30-10-2014

حلم الهلال وتجارب السنين!!

بعد نهاية مواجهة الهلال وويسترن سيدني الاسترالي في ذهاب نهائي دوري أبطال آسيا قلت عبر تغريده في حسابي بتويتر (أرجو أن لا ينخدع الهلاليون بالمستوى وأن لا يقولوا إنها أفضل خسارة، قالوها بعد مواجهة أولسان في الذهاب، وتذكرون بقية الحكاية).. ما كتبته كان مجرد تحذير وتذكير لكن البعض ذهب إلى التفاؤل والتشاؤم، وأن مثل هذا الحديث يسبب الإحباط للفريق والقائمين عليه!! رغم أن تذكر الماضي واجترار أحداثه بما فيها من تجارب وإخفاقات تعرض لها الشخص أو المجموعة أو الكيان أياً كان أمر مطلوب من أجل العبرة والاستفادة من الأخطاء وتفادي مسبباتها وعدم الوقوع فيها مرة أخرى.

في كل نسخة من بطولة آسيا يرى الهلاليون أن البطولة قريبة في متناول اليد، وأنها على مرمى حجر منهم، لكن الفريق في كل مرة يخرج صفر اليدين، مرة في نصف النهائي ومرة في ربعه ومرة في ثمنه!! ومع كل خروج جديد تتأصل العقدة لدى بعض الهلاليين (...) الذين حولوا بطولة من ضمن حزمة بطولات يشارك فيها فريقهم سنويا إلى حلم وأمل وحيد وهو ما أسهم في النهاية في توتر اللاعبين والأجهزة الفنية والإدارية وزيادة الضغط عليهم قبل كل مواجهة قارية!!.

المشكلة أن بعض المشاركات السابقة وما حفلت به من أحداث لم تعلم الهلاليين كيفية التعامل مع البطولة، وفي كل مرة يزيد تفاؤلهم، وهذا أمر حسن لكن الإفراط فيه كما يحدث هذه الأيام من قبل البعض أمر مرفوض!!.

لنعد أربع سنوات إلى الوراء

بعد مباراة نصف نهائي نسخة 2010 من دوري أبطال آسيا أمام ذوب آهن الإيراني على ملعب الأخير، والخسارة بهدف دون رد بعد مباراة لعب الهلال فيها جيداً وأضاع لاعبه السويدي ويليهامسون ضربة جزاء، تفاءل الهلاليون كثيراً بمواجهة الغياب خاصة وأنها ستشهد عودة ثلاثة أوراق مهمة (نيفيز ورادوي وخالد عزيز) الذي غابوا لظروف مختلفة، وجاءت أحاديث الهلاليين على النحو التالي ولن أسمي من تحدث، لكن فيهم الشرفي والإداري واللاعب والفني: (فرصتنا كبيرة في لقاء الإياب/ لن أقول وداعاً للبطولة وسأسلم على الكأس في الرياض/ نجوم الهلال سيكونون في الموعد و70 ألفاً سيصادقون على كلامي/ كنا الأفضل وانتظرونا في الرياض)... وفي الرياض امتلأ الملعب بشكل لم يكن له مثيل في دوري أبطال آسيا، وكان التفاؤل الهلالي وإن شئت قل الثقة بالعبور إلى النهائي قد بلغا حدهما الأقصى، غير أن الفريق الإيراني لم يتأخر في حسم كل شيء مستفيداً من كرة خاطئة لأسامة هوساوي وتبخر الحلم فجأة، وبعد المباراة استقال من استقال واعترف المدرب بتراجع المستوى واعتذر من اعتذر، وبدا الهلاليون في توجيه أصابع اللوم والنقد..لكن الطيور كانت قد طارت بأرزاقها وما من مجال للبكاء على اللبن المسكوب!!.

ما حدث في إيران حدث في كوريا بعده بعامين خسر الهلال من أولسان في كوريا وكان الهلال الأفضل وهناك من قال: (الهلال عاد بأفضل خسارة).. وهل في كرة القدم أفضل خسارة ؟؟ وتفاءل الهلاليون كثيراً بلقاء الرد في الرياض، لكن الرياح الآسيوية كانت تجري دائماً بما لا يشتهون، وخرج هلال كمبواريه برباعية مذلة وبدأت الاتهامات تلاحق الإدارة والنقد يوجه لها مباشرة وكثير من الهلاليين لم يتأخر عن المطالبة باستقالتها بعد أن فشلت في تحقيق مشروعها الآسيوي الذي وضعته هدفاً رئيساً معلناً منذ اليوم الأول لها في النادي.

مشكلة الهلال اليوم أن هناك من يريد مصادرة الأراء المخالفة ويريد أن يتصدر عن طريق مجاملته و(تطبيله) وتكريسه للرأي الأحادي المشهد الأزرق، وهذا غير ممكن، كما يقول تاريخ النادي الكبير الذي يقبل فريقه الكروي بعد غدٍ على مواجهة صعبة حاسمة، ومن الجيد ان يعرف القائمون عليه أخطاء الماضي وتذكير اللاعبين بها والتأكيد أن الجماهير قد كلت وملت من تكرارها، وأن على اللاعبين معرفة قيمة هذه الجماهير وأدوارها التاريخية مع النادي، ووقفاتها المشهودة في هذه النسخة بالذات من دوري أبطال آسيا، جماهير ملأت مدرجات السد القطري والعين الإماراتي وكل المقاعد المخصصة لها في استراليا!! الجماهير تريد الكأس، واللاعب الذي لا يقدر ذلك عليه أن (يرتاح ويريح).. فلن يفيد قول (كنا الأفضل وسنعوضكم وانتظرونا... الخ).

هنا لابد من التذكير أن الهلال بطل آسيا وزعيمها المتوج وفريق القرن فيها وتفريطه باللقب (لا سمح الله) لن يكون نهاية لتاريخ لا يحاكيه تاريخ ولا يقترب منه منافس، ولن يكون نهاية المطاف، لكن من حق جماهير الهلال على لاعبيه والقائمين عليه أن يفرحوا باللقب، فهل يملكون الكفاءة - وبالذات اللاعبين - لتحقيقه... لننتظر يومين ونرّ.

المنتخب.. 97!!

وسط حمى نهائي آسيا للأندية قال تصنيف فيفا لشهر أكتوبر 2014 أن المنتخب السعودي وقع في المركز 97... وهذا يعني أن المنتخب يحقق المزيد من التراجع وليس بعيداً (للأسف) أن يخرج من قائمة المائة كما فعالها سابقاً!! ويعني أيضاَ أن اتحاد الكرة مازال يحقق الفشل تلو الفشل في إدارته للكرة في البلاد، ويعني أن الاتحاد لم يفلح حتى الآن في تحقيق ولو جزء بسيط من حزمة وعوده الانتخابية ومنها الوصول بالمنتخب إلى المركز الأربعين في التصنيف!!.

المنتخب مقبل على دورة الخليج وبطولة أمم آسيا، وأحداً لا يعرف كيف سيكون ظهور المنتخب فيهما!! وإن كان البعض يقول إن الكتاب واضح من عنوانه... وأقول لعله يخالفه هذه المرة!!.

sa656as@gmail.com

:تويتر @ aalsahan

مقالات أخرى للكاتب