تُستخدم في مجال الطب النووي للتشخيص الدقيق

التخصصي ينتج ثلاثة مُرَكبات صيدلانية جديدة لتشخيص الأورام السرطانية

الجزيرة - أحمد القرني:

تمكَّن مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض من إنتاج ثلاثة مُرَكبات صيدلانية، تُستخدم في مجال الطب النووي لتشخيص بعض أنواع الأورام السرطانية، في خطوة تستهدف توفير سُبل جديدة لتشخيص المرضى بدقة عالية. وأكد معالي المشرف العام التنفيذي للمؤسسة العامة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث الدكتور قاسم القصبي أن المستشفى تمكَّن من إنتاج المُرَكبات الصيدلانية الثلاثة بجودة عالية، تتماشى مع المعايير الدولية، وقد تم الاستفادة منها لتشخيص المرضى بواسطة التقنيات المتطورة لقسم الطب النووي بالمستشفى. مشيراً إلى أن الاستخدامات المتعددة لهذه المُرَكبات في التشخيص والمتابعة لحالات الأورام السرطانية، كأورام الدماغ والرئة والبروستات والعظام.

وأوضح أن إنتاج المُرَكبات الثلاثة في المستشفى التخصصي كان خطوة جوهرية في سبيل إيجاد طرق تشخيصية جديدة بالغة الدقة، لم تتوافر في المستشفى سابقاً. مشيراً إلى أن إمكانية استيراد هذه المركبات من خارج المملكة لم تكن متاحة نظراً لقصر مدة فعالياتها الإشعاعية التي لا تتجاوز الساعتين. لافتاً إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار سعي المستشفى لتوفير أفضل الخدمات التخصصية للمرضى، مشيراً إلى أن المركبات الثلاثة الجديدة تعد إضافة مهمة إلى المُرَكبات الأخرى التي دأب المستشفى على إنتاجها منذ سنوات عدة. وأشار الدكتور القصبي إلى أن قسم السايكلترون والصيدلانيات المشعة بمركز الأبحاث في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض يمتاز بخبرة عريقة، تجاوزت ثلاثة عقود في هذا المجال الحيوي. ويتوافر القسم الذي شهد توسعة كبيرة مؤخراً على تقنيات متطورة وطاقم متميز من علماء الأبحاث الذين يمتلكون الخبرة والكفاءة في هذا التخصص.

من جانبه أوضح كبير علماء الأبحاث ورئيس الفريق المنتج لهذه المركبات بقسم السايكلترون والصيدلانيات المشعة بمركز الأبحاث الدكتور محمد بن حسين القحطاني أن إنتاج هذه المُرَكبات الصيدلانية المرقمة بالفلورين المشع (F-18) مر بمراحل عدة، شملت توفير التجهيزات والمواد الأساسية اللازمة، وتدريب الفنيين والأخصائيين، إضافة إلى إجراء الاختبارات الدقيقة والمستفيضة للتأكد من مطابقة المنتجات للجودة المطلوبة لمثل هذا النوع من المواد.

موضحاً أن هذه المُرَكبات الصيدلانية تُستخدم من خلال حقنها في المريض، ومن ثم تصويره عبر تقنيات الطب النووي للتعرف على الورم بشكل دقيق. وأشار إلى أن المركبات التي أنتجها «التخصصي» شملت مركب الصوديم فلورايد المرقم (Na18F)، وهو مصرح من قِبل هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، ويُستخدم في المجالات التشخيصية عالمياً، وبالتحديد في التشخيص المبكر لأورام العظام، ولتحديد مدى انتشارها في الهيكل العظمي، وتقييم وجود مضاعفات مثل الكسور والضغط على الحبل الشوكي، إضافة إلى رصد الاستجابة للعلاج.

أما المركبان الآخران ميثايل الكولين [18F]Fluoromethylcholine وكذلك الفلورثيميدين [18F]Fluorothymidine فيستخدمان تشخيصياً كمركبات بحثية لأمراض الأورام السرطانية المختلفة في الدماغ والرئة والبروستات بواسطة التصوير الطبقي البوزيتروني (PET).

وأوضح الدكتور القحطاني أن الفريق العلمي الذي عمل على إنتاج هذه المركبات الصيدلانية ضم تخصصات هندسية وكيميائية وصيدلانية وبيولوجية عدة، معرباً عن تقديره للجهود الكبيرة التي بذلها زملاؤه حتى نجاح الإنتاج.

موضوعات أخرى