24-10-2014

الشكاوى الكيدية..!!

لايخفى على عاقل سليم الفطرة أن إيذاء خلق الله - تعالى - محرم شرعاً، وقبيح عقلاً، كما يقول - تعالى -:{وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا} (58) سورة الأحزاب، ومن أهم الأسباب التي تؤدي إلى لجوء ضعاف النفوس، ومن قلة الوازع الديني والأخلاقي في نفوسهم : حدوث خلاف ونزاع بينهم وبين غيرهم، إما حقيقة أو افتعالاً، فتجد هذا الصنف من الناس يحرص كل الحرص على إلحاق الأذى بكل من يختلف معه في كل صغيرة وكبيرة، فيتهمه بأمور ويلفق له قضايا، ثم يرفع به شكاوى، يعلم أنها غير صحيحة، وأن القضاء النزيه سيبرئ خصمه، لكنه يريد أن يلحق به الأذى في سمعته، أو صحته، أو ماله، أو وقته، أمام كل من تمر عليهم الشكوى!.

ومن خلال متابعتنا للواقع نجد أن أصحاب الشكاوى الكيدية لايكتفون بتقديم الشكوى لدى جهة واحدة، بل ينشر شكواه الكيدية، ويلقي بها في كل جهة أنشأتها الدولة لتلقي شكاوى المظلومين، فيستغل هذه المسألة ؛ ليضاعف الأذى على خصمه المسكين، ليجعله مضطراً إلى مراجعة أكثر من جهة حكومية!!

فعلى سبيل المثال إذا كان الخلاف أسرياً، فنجد هذا الشخص المؤذي يقدم شكوى إلى محكمة الأحوال الشخصية، ولحقوق الإنسان، وللحماية الأسرية، والشرطة، وهيئة التحقيق، مع أن القضية واحدة يمكن أن تنظر فيها جهة واحدة، لكن الرجل لايكتفي بذلك إمعاناً في مكايدته، وإلحاقاً لأكبر ضرر بخصمه، وقد يصل الأمر إلى التشهير به في المجالس، وفي جهة عمله.

ولإلحاق أكبر الضرر فإنه يتخلف بنفسه عن حضور بعض الجلسات، فتؤجل القضية على الرغم من حضور المدعى عليه، وفي النهاية لا يجد المدعى عليه عند ثبوت براءته من يرد له اعتباره، ويرفع عنه آثار التشويه، والأذى التي ألحقها به صاحب الشكوى الكيدية وفي هذا السياق أوجه رسالتين:

الأولى : إلى الجهات الحكومية المعنية بهذا، بأن تدرس هذه الظاهرة المؤذية، وأن تقلل منها بأن يكون هناك تنسيق بين الجهات، بحيث لاتقبل أي شكوى في جهة من الجهات ما دامت جهة أخرى تنظر فيها، وأن تكون هناك إجراءات حازمة ضد من يثبت أنهم يتعمدون إيذاء خلق الله بالدعاوى الكاذبة، وإشغال الجهات الحكومية بأمور غير صحيحة.

الرسالة الثانية : إلى من تزين له نفسه إيذاء الآخرين، أو من يحاول أن يأخذ أموال الناس بغير حق، أن يعلموا أن الله - تعالى - مطلع على نياتهم وسرائرهم، وسيجازي كل معتد على اعتدائه، وظلمه للآخرين، وأن من أخذ شيئاً لايستحقه، فإنما يأخذ جمرة من نار، فليأخذها، أو ليتركها.

قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً، إذا أؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر).

alomari1420@yahoo.com

مقالات أخرى للكاتب