هذه حال المترجمين

لقد اطلعت على مقال د. دلال الحربي بعنوان: (الأخطاء في كتب الرحلات) عدد 15364 وتاريخ 28-12-1435هـ وأشكرك كثيراً على طرح مثل هذه الموضوعات التي هي جزء لا يتجزأ من معرفة تاريخ الجزيرة العربية وما قام به الرحالة الأجانب خلال ثلاثة قرون ماضية، فالرحالة الذين قدموا إلى الجزيرة العربية أبدعوا ودرسوا اللغة العربية في معاهد وكليات الاستشراق في أوروبا وخاصة عن تاريخ المنطقة من الناحية الاجتماعية والجغرافية ومن ثم أتوا إلى المنطقة وانصهروا وعاشوا مع العشائر والقبائل العربية حتى نجحوا في مهمتهم ولما عادوا إلى أوطانهم قاموا بتأليف كتبهم بلغتهم، حيث هنا جاء دور المترجم العربي، الذي يجب أن يترجم وفق الأمانة العلمية من كتب أو مخطوطة أو رسائل لهؤلاء الرحالة المستشرقين، حيث نجد الكثير منهم «المترجمين» يقوم بإضافة معلومة مغلوطة أو غير صحيحة لهذا الكتاب، وهي بعيدة عن المضمون حتى أصبح المترجم محققاً لمادة الكتاب أو المخطوطة وهو غير متخصص، ونجد البعض منهم يقوم بالحذف من فصوله مما يفقد قيمة الكتاب أو المخطوطة في مادته العلمية وهذا مخالف للأمانة العلمية ومخالف للحقيقة في ترجمته ولا يخدم بأي شيء علمياً للباحث والمتخصص والدارس العربي ولا ننسى جانباً آخر لا يقل أهمية عن المترجم العربي ألا وهو بعض دور النشر العربية الضعيفة التي تقوم بترجمة بعض كتب الرحالة ومخطوطاتهم، حيث إن هدفها هو الكسب المادي فقط دون أي اعتبارات ثقافية أو علمية كما لا ننسى جانباً آخر أيضاً وهو أن بعض المؤلفين العرب في تأليف كتبهم عن تاريخ الجزيرة العربية باللغة العربية بحيث يجد القارئ والدارس والباحث أن هذا الكتاب يستحق القراءة ويتخذه مرجعاً في بحثه إلا أنه بعد سنوات نجد الكتاب صدر من إحدى دور النشر الفرنسية أو الأمريكية «باللغة الفرنسية أو الإنجليزية» بنفس العنوان والمادة العلمية إلا أن كثيراً من فصوله مخالفة لمادته العلمية للإصدار الأول بالطبعة العربية فهل نقوم بترجمته والتحقق من صحة مادته العلمية؟

وبالله التوفيق،،،

ناصر بن إبراهيم الهزاع - الرياض - حرس الحدود