24-10-2014

الإرهاب حينما يكون نسائيًا؟

حادثة أستاذة الجامعة الأكاديمية التي استقالت من عملها كأستاذة تعلم الأجيال الشابة العلوم الدينيَّة إلى إرهابية التي تفردت جريدة الحياة بنشر تفاصيلها عبر الزميلتين «رحمة ذياب ومنيرة الهديب» تحمل أكثر من فكرة يمكن أن نتحدث عنها.

هناك مسألة دور الجامعات في اختيار العناصر غير السعوديَّة للتدريس وتوظيفهن في تخصصات يوجد كثير من بناتنا عاطلات بانتظار هذه الوظائف مع افتقاد نقطة الخبرة المميزة كدافع للاستقدام.

فضلاً عن نوعية الاختيار ودقته الذي أنتج إرهابية في الجامعة وكأننا نستورد الإرهاب.

وتحتمل الحادثة نقطة أخرى وهي الدور الذي تلعبه المرأة في نشر الأفكار الإرهابيَّة فهو خطير ومعقد فالأستاذة الأكاديمية حسب تعريفها بنفسها في حسابها في موقع «فيس بوك» تذكر أنها مشرفة على قسم الثقافة في الهيئة العالميَّة لإعجاز القرآن في الدمام!!

وهذا يعني أن لديها منبرًا آخر غير الجامعة تبث من خلاله أفكارها التدميرية!!

خطورة إرهاب النساء تكمن في سرعة انتشاره حيث تستطيع النساء الإرهابيات التأثير على نساء تحكمهن عواطفهن وجهلهن بالعواقب، أما التعقيد فيكمن في المجتمع الذي يحاول عزل النساء تحت غطاء الخصوصية بما يصعب معه معرفة توجههن والتحقق من وضعهن مما يؤخر اكتشاف دوافعهن الإجرامية.

وهذه إشكالية كبيرة على وزارة الداخليَّة أن تجد لها حلاً في مجتمع محافظ استغل فيه الإرهابيون المرأة لتوفر عناصر الغموض فهي غير معروفة الوجه ولا يمكن حتى للمرور من إيقافها لتفتيشها مثلاً في حال وجود حملة تفتيش على المركبات في الطرق مثلاً.

كل هذا والإحصاءات تكشف عن تورط النساء في الإرهاب، فرئيس حملة السكينة بوزارة الشؤون الإسلاميَّة والمختصة بمحاورة من يعتنق الفكر الضال المتطرف عبر الشبكة العنكبوتية «عبدالمنعم المشوح» عبر محاوراته في شبكة الإنترنت كشف أن 90 في المئة من النساء السعوديات تعاطفن مع الأفكار المنحرفة نتيجة تأثر عاطفي بحت دون قناعات علميَّة أو شرعية عبر الإنترنت وكانت 60 في المئة من النساء ممن تأثرن بمجتمعهن المحيط بهن و40 في المئة تأثرن عن طريق الإنترنت.

النساء في الإجرام لسن ناعمات، لأن السلوك الإجرامي لا يفرِّق بين رجل وامرأة والإنسان يرتكب الجريمة إذا توفرت له دوافعها سواء كان رجلاً أو امرأة.

الاختلاف عادة يكون في نوعية الجريمة وتفاصيلها ودوافعها حيث هنا يغلب على المرأة في تنفيذ جريمتها الطابع الأنثوي المتمثل في الصبر والجلد لتحقيق الهدف والعاطفة السلبية التي تجيش بالحقد وهذا يعزّز خطورة انضمام النساء لعالم الإرهاب.

نحتاج بالفعل ألا نهمل أو نستثنى النساء في حال حديثنا عن أمن هذا الوطن سواء بمعاقبة الشاذات منهن أو استثمار المستنيرات لمكافحة الإرهاب.

nahedsb@hotmail.com

nahidbashatah@

مقالات أخرى للكاتب