مراقب المباراة، وأعتقد أنها لن تكون مؤثِّرة كثيرًا على أداء الفريقين.

- ماذا عنك.. ما الذي تخشاه على الهلال في المباراة؟

أخشى ألا تكون مكتوبة لنا، وأسأل الله أن يكتب لنا التوفيق، ومتأكَّد بأن اللاعبين سيبذلون كل جهدهم لإسعاد جماهيرهم، وتبقى النتيجة بيد رب العالمين، وأنا متفائل إن شاء الله.

- ما الذي لمسته من اللاعبين وأنت بجانبهم في مقر المعسكر؟

لمست منهم حرصًا كبيرًا على تحقيق المنجز الآسيوي الكبير، ولديهم ثقة كبيرة بأنفسهم ونحن نثق بهم كما ذكرت، ومتفائلون بحول الله بإسعاد الوطن وكل الجماهير الهلالية.

- ألا يضايقكم ما يطرح في الإعلام من لاعبين سابقين وإعلاميين محسوبين على الوطن من تمنى خسارتكم؟

أراه يضايق وما يضايق، أنا بالنسبة لي أرى أيّ فريق يمثِّل الوطن يجب مساندته، ولو لعب أيّ نادٍ سعودي مستقبلاً مع نادٍ أجنبي سأشجعه وأتمنَّى فوزه سواء كان النصر أو الاتحاد أو أيّ نادٍ من أنديتنا، وأعتقد أنه يجب أن يكون هذا ديدننا، واللي ما يحب يشجع الهلال من حقه ولاننزع منه الوطنيَّة، لكن على الأقل ليصمت ولا يخرج عيانًا بيانًا ويعلن مساندته للفرق الأجنبية، بل وصلت الأمور من الحقد والتعصب الأعمى لأن يخرج البعض ويدعي بقوله: «عسى طيارتهم تطيح»، ويذهب لمواقع النادي الأسترالي للتسجيل بها وتزويدهم بكلِّ المعلومات الدقيقة عن الهلال، ولا أقول لهؤلاء سوى «الله يعينكم على أنفسكم ويا صبركم عليها»..!

- هل اعتذر لكم رئيس اتحاد القدم أحمد عيد عن عدم حضوره ذهاب النهائي الآسيوي؟

في الحقِّيقة اتصل بي الأخ أحمد عيد واعتذر والتمس له العذر وأرجو من جمهورنا الكريم أن يلتمسوا له العذر كذلك وأن يتجاوزوا مثل هذه الأمور ولا يدققوا عليها، لأن الاتحاد السعودي وأحمد عيد مواقفهم مع الهلال في البطولة الآسيوية طيبة، وسبق أني شكرتهم، صحيح أن هنالك بعض الطلبات طلبناها ولم تنفذ، لكن مجملاً ما عندنا شك أننا في مركب واحد وأنهم يتمنون لنا الفوز وأن هذا نجاح للوطن ولهم كاتحاد سعودي، وأنا أتمنَّى من جمهور الهلال إحسان الظنّ وعدم المقارنة بحضور عيد مباراة الأهلي وأولسان وعدم حضوره لمباراة الهلال وسيدني، لأن الأولى كانت مباراة واحدة، والآن هناك مباراتان، وفي كلِّ الأحوال لا مجال لإساءة الظنّ وسيوجد الإخوان محمد النويصر وأحمد العقيل وياسر المسحل ونحن مكملون لبعض في الأندية والاتحاد.

- ألم يتواصل معكم أحد من إدارات أندية الوطن في إطار الدعم المعنوي قبل النهائي الآسيوي؟

بلى، هاتفني رئيس نادي الاتحاد ابراهيم البلوي، وقبله سمو الرئيس العام لرعاية الشباب، طبعًا سمو الأمير عبد الله كلمني مكالمة شخصيَّة كأخ يطمئن على أخيه وفي نفس الوقت اطمأن على أحوال البعثة وأشكره شكرًا جزيلاً، كما أني قرأت عبر الصحف تمني رئيس نادي الشباب الأمير خالد بن سعد البطولة الآسيوية للهلال وأشكره أيْضًا، فقط هؤلاء من أتذكرهم.

- رصدت إدارة النادي وأعضاء الشرف الداعمين مكافآت ضخمة للاعبين حال تحقيقهم البطولة الآسيوية.. لماذا هذه البطولة بالذات؟

المكافآت أساسًا معلنة من قبل ومدرجة في لائحة خاصة بها، بغض النظر عن مكافأة دور الثمانية «20» ألف، ودور الأربعة «50» ألف، مكافأة تحقيق البطولة الآسيوية معلنة سابقًا وستكون 400 ألف لكل لاعب، هذه في اللائحة، لكن أن جاء خير أكثر يستاهلونه.

- ربط البعض استمرارك في رئاسة النادي بتحقيق البطولة الآسيوية، ماذا تقول وأنت المعني بالشأن؟

استمراري مرتبط بتأمين مداخيل النادي وهو ما سيتحقق بحول الله السنة القادمة أو التي تليها، لكن الأكيد هو أني سأكمل فترة رئاستي ولن أجدد لفترة رئاسية ثالثة

- لماذا؟

- خلاص أعتقد بأني اكتفيت، إضافة إلى أن وضع النادي المادي في الموسم المقبل سيكون ممتازًا، الذي سيليه سيكون قمة في الامتياز وهو ما اعتبره إنجازًا كبيرًا للإدارة بغض النظر عن البطولات.

- ماذا لو قوبل عدم ترشحك لفترة جديدة بضغط جماهيري أو شرفي، هل سترضخ للمطالب؟

هذه نيتي أنا، وهذا الكلام سابق لأوانه، وتفكيري الآن منصب على مباراتي النهائي الآسيوي والجاي يحييه الله.

- لوحظ استعادتكم للشعبية في الأوساط الهلالية بعد العمل الكبير الذي قدمتموه هذا الموسم..

في البداية أشكر جميع من أشاد وإشادتهم محل فخر واعتزاز، لكن في حقيقة الأمر نحن عملنا لهذا الموسم من ثلاثة أعوام كما ذكرت سابقًا، مررنا فيها بظروف متباينة، لكن الفريق تَمَّ بناؤه منذ ثلاث سنوات من تجديد عقود واستقطابات سواء محليَّة أو أجنبية، فبالتالي هذا وقت الحصاد.

- يشيد النقاد ما بين مباراة وأخرى بالإمكانات التدريبية الكبيرة للمدرب ريجيكامب، مؤكّدين أنه خيار موفّق جداً للهلال، هل كان لكم كإدارة دور في اختياره؟

- بنهاية الموسم الماضي كان لدينا خياران «ريجيكامب» ومدرب آخر أو استمرار الكابتن سامي الجابر، وتمت إقالة سامي بعد اجتماع أعضاء الشرف، ولا أريد أن أعيد فتح هذا الموضوع، ووقع الاختيار على ريجيكامب كونه قادراً على التعامل مع مباريات الذهاب والإياب ولديه خبرة بهذه المباريات، وربي وفقنا بالوصول للنهائي، وبودي أن أوضح نقطة، صحيح أن الجمهور لن يرضيه إلا الكأس، ونحن لدينا تفاؤل بذلك ونثق بلاعبينا، لكن لن تكون نهاية الدنيا في حال لم نوفّق بتحقيق الكأس.

- كلمتك الأخيرة لـ«الجزيرة»؟

- أشكرك عبدالله على تواجدك وأشكر مسؤولي (الجزيرة) على إيفادك لتغطية مباراة ممثل الوطن، وأتمنى أن نسعد جميعاً كمحبين للوطن بتحقيق منجز آسيوي طال انتظاره.

موضوعات أخرى