السعودية درع الإسلام الواقي

حسين الخليفة الحسن

أمضيت زهاء ثلاثة شهور بعد أن وطأت قدماي الأرض المقدسة: مهبط الوحي وأمضيتها بحاضرتها الرياض فاتنة المدن العربية والتي اكتسى وجهها حسناً وجمالاً، متوشحة بثوب البهاء والنقاء... جئت لهذه المدينة الصاخبة بأصوات مؤذني المساجد التي تناثرت وسط الأحياء.

جئتها كي ألتقط بعضاً من أنفاسي، بعد عراك مرير ولعقود من السنين مع تضاريس وزخم الحياة... جئتها كي أذوق طعماً للحياة الهانئة والنوم الهادئ... فانتعش ذهني المنهك، واستقام عودي .. فعادت بي ذاكرتي لأيام نضارة وعنفوان الشباب. كان برنامجي اليومي مكتظاً بتلقي العلم والمعرفة من شتى المناهل. فبعد أداء فريضة الفجر، وترطيب لساني بذكر الله ومصاحباً لكتابه الكريم. ثم تمتد يمناي لتقلب صفحات منهلي الثاني وعشقي صحيفة الجزيرة التي دأب على إحضارها لي يومياً ابني فشكراً له فأبقى في مؤانسة فكرية مع كتابها الأفذاذ وكثيراً ما أجد نفسي منغمساً بفكر ثاقب في التحليل السياسي العلمي المميز والرائع الذي يدونه قلم الأستاذ خالد المالك في صدر الصفحة الأولى.

الصحيفة مثقلة بشتى المعارف والآداب والفنون.. فهي صحيفة السياسي والاقتصادي والتربوي والرياضي والمثقف. ثم أمضي وقتاً ممتعاً مع الأدب الإنجليزي وكتابه (Exploring) لمؤلفة المستر هودجكن آخر عميد بريطاني لمعهد التربية ببخت الرضا بوطني السودان يحكي فيه عن أيامه وتجاربه التربوية بالسودان، فهو موسوعة تربوية مفيدة، ليسمح لي القارئ الحصيف وفي خاتمة سياحتي هذه بأن ينطلق قلمي التوثيقي ليسكب خلاصة مداده مدوناً خواطره وملاحظاته عن الفترة التي أمضاها بالمملكة العربية السعودية رغم قصرها....

) تهتم حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله بترسيخ مبادئ الإسلام ويتجلى ذلك في كثرة المساجد الفخيمة والمكتظة دائماً بالشيوخ والشباب والأطفال.

) نجحت حكومة خادم الحرمين الشريفين نجاحاً باهراً في تهيئة الأجواء وتقديم الخدمات الضرورية لضيوف الرحمن ومدت لهم يدها البيضاء وبسخاء باذخ لإعاشة وإقامة آلاف الحجيج من شتى الدول.

) لاحظت الاهتمام اللافت بالإنسان في المملكة صناعة وصقلاً وسخرت حكومة خادم الحرمين كل الإمكانات لتقديم كل الخدمات وما يحتاجه المواطن وخاصة في مجالات التعليم، الصحة، الطرق والرعاية الاجتماعية.

) كل شيء بالمملكة مرتب ومنظم ويدار وفق نظم وأسس متفق عليها، وتسير الأمور بقوانين حازمة وحاسمة وتطبق على كل مخطئ مهما كانت مرتبته ومكانته.

) كان الغرض من الاحتفال باليوم الوطني هو تذكير جيل اليوم بالرجال الأفذاذ الذين ناضلوا وكافحوا من أجل توحيد المملكة على يد الملك عبد العزيز آل سعود- رحمه الله-.. كان الاحتفال متواضعاً ووسيماً تم دون ضوضاء أو صخب.

) بهرتني تلك البرامج التوعوية والتثقيفية بإذاعة الرياض التي أدمنت مصاحبتها في جميع برامجها الممتعة مثل سواح، مرافئ، مع الأدب، المستشار، وصوت المواطن فهو برنامج مميز يهتم بقضايا المواطن مع النقد الباني لكل مرفق يخفق في أداء مهمته، ويقدم هذا البرنامج الأستاذ أحمد بن هشام المالكي فهو يتمتع بأفق واسع، وعين فاحصة، وذكاء فطري متوقد. ومعظم مقدمي هذه البرامج من الصفوة المميزة أعانهم الله. وكل برامجهم هادفة لتوجيه وتثقيف المواطن...

) لفت نظري ذلك الحب والود والاحترام والحميمية والتقدير الذي يكنه كل مواطن سعودي للأسرة المالكة الحاكمة وحادي ركبها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمير سلمان بن عبد العزيز وولي ولي عهده الأمير مقرن بن عبد العزيز- حفظهم الله- لما قدموه للشعب السعودي من إنجازات وإشراقات في شتى المجالات الخدمية.. وأقولها صادقاً فقد لمست احترام وتقدير المواطن السعودي لشقيقه السوداني فهذه قلادة تزين صدركل سوداني مقيم بالمملكة.

وفق الله حكومة خادم الحرمين الشريفين لجهدها المستمر لإعلاء كلمة الإسلام وبسط الاستقرار والطمأنينة في نفوس المواطنين... وفقها الله وأعانها...

- خبير تربوي