«الله يعطيك خيرها» تسجّل حضوراً متميزاً في المؤتمر الدولي الرابع للإعاقة والتأهيل

الجزيرة - المحليات:

سجَّلت المبادرة الوطنية «الله يعطيك خيرها»، التي تتبناها جمعية الأطفال المعوقين بالتعاون مع الإدارة العامة للمرور، حضوراً متميزاً في المؤتمر الدولي الرابع للإعاقة والتأهيل، الذي اختتم فعالياته مؤخراً بمدينة الرياض. ولاقى الجناح الخاص بالمبادرة ثناء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، إضافة إلى إقبال كبير من المشاركين وزوار المعرض.

وحظي الجناح بعدد كبير من الزيارات طيلة أيام المؤتمر، مجمعين على أن المجتمع لا يزال بحاجة إلى المزيد من حملات التوعية والتعريف بمخاطر الحوادث المرورية على المجتمع والاقتصاد بشكل عام.

وأشاد الزوار بالدور التوعوي اللافت للمبادرة، الذي ساهم في رفد الجهود الكبيرة التي تبذلها الإدارة العامة للمرور؛ ما نتج منه خفض نسبة الحوادث المرورية بنسبة 10% تقريباً في النصف الأول من عام 1435هـ بحسب الإحصاءات الرسمية. وفيما يأتي أبرز المحطات:

رعب اجتماعي

أشادت ثنوا المطيري - وهي اختصاصية في التربية الخاصة والصحة النفسية - بالمبادرة، معتبرة إياها نموذجاً للمبادرات المجتمعية التي تساهم في رفد الجهود الرسمية وتوعية المجتمع بمخاطر الحوادث المرورية ومخلفاتها.

وقالت المطيري: تشكّل الحوادث المرورية رعباً وقلقاً لدى الكثير من الأسر، وكثيراً ما تحول أفراح المسافرين إلى أحزان، متمنية تشديد الضوابط وإيجاد حلول رادعة للمتهورين وتطبيق أنظمة وقوانين المرور والسلامة المرورية بصرامة للتخفيف من نسبة الحوادث والخسائر التي تنجم عنها.

سيارات للمعوقين

وفي السياق ذاته، طالب علاء العبسي الجهات المختصة بإلزام الوكلاء بتوفير سيارات مجهزة لذوي الإعاقة؛ إذ إن المعوقين يعانون لدى رغبتهم في شراء سيارات خاصة بهم، مبيناً أن قيام ذوي الإعاقة بقيادة سياراتهم يعطيهم الثقة بأنفسهم، ويشعرهم بالاستقلالية.

وكشف العبسي أن «الله يعطيك خيرها» تركت صدى كبيراً في المجتمع، وساهمت بخلق نوع من الوعي حول «القيادة الآمنة»، أملاً بأن يتوافر في المستقبل مدارس لتعليم المعوقين القيادة والاعتماد على الذات.

احترام القوانين

من جهتها، حذرت مروة الكندري - وهي اختصاصية اجتماعية - الشباب من السرعة الزائدة؛ لأنها السبب الأساسي في وقوع حوادث الطرق، أو الانشغال بالجوال أثناء القيادة، وناشدت الجميع الالتزام بالسرعات المحدّدة، لافتة إلى أنه يجب محاسبة النفس قبل الغير.

وأوضحت المطيري أن الأمان الحقيقي يكمن في احترام الكل لقوانين السير، وحق الآخرين، مشيرة إلى أنه ليس بالضرورة أن يكون الشخص مسرعاً في بعض الأحيان؛ إذ إن عدداً من الشباب المتهورين يسببون الإعاقة للملتزمين، وهناك الكثير من المعوقين الذين تم إيذاؤهم بسبب أخطاء الآخرين، متمنية تعميم تجربة «الله يعطيك خيرها» على نطاق أوسع في المنطقة.

توعية المرأة

من جانبها، قالت الدكتورة فاتن كمال (استشارية تخاطب) إن نسبة الإعاقات الناجمة عن الحوادث المرورية كبيرة جداً في المملكة قياساً بالتطور الذي تعيشه المملكة والوعي المجتمعي، متمنية أن تساهم مبادرة «الله يعطيك خيرها» في تدعيم الجانب التوعوي لدى المجتمع بشكل أكبر، وخفض نسبة الحوادث المرورية والإعاقات الناجمة عنها.

ورأت الدكتورة أن نسبة الوعي لدى المجتمع في زيادة مستمرة نظير وسائل الاتصال الحديثة، ووصول المعلومة لدى المجتمع بشكل سريع، مشددة على أهمية التركيز على الجانب التوعوي لدى المرأة؛ إذ إنها تستطيع التأثير على محيطها من سائق أو زوج أو أبناء، وبذلك يكون لها دور فاعل بشكل أكبر في توعية المجتمع.

نموذج ناجح

ورفض عماد عبدالقادر - وهو أخصائي اجتماعي - تحميل مسؤولية زيادة نسب الحوادث لإدارة المرور، مشيراً إلى أن الحوادث مسؤولية مشتركة بين المرور والمجتمع؛ إذ إنه من المستحيل تخصيص فرد من الإدارة لكل مواطن.

وأرجع عبدالقادر زيادة الحوادث المرورية لعدم التزام السائقين بأنظمة وقواعد السلامة المرورية، مشيراً إلى أن المشكلة الأساسية بالدرجة الأولى تصب في قضية الوعي المروري وعدم التزام السائقين بقواعد وآداب المرور والنظم السائدة، متمنياً أن يتم تكثيف المبادرات المجتمعية على غرار «الله يعطيك خيرها»، التي تعد نموذجاً ناجحاً للمبادرات المجتمعية.

مما يُذكر أن «الله يعطيك خيرها» مبادرة وطنية توعوية، تتبناها جمعية الأطفال المعوقين بالتعاون مع الإدارة العامة للمرور وعدد من جهات القطاعين الحكومي والخاص، وتهدف للحد من الحوادث المرورية، وتحديداً تلك التي تسبب الإعاقة لأصحابها، وتسلط الضوء على أهمية السلامة المرورية، ودورها في الحد من الإعاقة لدى هذه الوسائل، إضافة إلى تعزيز الثقافة المجتمعية بالأنظمة المرورية، ومشاركة ذوي الإعاقة وأهاليهم معاناتهم الاجتماعية والاقتصادية في التعامل مع المعوقين من أبنائهم، والتعريف بالخسائر الاقتصادية والمجتمعية التي يتكبدها المجتمع نتيجة الإعاقة.