29-10-2014

(تاكسي) 2/1

كان يوماً ثقيلاً مملاً..

لذا فقد قررت البحث عن وسيلة للخروج عن تلك الأجواء البليدة وليس كالسير على الأقدام بلا توقف عملاً يبعث في نفسها الانتعاش والحيوية.. خصوصاً وقد بات الطقس أكثر اعتدالاً وأخف حرارة وأصبح باستطاعتها على الأقل تحمل السير في الهواء الذي ترجو أن يكون طلقاً.

أصبحت مشاويرها نادرة مؤخراً بسبب عدم وجود السائق حيث غادر سائقها الخاص لأداء فريضة الحج وهي تدعو كثيراً بأن يعيده الله إليها سالماً غانماً مغفور الذنب فلا جدوى لحياة امرأة في بلادنا بلا سائق، هذا يعني ببساطة أنها ستعاني الأمرين.. تجاوزت السوبرماركت الكبير، ثم التقاطع وقد أزعجتها كثرة السيارات، لكن لابأس لا بد من تحمل ذلك في سبيل التمتع برياضة المشي.

حين أقفلت راجعة وقد شعرت بشيء من الإرهاق إضافة إلى إحساسها بأن العرق قد بلل معظم جسدها من رأسها حتى أخمص قدميها، فقد رأت أنه من الأفضل أن تستقل إحدى سيارات التاكسي (الليموزين) لتجنب هذا التقاطع الخطر، ركبت سريعاً، كان المشوار لا يزيد عن سبع دقائق فقط ربما بسبب إشارة المرور، لذا فقد قالت لنفسها فلأجرب المفاوضة هذه المرة:

خمسة ريالات، تكفي؟! أدهشها كثيراً أنه هز رأسه بالموافقة، وهي تعلم جيداً من خبرة سابقة أنه لم يعد أحد منهم يكتفي بأقل من عشرة ريالات، حالما ركبت لمحته يمسك بجواله المحمول وينظر إلى شاشته.

أشارت بيدها قائلة: هنا خلف (السوبرماركت)، حسناً حسناً، أرشدته إلى الطريق الذي كان قريباً جداً، حالما توقفت قال: (خمسة فيه)؟ أكيد كيف لا؟ / نظر إلى الخلف قائلاً ظننت أنك تقولين حي (...) وذكر حياً بعيداً جداً في الرياض مشابهاً لاسم السوبرماركت؟ شعرت بأنه أراد إطالة الحديث وحسب!.. سلمته النقود، علق قائلاً بالإنجليزية: أنت لطيفة...! انتابها شيء من التوجس بأن هذه الكلمة تأتي تحت عنوان المعاكسة، وحيث إن التعب قد بلغ منها كل مبلغ فلم تكن على استعداد للدخول في مشكلات وإلا لصرخت به وعنفته وسجلت رقم سيارته، قال: لمن هذا المنزل؟!..

أجابت: لأصحابه..

لا تكثر الحديث وامضي إلى سبيلك..

انتظري انتظري أخذت تعالج الباب سريعاً وهي تنظر إليه يولّي بسيارته وهو يجر أذيال الخيبة، استاءت كثيراً من ذلك الموقف، تجاوزت عتبة المنزل إلى الداخل وهي تتساءل بحيرة تشتكين منْ أو منْ أو مَنْ؟! ثم وإن فعلت فسترفعينها لمن؟! هل من مستمعٍ أو منصف؟! إذن احتفظي بهدوئك لما هو أهم.

مقالات أخرى للكاتب