04-11-2014

إقصاء العرب في العراق لصالح الإيرانيين والأكراد

في الوقت الذي تنشر فيه وسائل الإعلام العراقية، وتتبارى الفضائيات العراقية والصحف بنشر صور قاسم سليماني وهو يحتفل مع مليشيات الحشد الشعبي بعد تحرير أميرلي من تنظيم داعش، حيث ظهر قاسم سليماني وهو يحتفل مع عميد الحرس هادي العامري القائد غير الرسمي لقوات الحشد الشعبي، نُشرت تلك الصور مع تصريح استفزازي سليمان يقول فيه: «أن تحرير أميرلي لن يحتاج سوى 70 مقاتلاً من الحشد الشعبي». وهو تصريح استفز العراقيين، وبخاصة قادة الجيش، الذين يتساءلون بسخرية مشوبة بمرارة: «كيف يتسنى لـ70 شخصاً من الحشد الشعبي، الذين يفتقرون للخبرة العسكرية، تخليص أميرلي، وهي مدينة عراقية، تسكنها أقلية تركمانية شيعية؟ كيف يستطيع 70 شخصاً تخليص المدينة من عناصر داعش، بعد أن عجز الجيش العراقي قبل ذلك؟».

العراقيون يعرفون أن تخليص أميرلي تم بمشاركة قوات محترفة من الحرس الثوري الإيراني، وأيضاً بمشاركة كثيفة من قوات الجيش العراقي، وانضمت إليهم عناصر من مليشيات الحشد الشعبي، وهي مليشيات شيعية، يقودها الوزير السابق هادي العامري، الذي تؤكد المعلومات من داخل العراق وإيران أنه لا يزال عاملاً بالحرس الثوري، ويحمل رتبة عميد حرس، وأن كل هذه المجاميع من القوات وصلت إلى تعداد يوازي - إن لم يزِدْ - تشكيل فرقة عسكرية. ويعرف العسكريون أن تعداد وتشكيل الفرقة العسكرية في الجيوش النظامية يتجاوز ثلاثة ألوية مقاتلة وكتيبة خدمات إدارية وتموينية وكتيبة هندسة وإشارة، وهو يعني مشاركة أكثر من عشرة آلاف مقاتل، إضافة إلى الإسناد الجوي الذي قدمته قوات التحالف، وأيضاً الطيران المروحي العراقي، وهذا تصور منطقي قياساً بما شهدته معركة تخليص مدينة أميرلي من داعش من ضراوة وعنف وزمن. أما القول بأن سبعين شخصاً حرروا أميرلي حسب زعم قاسم سليماني فهو استهزاء بالجيش العراقي رغم كل إخفاقاته.

تنقُّل قاسم سليماني بين المدن العراقية وقيادته لمليشيات الحشد الشعبي التي يتخفى ضمن صفوفها عناصر الحرس الثوري يثيران كثيراً من اللغط والأحاديث الغاضبة لدى العراقيين، الذين يرون تناقضاً في موقف الائتلاف الشيعي برفض دعم خطة تخليص مدينة الموصل من تنظيم داعش، التي يعد أبناء الموصل لتنفيذها بدعم من الأمريكيين وقوات التحالف الدولي، ونتيجة للضغط الذي تمارسه أحزاب التحالف الشيعي ووزراؤها على حيدر العبادي. تحفظت الحكومة العراقية على خطة تحرير مدينة الموصل؛ لأن الذي سيقود هذه المعركة هو محافظ نينوى ابن مدينة الموصل أثيل النجيفي شقيق نائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي؛ إذ يرى أعضاء التحالف الشيعي أن أثيل غير موثوق به، وأنه سيسلم المدينة لمقاتلي العشائر، ويرشحون بدلاً منه رئيس مجلس المحافظة بشار الكيكي، وهو كردي وعضو في الحزب الديمقراطي الكردستاني، مواصلين اتباع سياسة إقصاء العرب السنة حتى في مدنهم ومحيطهم الاجتماعي، مع تفضيل الإيرانيين «قاسم سليماني والحرس الثوري» والأكراد كما في حالة بشار كيكي والبيشمركة.

jaser@al-jazirah.com.sa

مقالات أخرى للكاتب